سلاطين المماليك وخيال الظل

  في وقت من الأوقات، منذ نحو خمسمائة عام، لم تكن القاهرة تعرف من النور غير ضوء الشموع والفوانيس والمشاعل، وكان سلاطين المماليك يحكمون، أما صغارهم فينتهزون الفرص لنهب الدكاكين وخطف عمائم العابرين والتحرش بالنساء وهم يرمحون على خيولهم في الأزقة. ورغم حياة المصريين القاسية فقد وصفهم ابن بطوطة (1304- 1378م) بأنهم على اختلاف طبقاتهم "ذوو طرب وسرور ولهو"، حتى أنهم كانوا يخرجون في الأعياد بقوارب إلي النيل ويحملون معهم الآلات الموسيقية ويضرب بعضهم بالطار والآخر بالمزمار مرسلين أغانيهم في الجو. وعندما رفع السلطان قايتباي أسعار القمح والدقيق واختفى الخبز من الأفران خرجت العامة برقصة تضحك وتغني وتلعن السلطان والغلاء. وفي عام 1448 أمر السلطان الأشرف جقمق بمحاربة الرقص ومنعه! ولم يقتل المنع فيهم روح الفكاهة والتهكم، فاطلقوا على الأمير طشتمر لقب "حمص أخضر" وعلى الفخري لقب "الفول المقشر"! وحين كانت الأحوال الاقتصادية تتردى بشدة ولا تكفي النوادر لاجتياز مصاعبها كانوا يثورون، كما حدث عام 1382 عهد السلطان برقوق حين تفرق الزعر على بيوت الأمراء في القاهرة ونهبوا ما وجدوا حتى خربوا البيوت وأخذوا أبوابها وأخشابها معهم، وسرعان ما تهدأ نفوسهم فيرجعون إلي حياتهم اليومية المشبعة بالصبر والخيال، ويقصدون حي بين القصرين لسماع الأشعار والحكايات وحضور الجلسات التي تعقد لقراءة السير والأخبار، أو يتسلون بمناقرة الديوك ومناطحة الكباش وألعاب البهلوانات والحواة. لكن خيال الظل كان التسلية المحببة لدي الجميع، حتى أن السلطان الناصر أبو السعادات شغف بها وأمر بإحضار "أبو الخير" إليه ومعه خيال الظل للتفرج بعروضه. بينما أمر السلطان جقمق بجمع أصحاب خيال الظل وإحراق جميع ما معهم من الشخوص المصنوعة للخيال مع تحذيرهم من العودة إليه لأن تمثيليات خيال الظل كانت تتضمن عبارات خارجة عن الأدب! وكان خيال الظل حينذاك يشبه الصحافة في يومنا هذا، فهو وسيلة لنقر الخبر والرأي وحشد المشاعر والتسرية عن الناس. وكان الاحتفال بشهر رمضان حدثا كبيرا، وقد وصف ابن بطوطة احتفال المصريين برؤية هلال رمضان في القرن الرابع عشر بقوله: "وعاداتهم أن يجتمع فقهاء المدينة ووجوهها بعد العصر من اليوم 29 لشعبان بدار القاضي.. فإذا تكالبوا هناك ركبوا جميعا وتبعهم جميع الرجال والنساء والصبيان وينتهون إلي موضع مرتفع (كان جبل المقطم في البداية) وهو مرتقب الهلال عندهم فيرقبون الهلال ثم يعودون بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشمع والفوانيس والمشاعل". وكان اشتعال القناديل في رمضان علامة على جواز الأكل والشرب، فإذا أطفئت قبيل مطلع الفجر وجب الإمساك عن الطعام. وكانت هناك سوق خاصة للشموع تسمى سوق الشماعين تباع فيها شموع المواكب التي تزن الواحدة منها عشرة أرطال، والشموع الضخمة التي تستخدم في موكب صلاة التراويح ويبلغ وزن الواحدة منها حوالي القنطار! وكانت حوانيت تلك السوق تفتح في رمضان حتى منتصف الليل، فتتلألأ السوق كلها بنور باهر في ليل القاهرة، ويقصدها الناس للنزهة والتجوال. لكن تلك الأضواء الساطعة لم تخف عن الرحالة الأجانب حينذاك أن في القاهرة ما بين خمسين ألفا إلي مائة ألف شخص، يعبرون الطرقات ليل نهار، فقراء وشبه عرايا.

وفي حينه وصف السراج الوراق (1218-1295) وهو شاعر وراق حالة أولاده البائسة على العيد بقصيدة قال في مطلعها:

(قد أقبل العيد وما عندهم.. قمح ولا خبز ولا فطره – فارحمهم إن عاينوا كعكة.. في يد طفل أو رأوا تمرة – تشخص أبصارهم نحوها.. بشهقة تتبعها زفرة).

