توصيات بريطانية لعلاج آلام الظهر!

منذ العام 1991 تم في بريطانيا تشكيل مجموعة استشارية لتكون مصدراً علمياً مستقلاً لتقديم المشورة لوزارة الصحة البريطانية فيما يتعلق بالمعايير (الإكلينيكية) الخاصة بالرعاية الطبية المقدمة لمرضى آلام الظهر، وذلك بعد أن تبين أن حوالي 60% من السكان قد عانوا آلام الظهر في مرحلة ما من مراحل حياتهم، وما سببه ذلك من ازدياد ساعات الغياب عن العمل، فضلاً عن المبالغ المالية الطائلة التي تم إنفاقها على المستلزمات العلاجية. ومن خلال المراجعة التي أجرتها اللجنة للجوانب المتعلقة بمشكلة آلام الظهر فقد وجدت أن هذه المشكلة يتم التعامل معها بين المرضى على أنها بسيطة، فلا تعالج بشكل جدي، ولاسيما أنه لا يوجد هناك سبب مرضي مباشر لها. إذ يعتقد معظم الأطباء أن العلاج المثالي لهذه الإصابة يعتمد على استخدام المسكنات واللجوء إلى الراحة وفقاً لمبادئ طب العظام رغم أنه لا توجد أدلة تدعم ضرورة منح الراحة لأعراض آلام الظهر البسيطة لمدة تتراوح من يوم إلى ثلاثة أيام، ناهيك عن الجوانب السلبية التي تترتب على خلود المريض للراحة. وقد يرغب المرضى في الحصول على مسكنات علاجية فورية إلا أن الحل الوحيد والناجع للمشكلة يكمن في برنامج إعادة التأهيل لإعادة النشاط الطبيعي للمريض. وقد أوصت اللجنة الاستشارية المذكورة بأن يقوم مبدأ علاج آلام الظهر على تشخيص الألم البسيط مروراً بمشكلات جذور الأعصاب وانتهاء باحتمال إصابة العمود الفقري. وهذه التجارب العلاجية يجب أن يبدأ بها الأطباء العامون أو اختصاصيو العلاج الطبيعي. وعلى المرضى الذين يعانون آلام ظهر بسيطة أن يتلقوا علاجهم في مراكز الرعاية الأولية. إن الوقت عامل مهم في إنجاح العلاج، فيجب أن يوضع له جدول علاجي مع الأخذ بعين الاعتبار أنه كلما طال أمد العلاج كانت نتائجه محدودة وامتد فترة أطول ناهيك عن الخسائر الاقتصادية المترتبة عليه. وتعتبر الأسابيع الستة الأولى من أهم مراحل العلاج لمنع تحول المشكلة إلى مرض مزمن. وتعتبر معالجة آلام الظهر البسيطة بأسلوب تقويم العظام مهمة وحيوية حيث تقوم على عدة مبادئ هي: المعالجة المتعلقة بالأعراض للسيطرة على الألم، والمعالجة باليد، ثم مرحلة إعادة التأمين، وأخيراً مرحلة التثقيف الصحي لإطلاع المريض على كيفية الوقاية من الإصابة والاستمرار ذاتياً بمتابعة العلاج. إن العلاج الطبيعي يعطى على شكل تقويم للعظام وتقويم للعمود الفقري ومعالجة بدنية بالتدليك. وتقر توصية اللجنة الاستشارية بأهمية خبرات اختصاصيي التقويم سواء تقويم العظام أو تقويم العمود الفقري، إضافة إلى خبرات اختصاصيي العلاج الطبيعي ودور هؤلاء جميعاً في إنجاح العلاج. كما ترى اللجنة أن الفحوص الإشعاعية لأسفل الظهر والحوض غير ضرورية قبل بدء العلاج اليدوي من خلال العلاج الطبيعي. أما رأي اللجنة الاستشارية في الجدول الزمني والأوقات المناسبة للتعامل مع حالات آلام الظهر فهو يصنف الحالات إلى صنفين بعد إحالتهما من قبل الطبيب العام للعلاج الطبيعي وهما: - الحالات العاجلة، ويجب أن تلتحق بالعلاج خلال فترة 73 ساعة. - الحالات الروتينية، ويجب أن تلتحق بالعلاج خلال فترة أسبوعين. كما يجب على جميع المرضى الذين يعانون آلاماً حادة لأي سبب أن يخضعوا للعلاج الطبيعي أولاً قبل أن يستبعدوا من العمل لمدة ستة أسابيع. أما التوصيات النهائية للجنة فقد جاءت على الشكل الآتي: - إفساح المجال للأطباء العامّين للحصول على مهارات العلاج الطبيعي. - تقديم العلاج الطبيعي لمرضى قطاع الخدمات الصحية العام بواسطة اختصاصيي علاج التقويم للعظام وتقويم العمود الفقري والعلاج الطبيعي. - تعزيز التعاون المهني والنظري بين الأطباء واختصاصيي العلاج الطبيعي واختصاصيي تقويم العظام وتقويم العمود الفقري، كما يجب أن يدعم ويتلقى التشجيع اللازم. - التدليك ضروري، ويجب أن يتوفر في مؤسسات القطاع الصحي العام. وأخيراً فإن مشكلة أمراض آلام الظهر يجب أن توضع ضمن أولويات الخطة الصحية العامة للأمة، وأن تعطى الأهمية الكافية ضمن هذه الخطة.

 
                   

المصدر: ashrafhakal
  • Currently 183/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
60 تصويتات / 1152 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2009 بواسطة ashrafhakal

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

3,606,627