التختروان

ترد كلمة تختروان في الكثير من كتبنا ومصادرنا التراثية والأدبية مثل ألف ليلة وليلة كما نجد ذلك في النص الأتي " فلما أصبح الصباح لم يشعرا إلا والغبار قد علا وطار وانكشف عن بغالٍ حاملةٍ أحمالاً وهي سبعمائة بغلٍ حاملةً أقمشةً وحولها غلمانٌ مكاريةٌ وعكامةٌ وضويةٌ وأبو السعادات راكبٌ على بغلةٍ وهو في صورة مقدم الحملة وقدامه تختروان له أربع عساكر من الذهب الوهاج مرصعةً بالجواهر. فلما وصل إلى الخيمة نزل من فوق ظهر البغلة وقبل الأرض وقال: يا سيدي أن الحاجة قضيت بالتمام والكمال وهذا التختروان فيه بدلةً كنوزيةً لا مثيل لها من ملابس الملوك فألبسها وأركب في التختروان وأأمرنا بما تريد. فقال له أبو السعادات: مرادي أن أكتب لك كتاباً تروح به إلى ...الخ " والتختروان كلمة فارسية مركبة من جزئين : تخت + روان ، والتخت : السرير والروان: المتحرك فيكون المعنى السرير المتحرك حيث يحمله جملان من الأمام وجملان من الخلف أي أربعة جمال أو أحصنة، يجلس فيه السلطان أو الملك أو النساء أو الأولاد في الرحلات أو لحفلات الزفاف . ةأحيانا يكون قائما على جملين فقط من خلال مسند خاص مصنوع من عارضتين ممددتين وبشكل فني بحيث يستطيع الإنسان التمدد أو الجلوس بشكل مريح . ووقد استعمل التختروان لزفاف العروس في عدة عصور وأستمر ذلك حتى القرنين ال 17 وال 18 وجزءا من القرن العشرين في بعض البلدان الإسلامية مثل مصر حيث يحتفظ المتحف هناك بتختروان من خشب الأرابيسك بجوانبه حشوات من تطعيم الصدف المفضض والعاج الأبيض وحوائطه الخشبية منحوتة بأشكال ونسق هندسية رائعة . كانت العروس تجلس بداخل التختروان وترى كل مايدور فى موكب زفافها ولا يراها أحد . ويحكى أن الحجاج الإيرانيين كانوا أغنى المسلمين الذين يحجون ولذلك يستعملون اغلى واسطة للتنقل في الحجاز وهي التختروان .