وبالرغم من حلاوة ومرارة عهود سلاطين المماليك، وما شهده من لحظات رخاء تعقبها المجاعات والأوبئة، ظل أهل مصر "ذوو طرب وسرور ولهو" يجتازون بالتهكم كل محنة ويسخرون من كل "حمص أخضر" وينفخون في خيالاتهم التي أمر السلطان جقمق بإحراقها لأنها اشتملت على عبارات غير مهذبة!

مسرح الدمى في سوريا

أقدم الإشارات إلى وجود فن الدمى في سوريا (على شكل مسرح الظل) وردت في مخطوطة (مؤرخة سنة 1308م.) لشمس الدين محمد بن ابراهيم الدمشقي، حيث ورد خبر عن مقتل شاب، و حمله قبل وفاته إلى دار الوالي، "فسأله عن قاتله، قال: قتلني محمد بن المخايل الذهبي. (...) والقاتل يدخل مع أبيه في عمل الخيالات...". و الجدير بالذكر أن الشاعر المعروف أبو العلاء المعري (973–1057م.) استشهد شعراً بخيال الظل من دون ذكر تفاصيل أو وقائع. لذلك، يعتقد أن هذا الفن كان معروفاً منذ القدم أي منذ العصر الذهبي لسوريا كمركز للثقافة العربية والإسلامية في القرنين السابع والثامن ميلادي.

في عام 1516 احتل السلطان العثماني سليم الأول بلاد الشام، واستمر الاحتلال العثماني أربعة قرون تميزت بالتراجع الفكري والحضاري والعلمي بالتزامن مع إزدهار و نهضة للفنون الشعبية و أشكال التعبير الفولكلورية و فنون العرض، و أبرزها خيال الظل الذي برز فيه بشكل واضح التأثير التركي العثماني، و خاصة من خلال شخصية كراكوز الناطق باللهجة السورية للغة العربية.

لكن كراكوز هنا تحول من شخصية الرجل التركي إلى شخصية عربية سورية بامتياز. فقد كان خيال الظل الكراكوزي مسرحاً انتقادياً إجتماعياً سياسياً معاصراً بكل معنى الكلمة، و كان له تأثيراً كبيراً في نفوس العامة. فقد كان يستمد موضوعاته من الأوضاع المحلية و كان مواكباً للأحداث اليومية المعاشة، مما جعله متنفساً للتعبير عن كره الناس للظلم و معارضة النظام القائم.

من أقدم الإشارات إلى شخصية كراكوز السوري الناطق بالعربية وصْف الكسندر راسّل Alexander Russel مشاهدته لعرض خيال ظل في حلب في كتابه The Nature History of Aleppo الصادر للمرة الأولى سنة 1756: "يتكون عرض الدمى من ظلال على غرار الظلال الصينية، (...) يقود العملية كلها بمهارة فائقة شخص واحد، مغيرا صوته ومقلدا اللهجات الريفية أو الصفات الأخرى لأشخاص المسرحية " .

كانت الدمى تصنع من جلد الحمار المخرم حجمها حوالي عشرون سنتيمتراً، وتتحرك بواسطة عصي أفقية، وكانت العروض تجري في المقاهي القديمة حيث تنصب في زاوية المقهى "خيمة كراكوز" وهي عبارة عن شاشة يجلس خلفها اللاعب ويحرك شخوصه مستعيناً بقنديل يعمل على الزيت.

لاقى مسرح الظل ازدهاراً و انتشاراً لا مثيل له في القرن التاسع عشر. ومن الملفت أنه في شهر رمضان (شهر الصوم عند المسلمين) كانت تقام مبارايات في المدن السورية الكبرى يشارك فيها مخايلون من بيروت و طرابلس و حلب و دمشق و طرطوس، وهذا يعني أن سوريا عرفت منذ ذلك الوقت ما نعرفه اليوم "بمهرجان الدمى". و يكاد لا يقام عرس أو حفل ختان، أو غيرهما من المناسبات العامة و الخاصة، من دون العروض الظلية المحببة.

في نهاية الحرب العالمية الأولى و بعد انكسار الدولة العثمانية وقعت سوريا تحت سيطرة الانتداب الفرنسي. في ذلك الوقت كان لأعلام خيال الظل دوراُ بارزاً في التحريض على المقاومة. و في عام 1946 و بمناسبة نيل سوريا استقلالها و جلاء الإستعمار عنها أقيم حفل في النادي العربي في دمشق، شارك فيه المخايل المعروف، وريث مهنة المخايلة أباً عن جد "صالح حبيب".

من أشهر رواد فن خيال الظل في سوريا، آل حبيب الذين اشتهروا على مدى قرن و نصف القرن، ابتداءاً من أوائل القرن التاسع عشر. و عُرف في حلب الحاج مصطفى سرور ومحمد مرعي الدباغ ومحمد الشيخ(الذي نشر شريف خزندار أحدى مسرحياته باللغة الفرنسية). في حمص: أبو الخير السباعي. و في اللاذقية: الحاج حسن اللاذقاني الذي توفي في العقد الخامس من القرن العشرين عن عمر يناهز ال110 أعوام. أما سليمان أبو عبد اللطيف المعماري فكان من أشهر مخايلي الساحل السوري في النصف الأول من القرن العشرين.

