ما هو اضطراب إسبرجر؟
متلازمة إسبرجر هي إحدى إعاقات مجموعة اضطرا بات النمو ذات الأصول التكوينية البنيوية والخلقية الولادية أي تكون موجودة عند الميلاد ولكنها لا تكتشف مبكراً , بل بعد فترة نمو عادية علي معظم محاور النمو قد تمتد إلي عمر ( 4 – 6 ) سنوات وتصيب الأطفال ذوي الذكاء العادي أو العالي ونادراً ما يصاحبها تخلف عقلي بسيط وبدون تأخر في النمو اللغوي أو المعرفي وتتميز بقصور كيفي واضح في القدرة علي التفاعل الاجتماعي مع سلوكيات شاذة واهتمامات محدودة غير عادية وغياب القدرة علي التواصل غير اللفظي وعلي العبير عن العواطف والانفعالات أو المشاركة الوجدانية.
ومهن حيث مدي انتشارها فإنه بسبب حداثة اكتشافها وغموض بعض جوانبها مثل العوامل المسببة وصعوبات تشخيصها والتشابه الكبير بينها وبين بعض الإعاقات الأخرى من اضطرا بات النمو لا توجد حتى الآن إحصاءات دقيقة عن مدي انتشارها لكن التقديرات المبدئية تشير إلي أنها أوسع انتشاراً من التوحد وتتراوح بين ( 3 – 4 ) حالات من بين كل ألف ولادة حيه
كما أنها تنتشر أكثر بين الذكور عنها بين الإناث بنسبة ( 1 : 10 )

خصائص وأعراض الإسبرجر:
إن أعراض إعاقة الإسبرجر متعددة ومتنوعة وتختلف من فرد إلي آخر ومن النادر أن نجد طفلين من أطفال الإسبرجر متشابهين تماماً وقد لوحظ أن الأعراض التالية كافة يمكن أن توجد في حالات مختلفة وليس في فرد واحد:-

1. غرابة أو شذوذ في العلاقات الاجتماعية التي غالباًَ ما تكون فجة غليظة سمجة خرقاء إذا قورنت بعلاقات الأطفال العاديين.
2. نمو لغوي وحصيلة لفظية قريبيه من العادية ولكن مع صعوبات في استخدامها.
3. شخصية مرحة – حيوية – لماحة – طموحة.
4. عادة ما يكون الفرد المصاب غير مدرك أو متفهم لمشاعر الآخرين.
5. العجز عن البدء والاستمرار في حديث متبادل بشكل طبيعي متصف بالأخذ والعطاء مع الآخرين.
6. سريع الانزعاج بسبب أي تغيير في الحياة أو للأعمال الروتينية أو التقلب أو التحول أو الانفعال بتغيير المكان أو برامج النشاط اليومي.
7. منطلق في حديثة ولكنه حرفي يتمسك بالمعني اللفظي الحرفي المباشر للكلمة أو الجملة في حديثة مع الآخرين أو في تفهمه لكلامهم أو لما يقرأ.
8. فائق الحساسية للأصوات العالية والضوء القوي والروائح النفاذة.
9. غالباً ما تدور اهتماماته أو أحاديثه علي موضوعات محدودة ويهتم بالعلوم والحساب.
10. شذوذ في حركاته وتحركا ته وفي مزاولة الأنشطة الرياضية.
11. يتمتع بذاكرة قوية لأدق التفاصيل ولكن مع غياب المرونة في التفكير.
12. يعاني من صعوبات في النوم وفي تناول الطعام.
13. يجد صعوبات في فهم واستيعاب ما يقرأ أو يسمع.
14. يستخدم تعابير وجه أو تواصل غير لفظي فج أو غير مناسب أو غير مستساغ.
15. يستخدم في حديثة أنماطاً لفظية غير عادية تتميز بالتكرار الممل أو تعليقات عنيفة أو غير مناسبة للموقف أو أحياناً جارحة.
16. في كلامه مط أو تطويل في نطق الألفاظ مع لهجة متكلفة رسمية.
17. يتحدث عادة بصوت مرتفع مطرد النغم أو النسق علي وتيرة واحدة.
18. في سياق حديثة لا يهدأ جسمه عن الحركة فهو كثير التململ والاهتزاز والثلث واستعمال يديه أو الخطو إلي الأمام أو الخلف أو الجانب وخاصة عندما يكون في حالة اهتمام وتركيز.
19. ندرة أو غياب القدرة علي تفهم الآخرين أو وضع ذاته مكانهم.

