يعتبر استخدام العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي ( HBOT )، علاج مستخدم في جميع إرجاء العالم لمعالجة ومداواة مجموعة كاملة من الأمراض، والشفاء من الإصابات والحالات المرضية. علما بان الالآف من الناس قد يستفيدون من خواصه العلاجية الهائلة وبالأخص الذين يعانون من التوحد.
والعلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي هو مجرد واحد من العلاجات التي تستخدم في مجال الطب الحيوي والذي يمكن أن ينصح به للطفل المصاب بالتوحد، حيث يعتبر ثورة في مجال استخدامه كواحدة من البدائل التي قد تكون ذات فائدة كبيرة لمعالجة أعراض التوحد الطفيفة، وحتى في علاج التوحد كلياً.
العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي – علاج آمن
يمكن للأطفال أن يخضعوا للعلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي في المستشفى، أو عيادة الطبيب أو حتى في المنزل. وهو كما يقول الكثير من الأهل الذين استجاب أطفالهم بأنه علاج آمن وغير مؤلم يستخدم قوة الأكسجين في تسريع العلاج، تقليل التورم والالتهاب، وإزالة تأثير السموم الضارّة من الجسم ويزيد إنتاج الخلايا الجذعية الحيوية. للحالات التي سمحت فيها جمعية الأغذية والعقاقير استخدام العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي:
• الانحباس الهوائي.
• التسمم بأول أكسيد الكربون.
• الغرغرينا المُسبَّبة من الغاز.
• الحروق الإشعاعية والحروق الحرارية.
• عدوى التلف في الأنسجة اللينة.
• فقر الدم وفقدان الدم.
• مرض انخفاض الضغط.
• علاج الجروح.
• الخراج القحفي.
• التهاب العظم (التهاب بالعظم أو نخاع العظم)
• التهاب القدم الناتج عن السكري.
هذه هي جميع الحالات التي يتم علاجها أو التخفيف منها بزيادة نسبة الأكسجين في الدم، والذي يحمل بعد ذلك هذه المادة الواهبة للحياة لأنسجة وأعضاء الجسم الجائعة للأكسجين.
إن العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي علمياً هو استنشاق أكسجين بنسبة 100% بينما يكون تحت الضغط في حجرة خاصة ذات ضغط عالي. تسمح تقنية العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي بأن نُسخِّر القوة العظيمة، "قوة الحياة" والخواص العلاجية للأُكسجين، لإعطاء نتائج مدهشة. في علاج هؤلاء الأطفال الذين يعانون وذويهم بصمت.
العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي يستخدم كعلاج يزيد من كمية الأكسجين التي تحملها البلازما في الدم. هذه الزيادة في الأكسجين في مجرى الدم تغذي الأعضاء كالدماغ وتعطي الأنسجة الجائعة للأكسجين زيادة في توصيل الأكسجين، وبذلك تسمح ببدء الشفاء، ثلاثة عوامل تجعل العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي مزيج رابح:
- إنها تزيد من توصيل الأكسجين للأعضاء والأنسجة.
- إنه مضاد قوي للالتهاب.
- إنه يقلل من الانتفاخ والتورم.
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن التوحد هو "مرض عصبي يوصف بـ:
• التلف في الدماغ والجهاز العصبي المركزي ( مع الوقت ).
• يخفض تدفق الدم، وبالتالي الأكسجين إلى الدماغ.
• الالتهاب في الدماغ والأمعاء.
• تلف الخلايا في الجسم من الأكسدة.
إن استخدام العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي كأداة في علاج الاضطرابات الطفيفة للتوحد، وتحسين الأعراض الجانبية، يزيد من تشبع الجسم من الأكسجين. ويزيد من محتوى الأكسجين في الدم، بدون الحاجة إلى زيادة تدفق الدم، وبامكان هذا الأكسجين حينها تغذية أنسجة الجسم، بما في ذلك أنسجة الدماغ والأمعاء. ويقلل الالتهاب، ويزيد إنتاج الخلايا الجذعية القيِّمة وبالتالي بامكانه المساعدة بشفاء وترميم الجسد، من خلال استنشاق الأكسجين النقي تحت الضغط! لاحظ بعض ذوي الأطفال المصابين بالتوحد والذين تم علاجهم من خلال هذه التقنية بتأثير فوري بعد جلسة واحدة فقط. قد يكون طفلهم أهدأ، أكثر استرخاء وأقل عرضة لتفجر نوبات الغضب. وقد أفاد بعض أولياء الأمور بتأثير آخر هو أن يستطيع الطفل التواصل والحديث بوضوح اكبر والتي تعتبر مشكلة مزمنة. تميل هذه التأثيرات والفوائد للتحسن مع مرور الوقت، وقد لاحظ أولياء الأمور والمختصين بضرورة أن يتم استخدام البرامج السلوكية والنظام الغذائي السليم لكي يحصل التحسُّن في أعراض التوحد ما بين 10 و 20 جلسة استخدام العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي.
فوائد العلاج بالأكسجين :
بينت الدراسات التي أجريت بعلاج الأطفال المصابون بالتوحد عن طريق استخدام العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي بأن:
• يستطيع أن يصبح الطفل أكثر وعياً لمحيطه .
• يزيد من اتساع انتباه الطفل.
