نظرية البيورزم (الإيقاع الحيوي للإنسان)

هل نهضت يوماً عند الصباح وأحسست أنك متعب والخمول يسيطر على كافة أعضاء جسمك دون أن تكون قد عملت قبل ذلك الصباح بأي من الأعمال البدنية المجهدة . هل أحسست في يوم آخر أنك مكتئب ومحبط دون أن يكون هنالك من سبب مقنع لذلك . هل أخطأت في يوم ما وتزايدت عثراتك في بعض تصرفاتك أو أحاديثك ووقعت بإحراج من جراء ذلك وأحسست أيضاً بأنك غير قادر على كتابة أو قراءة أي شيء وأنت لم تتوصل لمبرر مقنع لهذا الذي يحدث لك . هل التقيت يوماً بمن تحب وتعشق وأحسست أن عواطفك وأحاسيسك باردة قليلاً وأنك غير مهيأ هذا اليوم لمثل هذا اللقاء العاطفي . هل أحسست يوماً بعكس كل ما سبق بأنك في قمة حيويتك ونشاطك البدني والذهني وأنك تشعر بالسعادة والاندفاع للعمل وأنك تفكر بعمق وتتحدث بطلاقة دون أي أخطاء .

بالتأكيد قد يحدث لنا جميعاً مثل ذلك ولو يوماً في الشهر .إذاً تعالوا معي لنطلع على هذه الدراسة وعلى هذه النظرية العلمية والتي تدعى بنظرية (البيورزم) أو الإيقاع الحيوي للإنسان .

إن نظام الدورات وإيقاعاتها الطبيعية مثل تعاقب الليل والنهار وتعاقب الفصول الأربعة من شتاء إلى ربيع إلى صيف إلى خريف، وكذلك إيقاع القمر والدورات المتعاقبة لنشاط أو فتور إشعاعات نجم الشمس ، أو مرور المذنبات المعروفة بشكل دوري قريباً أو بعيداً من كوكبنا الأرضي ، وكذلك تعرض القمر لظاهرة الخسوف ونجم الشمس لظاهرة الكسوف (الكلي مثلاً الذي يتكرر كل أربعمائة عام في المكان الجغرافي نفسه) وما يحدث من جراء ذلك من تسرب للإشعاعات المتعددة المرئية وغير المرئية (تحت الحمراء وفوق البنفسجية) التي تصيب جانبي شريط الكسوف الكلي على سطح الأرض حيث تنعرج هذه الأشعة على حواف القمر وتتمحرق على الأرض في منطقة معينة حيث تكون الطاقة أعظمية غير أن اتساعها على سطح الأرض يخفف من تأثيرها الضار وإذا ما استطاع العلماء تحديد مواقعها بدقة لأصبح بإمكانهم استخدامها في أبحاثهم فهي منبع هائل ومجاني مترابط ومنسجم يستحيل الحصول عليه في المختبرات العلمية الأرضية لأنها ناجمة عن أكبر مرجل كوني هو نجم الشمس الذي لن يستطيع الإنسان مهما تطور العلم لديه أن يصنع مثل ذلك المرجل . ويمكن استخدام هذه الطاقة في حث التفاعلات الإنشطارية أو الاندماجية خلال فترة زمنية قصيرة جداً كما يمكن استخدامها من قبل علماء التهجين الوراثي والتعقيم والهندسة الوراثية وفي تغيير أو تعديل الجينات الحية لتطوير أنواع جديدة من النبات أو في عملية الاستنساخ إذ يمكن القول إن الكسوف فرصة ذهبية لغناه بالمعطيات والمكاسب لصالح رفاهية الإنسان . لكن هذا كله يحدث بشكل دوري فوق كوكبنا الأرضي دون أن يتدخل الإنسان ومنذ آلاف بل وملايين السنين ويؤدي ذلك لحدوث طفرات لدى الكائنات الحية سواءً كان نبات أو إنسان أو حيوان وتنشأ بذلك أنواع جديدة تملك مواصفات (سلبية أو إيجابية) لم تكن موجودة لديها سابقاً . فما بالنا أيضاً بتأثير هذه الدوريات المتعددة على سلوكنا اليومي وانفعالاتنا ونشاطاتنا الجسدية والعقلية والعاطفية .

نعم إن كل ما تم ذكره سابقاً يعتبر من الدورات الحسية الواضحة في حياتنا نحن البشر كوننا نتعرض لكل ذلك شئنا أم أبينا .
وإذا كنا لا نشعر بهذا مباشرة فهذا لا يعني أننا لا نتأثر به تأثراً كاملاً في أدق تفاصيل حياتنا النفسية والصحية والعقلية .