نتيجة لكل أو بعض تلك السمات يصعب عليه أو يستحيل تكوين صداقات أو إذا تكونت فلفترة قصيرة ثم تنقطع ولذا يعاني كثيراً أو دائماً من الوحدة

والعزلة.كثيراً ما يستغرق في خليط من الموضوعات المحددة تدور في إطار ضيق لا يحاول تجاوزه مثل ( الطقس – قنوات التليفزيون – جداول قطارات السكة الحديد – الطائرات – خرائط جغرافية ....
المعاناة من صعوبات في الإدراك اللمسى والتآزر النفسحركي والإدراك المكاني والتخيل الفراغي أو التفكير المجرد.

تشخيص حالات الإسبرجر في ضوء معايير الدليل الإحصائي ( DSM-IV ).
فيما يلي نص تلك المعايير التي وضعتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين بهذا الدليل عام 1994:-
أولاًَ:-
عدم ظهور أي قصور أو تأخير في النمو اللغوي أو المعرفي وأن يكون الطفل قد بدأ يستخدم كلمات مفردة للتعبير قبل أن يصل إلي عمر سنتين ويستطيع تكوين جمل من كلمتين أو أكثر قبل الوصول إلي عمر 3 سنوات علي الأكثر وفي خلال تلك السنوات الثلاث الأولي يجب أن تكون مهارات رعاية الذات وحب الاستطلاع لظواهر وأحداث البيئة المحيطة ومتطلبات النمو وفق قواعد السلوك التوافقي لهذه المهارات قد تم اكتسابها بما يتناسب مع مراحل نموه ومعدل نمو ذكائه علي مدي تلك السنوات الثلاث إلا أن نموه الحركي قد يعاني من تأخر أو سلوك فظ أخرق كثيراً ما لوحظ في أطفال الإسبرجر إلا أنه شئ عادي وليس من شروط التشخيص.
ثانياً:-
قصور كيفي في نمو القدرة علي التواصل والتفاعل الاجتماعي المتبادل ويتطلب تشخيص الحالة علي أنها إسبرجر وجود هذا القصور في ثلاث علي الأقل من الخمس نواحي القصور التالية:-
الفشل أو العجز عن التواصل غير اللفظي عن طريق التعبير بالعين أو التعبير بالوجه أو بأوضاع وحركات الجسم أو بالأيدي أو بالأصابع أو بالرأس .
الفشل في تكوين وتنمية علاقات مع الأقران بما يتناسب مع العمر ويوفر الفرص المتاحة لذلك والتي تؤدي إلي الاشتراك المتبادل في الاهتمامات وأنشطة المشاركة الوجدانية أو العاطفية والانفعالية.
من النادر أن يلجأ إلي الآخرين طلباً للراحة أو حل مشكلة أو تخفيف همومه الشخصية أو استجداء الحب أو العطف من الآخرين.
غياب اهتمام الطفل أو الشاب المصاب بمشاكل أ, متاعب أو أحزان أو أفراح الآخرين أو الإحساس بالاستمتاع بمشاركتهم مسراتهم أو الرغبة في تلك المشاركة .
الفشل في المشاركة والتبادل الاجتماعي والوجداني كما يتمثل في شذوذ أو قصور الاستجابة لعواطف وانفعالات الآخرين مع غياب القدرة علي تطويع السلوك ليتناسب مع ظروف وطبيعة المواقف الاجتماعية أو ربما غياب القدرة علي تحقيق تكامل سلوكيات التواصل الاجتماعية والانفعالية.
ثالثاً:-
الاندماج في سلوكيات وأنشطة محدودة نمطية أو طقوس تتكرر لفترات طويلة دون ملل مع عدم الاهتمام بما يدور حوله أثناءها أو الاهتمام بأشياء تافهة والتعامل معها بشكل غير هادف مثل فحص أجزاء زهرة و جهاز أو حلقة مفاتيح أو جزء يدور مثل ريش المروحة أو الغسالة أو غيرها أو في شكل التصاق بعادات حركية فيها تكلف أو غرابة.

أسس التعامل مع طفل الإسبرجر

المصاب الذي يعاني من إعاقة الإسبرجر هو طفل قبل أن يكون معاقاً له حقوق الطفل السوي واحتياجاته.