• يحسِّن تفاعل واجتماعية الطفل.
• يحسِّن الاتصال البصري.
• يشجع الطفل بان أكثر استقلالية.
• يزيد المفردات،اللغة والنطق.
• يزيد من قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره وعلى التعاطف مع الآخرين.
• تخفيف مشاكل الأمعاء، والجهاز الهضمي.
• يزيد الشهية.
• تحسين ردود فعل الطفل للتغيير.
• تحسين القدرة الادراكية.
• تحسين النوم. - تخفيض سلوكيات التحفيز الذاتي.
• تعزيز جهاز المناعة.
تجربة العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي في علاج الأطفال المصابين بأعراض التوحد:
تستخدم أنواع مختلفة من الحجرات للعلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي، لكنها جميعها تؤدي نفس الوظيفة. حتى أن الأهل بامكانهم شراء أو استئجار حجرات نقّالة أو قابلة للنفخ لإستخدامها في المنزل والتي بامكانها أن توفر عليهم الوقت والمال عندما يحتاج هؤلاء الأطفال علاج مستمر لتخفيف الأعراض:
أنواع الحجرات التي قد يتم فيها العلاج هي:
• الحجرات أحادية المكان – تتكون هذه الحجرات من "حجرات ذات هيكل صلب" أو "حجرات نقالة ذات هيكل ليِّن" الحجرات أحادية المكان مصممة لشخص واحد، ويأتي من أسمها أحادية المكان.
• الحجرات متعددة المكان – وهي حجرات كبيرة والتي بامكانها احتواء عدة أشخاص في آن واحد.
خبرة الذهاب إلى حجرة ذات ضغط عالي واستنشاق أكسجين بنسبة 100% قد يبدو مرعباً قليلاً وذلك حسب قول أهالي هؤلاء الأطفال، لكنه في الواقع أبعد ما يكون عن ذلك ويسترخي العديد من هؤلاء الأطفال فيه لدرجة أنهم ينامون. يبدأ علاج العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي عندما يدخل الطفل إلى الحجرة وبجلوسه أو استلقاءه، حسب نوع الحجرة. ثم يغلق الباب لسد الحجرة، وفي معظم الأحيان يكون معه المعالج أو احد والديه.
حالما يشعر الطفل بالراحة ويتم سد الحجرة، يُشغِّل المُعالِج أو الوالدين الأكسجين من أجل ملئ الحجرة وجعلها مضغوطة. تماماً كما في الطائرة (والتي فيها مقصورات مضغوطة )، قد يشعر الأطفال بالضغط في آذانهم وقد يسمعون "قرقعة" في أذانهم. ومع ذلك هذا لا يكون مؤلماً وعادة يمكن التخلص منه عن طريق تحريك الفك، بلع الريق، التثاؤب، أو عن طريق وضع سدادات أذن خاصّة. قد يسمع الأطفال أيضا صوت الأكسجين وهو يملأ الغرفة، ولكنه فقط مثل ضجيج خفيف وهو ليس مخيفاً.
وبصرف النظر عن القليل من الضجة بينما تمتلئ الحجرة واحتمال "اتخام" في الأذنين، لن يشعر الأطفال أي شيء خارج عن المألوف ويشعر بحرية في الاسترخاء وحتى في النوم خلال الجلسة العلاجية. يدفئ الأكسجين الحجرة وتحافظ على دفء وراحة الأطفال ، وفي العادة تجعلهم يشعرون بالنعاس التام.
واعتماداً على نوع وحجم الحجرة، قد يكون بامكان الأطفال مشاهدة التلفزيون أو DVD، قراءة كتاب أو مجلة أو حتى اللعب على الألعاب الالكترونية المتنقلة، من أجل تخفيف أي شعور بالملل.
وعندما يتواجد الأطفال في الحجرة للمدة الزمنية المطلوبة يتم تخفيف الضغط في الحجرة ببطء وبتأني. بينما يحدث تخفيف الضغط، قد يشعر الأطفال بالإتخام في الأذنين مجدداً ومع بدء انخفاض درجة حرارة المحيط، لكن لا يوجد اي أعراض جانبية أخرى. عندما يُخفَّف الضغط في الحجرة بشكل كامل، يتم فتح بابها وسيكون باستطاعة الأطفال مغادرة الحجرة.
قد لا يشعر الأطفال بأي تغيير مباشرة بعد العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي، مع أن بعض الأطفال قد يشعرون بالنعاس أو حتى بالإنتعاش. ليس هناك شعور "صحيح" بعد الجلسة العلاجية. ويلاحظ بعض الأهالي التغيير في طفلهم على الفور، بينما يلاحظ آخرون النتيجة بعد برنامج من جلسات. تكون النتائج بشكل عام متراكمة وأيضا، بالطبع، تعتمد على حالة كل الطفل على حدة.
إن العلاج بالأكسجين ذو الضغط العالي HBOT خبرة تستحق التجربة كما أوصى بها الأهالي والمختصين في مجال علاج الأطفال التوحديون، ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار كجزء من النهج المتبع في العلاج الأطفال المصابين بالأعراض التوحدية. ويزيد من فعالية برامج الطب البديل في رعاية هؤلاء الأطفال وتنمية قدراتهم الذهنية وتطوير مهارات الاتصال لديهم.
ساحة النقاش