جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مدينه فرعونية قديمة يرجع تاريخ وجودها إلى أيام الفراعنة الذين قاموا بإنشاء مدينة الفرما Pelusiam) ) ليسهل لهم القيام بالسفر عن طريق البحر الأحمر وكان بها معبد للإله آمون - والفرما تقع بين العريش وبورسعيد على بعد 25 كم شرق بورسعيد وسميت باللغه المصرية ثم القبطية (برمون) , كما سميت (بلوز) لانها تقع على الفرع البلوزي للنيل لهذا سماها اليونانيون البلوزيوم ولما كانت هذه المدينة فرعونية فى ألأصل فقد بنى فيها الفراعنة منشآت كثيرة لهذا وجد بها اثار مصريه قديمه ، وقد حصنها البيزنطيين لحماية مصر وكان لها ايضا ميناء يتصل بالمدينه بخليج يجرى فى البحر وقريب منها الفرع البلوزى للنيل الذى يصب فى البحر وإستمرت هذه المدينة مزدهرة فى العصر المسيحى القبطى الذى دام حوالى أكثر م 600 سنة فى مصر فقد كانت هذه المدينه من المدن المقدسة للأقباط واليونانيين لأنها كانت المدينة المصرية الأولى التى وصلت إليها العائلة المقدسة وهم مريم العذراء حامله أبنها المسيح له المجد ويوسف النجار وسالومى بعد أن قطعت مسافة 240 كم فى رحله الهروب من الأراضى المقدسه حتى بلغتها ويعتقد أنه بعد صلب المسيح جاء مرقس الرسول وكذلك بطرس لتبشير المصرين ببشارة السلام وداسوا على تراب هذه المدينة وعندما آمنت مصر بالمسيح على يد القديس مرقس بدأ المصريون الأقباط بإقامة كثيرمن الكنائس والاديره فى هذه المدينة المحبة للمسيح فبنى الأقباط بها كاتدرائية كبرى وهى تعتبر الآن من أكبر الكاتدرائيات الأثرية المكتشفة حديثاُ فى مصر حتى الآن ( مساحتها 82م ×42م ) , 6 كنائس أخرى منها كنيسة بإسم الملاك ميخائيل , وكنيسة أخرى بإسم الشهيد العظيم أبى سيفين – وقد أطلق عليها علماء الآثار الفرنسيين والمؤرخين " مسرح الكنائس " كما أطلقوا عليها أيضا " تل الكنائس " لأن جميع كنائسها بنيت على منطقة مرتفعه – وعاش فى أديرتها مئات الرهبان على مختلف العصور التى إزدهرت فيها المدينة ويذكر بعض المؤرخين أن القديس ساويرس الأنطاكى عاش فيها بضع سنوات .
والمدينه لها تاريخ حافل فى العصور المسيحية المختلفة قبل الإحتلال العربى الإسلامى لمصر فقد زارها يوحنا كاسيان وبلاديوس , وذكرها المؤرخ المقريزى , كما ذكرها أيضاً المؤرخ المسعودى , وكان فيها دير على إسم السيدة العذراء , وكان أول من عمْره القديس أيسوذورس الفرمى فى عهد البابا ثاوفيلس رقم 23 وتم بناؤه فى عهد الأنبا يوسابيوس أسقف الفرما , وذكرها القمص عبد المسيح البراموسى فى كتابه تحفه السائلين فى ذكر أديرة الرهبان المصريين .