يُذكَر أن آخر مخايل في سوريا كان "عبد الرزاق الذهبي" الذي تعلم مهنة المخايلة من "صالح حبيب"، و يُنسَب للذهبي فصل ظلي بعنوان "حمارة و جورة"، و الذي نـُشِر في مجلة "الحياة المسرحية" في دمشق عام 1982 . توفي عام 1992.

من الأسماء البارزة في هذا المجال حسين حجازي الذي جمع عدداً من نصوص الظليات في الساحل السوري ونشرها عام (...) ومنير كيال الذي جمع نصوصاً من دمشق وحلب ونشرها عام 1995 .

في أواخر الخمسينات من القرن العشرين، بعد إعلان الوحدة بين سوريا و مصر استقدمت وزارة الثقافة "للجمهورية العربية المتحدة" ثلاثة من الخبراء اليوغسلاف بإدارة بوجو كوكوليا، المخرج المختص بفن الدمى لتأسيس النواة الأولى لمسرح الدمى في دمشق (على غرار قرار الوزارة نفسها تأسيس مسرح للدمى في مصر) . وقدم هذا الفريق عدداً من المسرحيات خلال العام 1960 من إخراج كوكوليا نفسه.

في العام 1962 قدمت الفرقة مسرحية "ساحر الغابات" لجان ماليك من إخراج كوكوليا و عبد اللطيف فتحي الذي تولى إدارة "مسرح العرائس" حتى 1965، و أخرج له 6 مسرحيات.

قدم المسرح عدداً كبيراً من المسرحيات المتنوعة واعتمد في مواضيعه على النصوص المحلية والمقتبسة والمترجمة و استخدم أساليب متنوعة في تقنيات مسرح الدمى: دمى القفاز والعصي والخيوط والأقنعة وغيرها. توالى على إدارة "مسرح العرائس" كل من عبد اللطيف فتحي، فاطمة الزين، يوسف حرب، عرفان عبد النافع، سلوى الجابري و عدنان سلوم المدير الحالي. و من أبرز الفنانين السوريين الذين عملوا في المسرح الممثل و المخرج ياسين بقوش و أحمد الجيجكلي، و الملفت أن معظم أعمال "مسرح العرائس" في بداياته كانت تـُُقدّم مع عزف موسيقي حي، بمشاركة عازفة البيانو سويم اسماعيل.

ساهم عدد من الخبراء الأجانب من يوغوسلافيا و تشيكوسلوفاكيا ورومانيا بإدخال التقنيات الفنية المختلفة على عروض المسرح، من إخراج و تصميم و تصنيع الديكور و الدمى. منهم جوليان ماركوفينا، أوسكار باتيك، كونستانتين بريخنسكو، ميرشا نيكولاو، والمخرجة الرومانية دورينا تاناسيسكو.

سجل التلفزيون العربي السوري معظم مسرحيات مسرح العرائس. يعمل "مسرح الدمى" التابع لوزارة الثقافة في دمشق حالياً تحت إشراف المخرج عدنان سلوم، وهو المسرح الوحيد الذي ينتج عروضاً محترفةً للدمى في سوريا.

أما مسرح الظل التقليدي فقد انقرض مع بروز أمل صغير يتمثل في الفنان الشاب زكي كورديلو الذي تعلم حرفة مسرح الظل على يد "عبد الرزاق الذهبي" آخر الفنانين التقليديين (توفي عام 1993) الذي أعطاه مجموعة كبيرة للدمى يتجاوز عمرها 150عاماً . يقدم كوريللو حالياً أعمالاً من خيال الظل ضمن إطار "مسرح الدمى" في دمشق.

لغةً: الخيال ما تشّبه لك فى اليقظة والحلم من صورة.

واصطلاحاً: خيال الظل لون من الفن التمثيلى الشعبى.

ويقوم هذا الفن على تحريك شخوص جلدية كاريكاتورية بين مصدر ضوئى وشاشة بيضاء، تسقط عليها ظلال هذه الشخوص التى صُممت بحيث تظهر على الشاشة نقوشها وألوانها.

وتسمى الواحدة من تمثيليات خيال الظل "بابة" وتجمع لغتها عادة بين الفصحى والعامية، وبين الشعر والسجع، كما دخلها بعد ذلك الغناء والتلحين، ويسمى الرجل الذى يحرك هذه الشخوص بـ "المخايل " أما منشد أزجال البابة، فيطلق عليه "الحازق ". وقد تكون البابة انتقادا لبعض العيوب الأخلاقية والاجتماعية، أو تصويرا فكاهيا لبعض أرباب الحرف والصناعات، أو عرضا لبعض الأحداث التاريخية الهامة كمقتل طومان باى، وفتح السودان.