وقد اكتشف العلماء السوفييت السابقين عدة دورات حياة للشمس تتراوح بين (7-11-35-80)سنة وقمة كل دورة من هذه الدورات تتميز بنشاط شمسي حاد تكثر فيه الانفجارات داخل نجم الشمس ويتسع نشاط البقع الشمسية والعواصف المغناطيسية . ويبقى السؤال وما هي علاقتنا نحن بكل هذه التغيرات والنشاطات الشمسية ولكن متابعة هذه النشاطات الشمسية من قبل العلماء والمختصين في مجالات الصحة والبيئة وغيرها يؤكدون جميعاً أن هذه النشاطات لها الكثير من التأثيرات الخطيرة على حياتنا وهي مسؤولة مثلاً إلى حد بعيد عن انتشار الأوبئة وتزايد حالات الانتحار وتضاعف عدد حالات حوادث الطرق وزيادة معدل الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية والعقلية .

هذا كله ينجم فقط عن النشاطات الدورية لنجم الشمس ماذا الآن عن النشاطات الدورية للقمر الذي يطلق عليه في بعض البلدان الأوروبية (القابلة الكبرى) حيث يتصورونه قابلة هائلة تسحب الأطفال إلى خارج بطون أمهاتهم نتيجة الارتباط الوثيق بينه وبين تزايد حالات الولادة وهو يمر بمرحلة القمر البدر ، فقد قام طبيبان أمريكيان كبيران مختصان في الولادة بجمع معلومات حول أكثر من نصف مليون حالة ولادة تمت في مستشفيات نيويورك بين عامي (1948-1957) أكدت هذه الدراسة تزايد عدد المواليد مع القمر وهو آخذ في التناقص ، عنها وهو آخذ في التزايد وأن أعلى معدل لحالات الولادة يكون بعد اكتمال القمر مباشرة ، وأن أقل معدل يكون مع مولد القمر الجديد .

وقد اكتشف العالم التشيكوسلوفاكي (يوجين يوناس) أن هنالك علاقة ثابتة بين القمر ووقت انطلاق البويضة القابلة للإخصاب عند المرأة ، بل انه استطاع أن يثبت أن قابلية المرأة البالغة للحمل ترتفع في حالة القمر المناظرة للحالة التي كان عليها لحظة ولادتها هي .. مثلاً إذا كانت قد خرجت إلى الحياة عندما كان القمر هلالاً فإن أعلى احتمالات حملها تكون عندما يكون القمر هلالاً . لقد طبق الدكتور يوجين نتائج بحثه هذا على عدد من النساء في أوروبا الشرقية فأعطى كل امرأة جدولاً خاصاً يعتمد على حالة القمر لحظة ولادتها وعندما استخدمت النساء هذا الجداول كوسيلة من وسائل منع الحمل ثبت نجاحها بنسبة 98 % وهي نفس نسبة حبوب منع الحمل الشائعة الاستعمال .
وعن الوجه الآخر لتأثير دورة القمر على الإنسان نشر المعهد الأمريكي لعلم طب المناخ تقريراً عن أثر القمر على التصرف الإنساني حيث جاء فيه (إن الجرائم التي تتم تحت تأثير المرض العقلي الشديد مثل الحريق المتعمد وجرائم جنون السرقة والقتل تحت تأثير المشروبات الروحية كل هذه الجرائم تصل إلى ذروتها عند اكتمال قرص القمر) .

إن ما تم ذكره سابقاً مع بعض الشواهد على تأثير النشاطات الدورية للشمس والقمر على حياة كافة أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض ومنها الإنسان ، فإذا أضفنا إلى ذلك دورات آلاف وملايين الكواكب والنجوم والتي تؤثر على كوكبنا الأرضي لأدركنا السر في تعدد الدورات التي تحكم حالة الإنسان الحيوية .

في بداية القرن الماضي توصل العلماء تؤكد أن الإنسان منذ ولادته تمر حياته في ثلاث دورات متكررة ، تتعلق إحدى هذه الدورات بحالته الجسدية أو البدنية ، وتتعلق الثانية بحياته العاطفية أو الحسية ، أما الدورة الثالثة فهي دورة نشاطه العقلي أو الذهني .
وأن على كل شخص أن يختار أنسب الأيام للقيام بنشاط ما من العديد من النشاطات البشرية . كما أن عليه أن يتجنب النشاط الحاد إذا ما كانت دورته الجسدية في يوم ما عند الحضيض فيحصن نفسه ضد العديد من الأمراض المعدية وغيرها .

  • Currently 241/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
80 تصويتات / 1025 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2009 بواسطة ashrafhakal

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

3,576,592