• تقبل الطفل وعاملة برقة ودعه يشعر بحبك وحنانك واهتمامك ولكن دون تدليل ومع استخدام الحسم في تنفيذ تعليماتك.يؤكد العالم إسبرجر مكتشف تلك الإعاقة أنهم يتعلمون أفل بواسطة المدرس الذي يتقبلهم ويحبهم ويغمرهم بحنانه ورقته معهم ويتمتع بروح الفكاهة.
• التزم في مخاطبتك معهم باستخدام لغة سهلة مبسطة مدعومة بالإشارات والتواصل غير اللفظي ولغة العيون وتعابير الوجه واليد.
• التزم بالبساطة في توجيه تعليماتك دون تكليفه بعدة أعمال متتالية دفعة واحدة مع الاستعانة بالصور والمجسمات أو الوسائل التعليمية وتأكد أن ما تكلفه به من أعمال في حدود قدراته مهاراته حتي تجنبه المعاناة من مشاعر الفشل والدونية وتأكد أنه تفهم ويستوعب تعليماتك.
• كن حاسماً في إصرارك علي أن يبادلك النظر طوال حديثك معه أو حديثه معك وشجعه بالمديح إذا فعل وعاقبه بعدم إجابة طلباته إذا تجنب النظر لعينيك.
• كن علي علم بأهمية واختيار طرق ومواد الإثابة من تعزيز وتدعيم كلما أنجز ما تطلبه من أعمال وسلوكيات مرغوبة أو الامتناع والتوقف عن سلوكيات غير مرغوبة واستخدم العقاب المعنوي كلما اقتضي الأمر مع شرح لماذا عاقبتة. مع الأطفال الصغر الذين لم يتعلموا الإنصات لتعليماتك استعمل الغناء البسيط مع الصور والبيان التوضيحي العملي في تواصلك مع الطفل.
• أعط الطفل الفرصة دائماً للاختيار بين بديلين أو أكثر بدلاً من أن تفرض عليه بديلاً واحداً.
• أعط الطفل من آن لآخر فرصة للعب الحر والترفيه المناسب بأنشطة بناءة يحبها ويفضلها.
• أخبر الطفل مسبقاً بأن تغيير في الروتين اليومي وامتنع عن أن تغيير فجائي.
• لا تتوقع من كل طفل من أطفال الإسبرجر أنه سيتصرف بما يتفق مع عمره الزمني ولكن كن مرناً وتوقع من البعض أن يتصرفوا بسلوكيات تخص من هم أصغر سناً.
• استفد من ملاحظاتك عن سلوكيات وشخصية الطفل في تحديد العوامل أو المواقف التي تدفعه للاندماج في حركات نمطية أو نوبات غضب أو سلوكيات عدوانية أو سرحان ذهني واعمل دائماً علي تجنبها وإذا حدثت شجعه علي التوقف بالإثابة والتعزيز أو بشغله بأنشطة يحبها.
• درب الطفل عندما يشترك في نشاط جماعي أن يلعب دوره بالتناوب مع الأطفال الآخرين وأن ينتظر في هدوء دوره. خلال الأنشطة الجماعية لأطفالك يتوفر لك فرصة ثمينة بأن تشجعهم علي استعمال اللغة الاجتماعية السليمة في المناسبات المختلفة .
• تعلم كيف تتصرف مع المشاكل السلوكية من عدوان أو انطواء أو خجل أو سرقة سواء عن طريق العقاب والإهمال أو التجاهل أو الحرمان من اللعب.
• بعض الأطفال الإسبرجر لديهم مواهب عالية في الرسم أو التعامل مع الكمبيوتر شجعهم علي تطويرها .
• بعض أطفال الإسبرجر لديهم اهتمام زائد ببعض الموضوعات مثل الطيارة , استغل هذا الاهتمام في تعليم الطفل القراءة والحساب أو الهندسة مستخدماً صور عن الطيران في تعليمة.
• حاول معالجة السلوكيات الشاذة لطفلك بالكشف عن أسباب بلك السلوكيات ومعالجتها بما يناسبها من أنشطة.
• لا تكلف الطفل بأعمال تفوق طاقته تجنتاُ لفشله في إنجازها وأعطه الوقت اللازم للإنجاز بنجاح ودعه يستمتع بنجاحه وتذكر أن تجارب النجاح عنصر أساسي في عملية التعلم واكتساب الدافعية للتعلم والإصرار والاستمرار في المحاولة