وترجع أصول هذا الفن غالبا إلى الهند أو الصين، وربما جاء إلينا عبر المغول، وقد استمر هذا الفن معروفا فى البلاد العربية إلى أوائل القرن العشرين، وكانت تمثيليات خيال الظل تمثل فى قصور الحكام والكبراء، أو فى بيوت خاصة بها يرتادها الجمهور، كما هو الحال فى المسارح ودور الخيالة اليوم.

ولعل أهم من ألف بابات خيال الظل هو "ابن دانيال " الكحال المشهور فى عصر الظاهر بيبرس، وهو عراقى الأصل، لكنه انتقل إلى مصر واستقر بها، والواقع أن "خيال الظل"، يمثل خطوة رائدة لمسرح العرائس وفن الخيال كليهما.

المسرح العربى فى مصر

بدايات المسرح في مصر

لقد ظهر في مصر نوعان من الفنون الشعبية المسرحية :

أولاً: التشخيص المرتجل:

القائم على النص الشفهي غير المكتوب الذي يردده بعض الممثلين المحترفين ومن فوق مسارح متنقلة أو ثابتة، وعرف هذا النوع في مصر خلال القرن الثامن عشر ولقد سجل الرحالة الأجانب والمستشرقون خلال زياراتهم إلى مصر فلقد شاهدوا العروض الشخصية المرتجلة في البيئات الشعبية مثل الرحالة الإيطالي (بلزوني) الذي وصف هذه العروض في كتابه (قصة العمليات والإكتشافات الأخيرة في مصر وبلاد النوبة) ولقد ذكرها المستشرق الإنجليزي (ادوارد) في كتابه (المصريون المحدثون... شمائلهم وعاداتهم).

كانت هذه الفرق المتجولة تقيم عروضها التمثيلية في مدن مصر وقراها وذلك لتحيي مناسبات عامة أو خاصة وكانت تقيم مسارحها التي تشبهه السيرك في أماكن ثابتة وغير ثابتة وكانت تعتمد على الممثلين المحترفين.

ثانياً مسرح خيال الظل:

ويحكي في صوره أحداث وأو أفعال ولقد أثر هذا الفن (خيال الظل) في المسرح العربي الحديث بشكل واضح ولكن لسوء الحظ لم يعرف بالضبط تاريخ دخول فن خيال الظل إلى مصر لكن من المتفق عليه أنه كان معروفاً أثناء حكم الفاطميين لمصر حيث صار هذا الفن التمثيلي البسيط فناً شعبياً عامياً يعرض في المناسبات الدينية والاجتماعية رغم اتفاق الآراء أنه نشأ أولاً في قصور الحكام والطبقة الأرستقراطية من أجل الترفيه عن الأغنياء وتسليتهم.

كانت الشخوص تصنع من الورق المقوى أوالجلد أما الذين يحركون هذه الشخوص فكان يطلق عليهم (المخايلون) وكان المخايل يقلد الأصوات المختلفة سواء كانت أصوات نسائية أو أصوات رجال أو أطفال وهو في ذلك يستغل طبقات صوته، وكانت عروض خيال الظل تمثيليات بسيطة تتناول الحروب الصليبية في المشرق العربي مثل تمثيلية (حرب العجل) ولقد شاع فن خيال الظل التمثيلي واكتسب شعبية هامة ثم انتقل إلى بقية الأقطار الإسلامية كما انتقل بعد ذلك إلى غرب أوروبا. ذلك لأن الإغريق والرومان لم تكن لهم معرفة بهذا الفن التمثيلي الشعبي البسيط .

ظل هذا الفن معروفاً في مصر حتى الرابع عشر الهجري (أواخر الثامن عشر الميلادي) فكان يعرض في الأعراس وتسلية رواد المقاهي. ولم تضعف شعبية خيال الظل إلا عندما اخترع الأوروبيون الرسوم المتحركة .

وصف خيال الظل

كان هذا المسرح أشبه بالخيمة الكبيرة الواسعة وكان الدخول مجانياً قبل بدء العرض ولكن بعد عرض جزء من التمثيلية كان يخرج أحد المخايلين يخرج لييجمع بعض القطع النقدية من الجمهور كلاً حسب طاقته، وكانت منصة المسرح في الجزء المغلق من الخيمة وكان المسرح به شاشة بيضاء ناصعة مثبت ورائها مصباح كبير من مصابيح الزيت وكانت تتحرك بين الشاشة والمصباح الرسوم الجلدية أو الورقية (الشخوص) وكانت تتحرك على أسياخ حديدية ويظهر خيالها (ظلها) مكبراً أمام الجمهور، ولقد خصص اثنان من المخايلين لتحريك الشخوص على هذه الأسياخ ويعاونهما في ذلك اثنان آخران ويتبادل الأربعة الإنشاد والحديث. ولم تكن هناك امرأة ممثلة .