وكانت مدينة الفرما لشهرتها مركز لأسقفية قوية ومن أشهر أساقفتها المشهورين فى التاريخ – الأنبا يوساب أسقف الفرما الذى حضر مجمع أفسس المسكونى سنة 431م ، وظلت هذه المدينه مزدهره حتى هاجم العرب المسلمين مدينه الفرما وبعد قتال ضارى إستمر شهر سقطت برمون فى يد العرب المسلمين فهدموا الحصن واحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقيه) ولا شك ان إنتقام العرب المسلمين بحرق الكنائس وتدمير الميناء والحصن يؤكد غضب العرب المسلمين العنيف نتيجه لما لاقوه من مقاومه إستمرت شهر او شهرين ، وكان هذا الإنتقام أكبر دليل لمقاومه أهل الفرما من الأقباط وعدم تعاون القبطى مع هؤلاء الغزاه بل وقوفهم فى وجه الغزو العربى الأسلامى بعكس ما أشاعه كتبه التاريخ فى مصر حديثاً 0
وإزدهرت مدينة الفرما مره أخرى حينما أراد عمر بن العاص إرسال معونه غذائيه من أقباط مصر للعربية السعودية عندما أصابتها المجاعة فأعاد حفر الخليج المعروف تاريخياً بقناه تراجان بإرغام الأقباط وتسخيرهم على حفرها ثم قام حكام مصر العرب المسلمين بعد ذلك بـ 80 سنة بردم قناة تراجان ومنعوا إرسال المعونة إلى العربية عندما أصبحت مصدر للثورات وظلت المدينة فى التدهور وذكر مؤرخى التاريخ القبطى أن الأنبا يؤنس الذى ذكر فى عهد البابا 56 هو آخر أساقفتها شهرة أى أن مدينة الفرما إندثرت تماماً وأصبحت أطلالا بعد إحتلال العرب المسلمين مصر بحوالى 80 سنة بعد أن ظلت مزدهرة ألوفاً من السنين
إسرائيـــــــــــل تدمر آثار مدينة الفرمــــــــــــا
جريدة الأهرام 4/4/2007 م السنة 131 العدد 43948 مقالة بعنوان " الأثريون يطالبون بفتح ملف التعويضات المستحقة علي إسرائيل لتدميرها المعالم التاريخية بسيناء " كتب ـ إسلام أحمد فرحات: الآثار التى دمرتها أسرائيل من أهمها ما حدث لمنطقة آثار بلوزيوم وكانت القوات الإسرائيلية قد أستخدمت المنطقة الأثرية للفرما كقاعدة عسكرية, مما أدي إلي تدمير ما يزيد علي كيلومتر مربع من الموقع الأثري الذي كان ارتفاعه نحو أربعة أمتار, ومحو وتدمير منشآت أثرية من العصرين الروماني والإسلامي, منها مسرح البولوزيوم الذي يعد أكبر مسرح روماني في مصر, ومحطات وخزانات المياه الرئيسية, والمباني الإدارية, والحمامات, وبقايا كنائس قديمة, بالإضافة إلي تدمير عدد من أبراج قلعة البلوزيوم التي يرجع تاريخها إلي العصر الروماني وأعيد استخدامها في العصر الإسلامي, وأشار إلي أن مصر في الوقت الذي تطالب فيه بالتعويضات ينفذ المجلس الأعلي للآثار مشروعا ضخما لإعادة ترميم مسرح وقلعة بلوزيوم بدأ منذ أكثر من خمس سنوات, بهدف إعادة هذه الآثار المدمرة إلي أقرب شكل كانت عليه.
وقال الأثري عبدالرحيم ريحان مدير آثار منطقة دهب: إنه تمت إعادة الروح إلي عدد كبير من المواقع الأثرية العربية والإسلامية التي حاولت إسرائيل طمس هويتها, في محاولة منها لإقحام الهوية اليهودية علي المنطقة دون سند علمي أو تاريخي, منها جامع وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا, وميناء العرب الأنباط علي خليج العقبة, كما يشمل عددا من المساجد الأثرية يرجع تاريخها إلي العصر الفاطمي, خاصة الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين, ومعبد سرابيط الخادم برأس سدر, وجامعة قلعة رأس راية بالطور, وجامع كاطبة بالقنطرة شرق, وجامع حصن الطينة بقلعة الطينة, ونقش الغوري الموجود علي صخرة بين نخل والنقب وقلعة نويبع, ومدينة مسيحية متكاملة بوادي فيران.