ولقد تخصص بعض الممثلين في تمثيل عروض خيال الظل وكان يطلق عليهم (المخايلون) أما كبيرهم فيسمى (الريس) أو (المعلم) ومهمته ربط سياق الأحداث وضبط حركة المخايلين كما كانت من مهامه الإعلان عن بداية التمثيلية ونهايتها، من جهة أخرى تخصص بعض المؤلفين لكتابة تمثيليات خيال الظل وكان أشهرهم (الشيخ مسعود) و(علي النحلة) في العصور الوسطى ولكن أشهر من كتب تمثيليات خيال الظل هو (ابن دانيال الكحال الموصلي) الذي أطلق على تمثيلياته اسم (بابات) فكان تسجيل هذه الأعمال هي البداية الحقيقية لهذا المسرح الشعبي غير المباشر.

لقد تميزت هذه التمثيليات بالزجل والسجع أما الشخوص فكانت لبسطاء الناس من أصحاب الحرف والطوائف مثل السقاة والنحاسين، لقد استطاع فن خيال الظل أن يصور البيئات الشرقية ويعبر عن ملامح العصر وعن مشاعر البسطاء وآمالهم وآلامهم ولهذا يرى البعض أن هذه الصور الفكاهية أحد المؤثرات التي أثرت على المسرحيات الكوميدية في العصر الحديث فالزوجة المشاكسة والزوج الضعيف والحماة سليطة اللسان قد ظهرت في عروض خيال الظل قبل أن تظهر في المسرح العربي في بداية القرن العشرين عند (نجيب الريحاني) و (علي الكسار).

لم يصلنا الكثير عن هذا الأدب التمثيلي، فقد وصلنا فقط ثلاث تمثيليات (لابن دانيال الموصلي)، الأمر الذي يجعل لدينا مسرح له شخصية مستقلة أصيلة. إذن كان التمثيل المرتجل وتمثيليات خيال الظل يمثلان ظواهر درامية تعكس غريزة التقليد والمحاكاة عند الإنسان ولكنهما لا يمتان بصلة إلى المسرح بمعناه الصحيح.

قدوم المسرح إلى مصر:

قدم المسرح إلى مصر أول ما قدم مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت، فتكونت فرقة "الكوميدي فرانسيز" الكوميدية. والقائد الثالث (مينو) هو أول من أقام مسرح كبناء هو مسرح "الجمهوري والفنون" عام 1799م. ولهذا يعتبر هذا المسرح له أهمية في الذاكرة لكونه أول مسرح في الشرق الأوسط، إلا أنه قوبل بالرفض لأن لغته فرنسية والممثلين فرنسيين والجو فرنسي أضف إلى ذلك المعارضة الدينية ولذا فلم يؤثر كثيراً في الحياة الفنية في مصر.

وفي عام 1869م أقام الخديوي إسماعيل أول أوبرا في مصر وذلك لاستقبال أمراء أوروبا الذين يشاركون في افتتاح قناة السويس، وأول أوبرا عرضت هي أوبرا عايدة التي ألفها عالم الآثار الفرنسي (مارييت باشا) وقد استوحى هذه الأوبرا من التاريخ الفرعوني القديم، ولكن هذه المسرحية الغنائية لم تقدم في حفل الافتتاح لأسباب فنية فقدمت بدلاً منها أوبرا "روجوليتو" وفي العام التالي عرضت أوبرا "عايدة" وحازت على إعجاب الطبقة المثقفة في ذلك الوقت، وفي الثلث الأخير من القرن التاسع عشر ظهر (يعقوب صنوع) وبظهوره نستطيع أن نقول أن الحياة المسرحية في مصر قد خطت أولى خطواتها فقد كان ملماً بأكثر من لغة أجنبية ومن أهمها الإيطالية والفرنسية وقد أرسله الخديوي سعيد إلى إيطاليا لكي يدرس المسرح وهناك في إيطاليا عمل ممثلاً محترفاً في الفرق الأجنبية وبعض الفرق الإيطالية وبعدها عاد إلى مصر وأسس المسرح المصري.

إبن دانيال الموصلي مؤسس مسرح خيال الظل

ولد شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف الخزاعي في مدينة الموصل عام 646هـ وتلقى علومه الدينية والأدبية فيها حيث كانت في هذا العصر من مراكز الثقافة العربية ولكن في سنة 1262م -665ه اجتاحت جيوش التتار مدينة الموصل واكثروا فيها الفساد فاضطر كثير من أهلها إلى الهجرة منها وولوا وجوههم إلى مصر البلد الذي وقف في وجه التتار وهزمهم هزيمة منكرة في موقعة عين جالوت فدخل ابن دانيال القاهرة عام 1267م-665هـ وأكمل دراسته الدينية والأدبية والطبية في مدارسها ولاسيما على يد شيخه معين الدولة الفهري المصري المتوفي عام 685هـ. احترف ابن دانيال مهنة الطب (طب العيون) وعرف بالكحال واتخذ له مكاناً في القاهرة في منطقة باب الفتوح لاستقبال مرضاه كما التقى بمصر بالشعراء المتحامقين فعرف مذهبهم وسلك طريقهم وأصبح من الفكهين وساعده على ذلك حاضر ذهنه وسرعة بديهته وأخذ عن المصريين طريقتهم في إرسال النكت الساخرة المقذعة ولم يترك أقرب الناس إليه من توجيه النكت والدعابة حتى خشي الناس لسانه وتروى له في ذلك قصص تدل على براعته في الفكاهة من ذلك ما رواه فتح الدين بن سيد الناس قال: كان الحكيم شمس الدين ابن دانيال له دكان كحل داخل باب الفتوح فاجتزت عليه انا وجماعة من أصحابه فرأينا عليه زحمة من يكحله فقالوا تعالوا أتحايل عليه فقال لهم لاتخسروا معه فقالوا له يا حكيم نحتاج إلى عصيات يعنون أن الذي يكحلهم يعمون ويحتاجون إلى العصا فقال رداً عليهم لا إلا من كان فيكم من يقود الله!!

ويذكر المؤرخون أنه لم يكن على وفاق مع زوجته فلم تفهمه ولم يفهما ولذلك كثر النزاع بينهما وأولى بهما الأمر إلى القضاء فأنصف القاضي الزوجة فكانت الطامة الكبرى التي وقعت على القاضي لان ابن دانيال لم يتركه بل ناله بلسانه بقصيدة منها قوله:

قل لقاضي الفسوق والأدبار   عضد البله عمدة الفجار

والذي قد غدا سفينة جهل   وله من قرونه كالصواري

بك أشكو من زوجة صيرتني   غائباً بين سائر الحضار

غبت حتى لوا انهم صفعوني   قلت بالله كفوا عن صقع جاري (2)

ويظهر أن سوء حالته المادية كانت السبب الأول في كثرة خصامه مع زوجته إذ كان دائماً يشكو الفقر والأفلاس فهو يقول:

أصبحت أفقر من يروح ويفتدي    مافي يدي من فاقة الأيدي

في منزل لم يحوي غيري قاعداً    فإذا رقدت رقدت غير مدد(3)

ولكن لم يلبث ابن دانيال على هذه الحالة مدة طويلة إذا اشتهر بين الناس وسعى إلى التعرف به كبار رجال الدولة وانعموا عليه بالهبات والصلات حتى تحسنت حاله فاتخذوه نديماً يطرفهم بفكاهاته ونكاته وشعره التخابثي وربما صادقوه خوفاً من لسانه افمن فكاهاته مع الأمراء ان السلطان الأشرف خليل بن قلاوون أهداه فرساً ليركبه إذا صعد إلى القلعة للخدمة ولم يكن الفرس ما يريده ابن دانيال فركب حماراً اعرج وصعد به الى القلعة فلما رآه السلطان قال له يا حكيم أما أعطيناك فرساً لتركبه؟ فأجابه ابن دانيال نعم ياخوند بعته وزدت عليه واشتريت هذا الحمار فضحك السلطان ووهبه فرساً آخر.

وأصبح لابن دانيال راتباً من الديوان من لحم وعليق وهكذا حسنت أحواله المادية بعد أن قاس الحرمان مدة طويلة.

ويذكر بعض السكان الثقاة كابن حجة الحموي في (ثمرات الأوراق) وعلاء الدين البهائي في (مطالع البذور) (4): أن صلاح الدين الأيوبي ووزيره القاضي الفاضل كانا يشاهدان خيال الظل، وقد ذكر ابن أياس الجركسي في (بدائع الزهور) أن السلطان أبا السعادات كان يطرب كثيراً بفكاهاته في حفلات المولد النبوي الشريف وقد بلغ الهوس عند بعض الملوك أن حملوه معهم إلى الحج.

إلا أن السلطان جقمق أمر بإحراق أشكال تمثيليات خيال الظل كما ذكر ابن أياس في بدائع الزهور (ج2 ص 347).

كما أن السلطان سليم (السلطان العثماني) اهتم بتمثيليات خيال الظل حتى أنه أخذ معه أحد الممثلين إلى اسطنبول لتمتيع ابنه الذي صار سلطاناً بعده وعرف بالسلطان سليمان الأعظم(5).

وقد وجدت في مصر مخطوطات في فن تمثيل خيال الظل ترجع إلى عهد قديم مؤلفها (محمد بن دانيال الموصلي) المتوفي عام 1311م وهو طبيب عيون كما ذكرنا وكان يعيش في زمن السلطان الظاهر بيبر(6).

ابن دانيال الموصلي المؤسس الحقيقي لمسرح خيال الظل فلم يسبقه في هذا المجال أحد وهو إبداع متفرد سار على هديه العديد من الذين أتوا بعده حيث لاتوجد أشكال تمثيلية ترجع إلى قبل تاريخ ابن دانيال الموصلي في أي بلد آخر لذلك فإنها الأولى من نوعها في العالم أجمع.

وخيال الظل نوع من التمثيليات يكون بإلقاء خيالات على ستار يشاهده المتفرجون.

فيجد فيها لمثقفون والمتفرجون تسلية كما يجد فيه لبسطاء وسيلة للترفيه.

يعد خيال الظل نوعاً من تمثيليات العرائس التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام الأول المعروف باسم الماريونيت وهي عرائس تحركها الأيدي وتمثل أشخاصاً وحيوانات من أعلى بحيث لاترى المحرك، والنوع الثاني عرائس تطل على المتفرج بينما الشخص المحرك لها يكون مختفياً من الاسفل, والفرع الثالث هو خيال الظل حديث تظهر فقط اشباح العرائس وتحركاتهم من وراء ستار، وفي تعارض هذه العرائس بين الحقيقة والخيال صارت هذه الأنواع من التمثيليات موضعاً للترفيه.

وهناك الأراجوز الذي يختلف عن خيال الظل فهو تمثال صغير لرجل أو حيوان تمثل على مسرح صغير يحركه شخص خفي وهو الذي يلقي الحوار (7) وتختلف عرائس الماريونيت عن الأراجوز فالماريونيت تتحرك بخيوط أو أسلاك من أعلى أما الأراجوز فهي التي يحركها شخص تختفي يداه تحت الملابس، وعرف الأراجوز منذ القدم في اليونان وعرف في أوربا نهاية القرن 16 وأقبل عليه الجمهور وأشار إليه شكسبير وشوسر وهايدله وبن جونسون.

كتب ابن دانيال الموصلي ثلاث تمثيليات وقد كتبها شعراً ونثراً منظوماً وأوضح فيها طريقة الإخراج ان تصف المقدمة الإدارة والتمثيل مما يعطي تأكيداً على عبقرية ابن دانيال وموهبته فهو فضلاً عن كونه الكاتب فإنه كذلك المخرج ومدير المسرح وهي أمور لم يسبقه فيها أحد.

التمثيليات الثلاث التي ألفها ابن دانيال هي:

1-طيف الخيال، 2-عجيب وغريب، 3-المتيم.

وقد أطلق عليها تسمية بابات نشرت تمثيليات (بابات) ابن دانيال للمرة الأولى في المانيا عام 1925 م من قبل جورج جاكوب ضمن كتاب (تاريخ مسرح خيال الظل في الشرق والغرب) حيث يوضح جاكوب بأن ابن دانيال أعظم شاعر ممتع في اللغة العربية (8) وهو مصيب في رأيه لأن ابن دانيال حقيقة عالم أديب مثقف بارع بلغ الغاية فيما كتب وفيه من الفكاهة والمسرح مالا نظير له في الأدب الغربي وعمله هذا بلا شك له أهمية عظمى في فهم المدينة الإسلامية في القرون الوسطى ففي متون هذه التمثيليات (بابات) نثر فني مسجوع يذكرنا بمقامات الحريري وقد أشار إليها ابن دانيال في عدة مواضع، وقد عثر على هذه المخطوطات ضمن خزانة الاسكوريال الاسبانية مع نسخة منها في خزانة أسطنبول أما النسخة الثالثة فقد عثر عليها في خزانة القاهرة ويتضح منها أنها كتبت أو نسخت بعد موت المؤلف بثلاثمائة عام (9).

أما أول من ترجمها وحققها ونقلها إلى العربية فهو السيد محمد تقي الدين الهلالي وصدرت في بغداد عام 1948 وكما أوضحنا آنفاً.

كتب ابن دانيال معظم تمثيلياته الفصحى سواء ذلك في السجع أو الشعر ويوجد في تضاعيفها عدد من الموشحات والأزجال والموالي والدوبيت وأشعار الأطفال والأخيرة باللهجة العامية المصرية. والتمثيليات الثلاث المذكورة أعلاه يثبت فيها أن الروح الفنية متقدمة والموضوع متماسك وخير مانراه في ابن دانيال وصفه للأطباء ورجال الحرف، أولى هذه التمثيليات (بابات) هي طيف الخيال التي تعطي صورة رائعة عن الحياة السياسية في مصر فضلاًً عن الحياة الثقافية في زمن السلطان الظاهر بيبرس.

والتمثيلية الثانية فهي عجيب وغريب وهي توضح لنا صوراً كثيرة لسوق يدخل الممثلون لها واحداً بعد الآخر ويعرضون لمسرح عظيم لبضائعهم وهي أكثر التمثيليات التي اشتهرت وعرفت في أوربا.

والتمثيلية الثالثة (المتيم) وهي تتعلق بعشق والمتيم لليتيم وقد اشتملت على أشياء ممتعة منها تحريش الديوك على القتال نطاح الكباش والثيران بقصد التسلية والترويح عن النفس. وتمثيلية (المتيم) تختلف عن التمثيليتين السابقتين اختلافاً واضحاً إن اتفقت معها في الأسلوب ففيها نقرأ شيئاً عن الحب وحيل المحبين لكن ليس عند الذي نجده في قيس وليلى وجميل وبثينة وكثير عزة. بل هو شعر قصد منه إلى جانب التمثيل والغناء اللهو والمرح فهو شعر غنائي تمثيلي هزلي وضع لمسرح خاص، وهو بذلك سبق الآخرين بقرون للمسرح الغنائي فضلاً عن ريادته لمسرح خيال الظل.

أول نص عن خيال الظل التركي يترجم الى اللغة العربية(12)

حسب رأي جورج جاكوب، انتقل (خيال الظل) من الصينين إلى المغول ومنهم إلى الترك. وكان أتراك آسيا الوسطى يطلقون اسم (قاروجاق) على هذا النمط من الفن،وذلك لاعتماده على دمى متحركة بواسطة اليد او بخيوط مربوطة بالدمى خلف ستارة بيضاء مضاءة من الخلف. ولا يزال التركمان في العراق يسمون الدمية بـ (قاورجاغ). ويؤكد المؤرخ نفسه أن (خيال الظل) وصل إلى كل منطقة وصل إليها الترك عن طريق الهجرات المتلاحقة لهم. ويذكر أيضا أن الأمير الأتابكي التركماني مظفرالدين كوكبوري كان ينظم عروضا لخيال الظل في قصره إضافة إلى عروض للعامة طوال شهر رمضان في أربيل عاصمة الدولة الأتابكية.

ثمة روايات عديدة حول خيال الظل، حيث يذكر الرحالة التركي المعروف (أوليا جلبي 1611- 1682)، أن قره كوز (أحد الشخوص الرئيسية في عروض خيال الظل) كان يعمل حدادا وزميله حاجيواد (الشخصية الرئيسية الثانية في تلك العروض) يعمل بناء. وكانا يعملان معا في بناء أحد الجوامع بمدينة (بورصة) في عهد السلطان اورخان (1324 ـ 1362) ويمتازان بالظرف،ويتبادلان بينهما حوارا فكاهيا، يلفت انتباه بقية العاملين الذين كانوا يتوقفون عن العمل خلال الجو المرح الذي يشيعه قره كوز وحاجيواد،مما أدى إلى تأخر بناء الجامع عن الموعد المقرر.عندما علم السلطان بالسبب حكم عليهما بالموت ليكونا عبرة للآخرين. لكن السلطان سرعان ما شعر بندم شديد فيما بعد. وبهدف التسرية عن السلطان قام نديمه الشيخ (كوشتري) بصنع دمى من الجلد لقره كوز وحاجيواد،مقلدا حوارهما الفكه.


قره كوز: (قره) في اللغة التركية يعني أسود، و(كوز) يعني العين، وبذلك فالعبارة لغويا تعني (العين السوداء). هو في النصوص رجل أمي. يتحدث باللهجة الشعبية. لا يفقه التعابير والألفاظ الأجنبية، يتظاهر بعدم فهم التعابير الشائعة.يقابل التعابير الأجنبية بتعابير مترادفة ترمز إلى معان أخرى لإثارة الضحك. يمتاز بالفضول. يهب عند كل جلبة في الحي ليعرف مصدرها وسببها.يشارك في الحوار في الفترات التي لا يغادر فيها منزله من نافذة بيته. لا يتوانى من إظهار ما يبطنه ويتعرض من جراء ذلك إلى مواقف صعبة. لا يفقد مرحه حتى في أصعب المواقف. عاطل عن العمل في أغلب الأوقات. يعمل ذوو السلطة للنيل منه لكنه يتمكن التخلص منهم دائما. يعتبره الرحالة أوليا جلبي في كتابه (سياحتنامه) أشهر عياري عصره.

حاجيواد: شخصية على العكس تماما من شخصية زميله قره كوز، متعلم، له إلمام يسير بالرياضيات والاقتصاد والإحصاء والنحو إضافة إلى الأدب، انتهازي، يضع مصلحته الشخصية في المقدمة دائما، لا يقاوم النظام السائد ولا ينتقده. يتصرف وفق ما تتطلبه المواقف والظرو

  • Currently 147/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
49 تصويتات / 2401 مشاهدة
نشرت فى 15 أغسطس 2009 بواسطة ashrafhakal

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

3,577,426