جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عذاب امراه
تاليف: مي عادل
هي الابنه.. والاخت.. والام.. والجاره بالنسبه لمن حولها والذين علشوا معها فهي تبدو من الخارج طيبه القلب، ولكنها من الداخل مختلفه تماما.
اعطت الامان لكل من حولها وغلفت ذلك بالابتسامه والاطمئنان. كانت تحب ان تري احبائها يتالمون ويرقص قلبها طربا وهي تراهم يتلوون من شده الالم.
ولدت " سالي" في ولايه " أوكلاهوما " لاسره فقيره، ترعرعت مع اخت واحده، وافتقرت التعليم لعدم توافر الامكانيات الماديه ولسيطرت والدها عليها وقسوته ومنعها من الاختلاط بالمجتمع او تكوين اي علاقات انسانيه خارج سور " المزرعه"
وكانت كفولتها كالسجن وايامها مثل بندول الساعه، كل يوم يشبه الذي قبله والذي بعده.
ولا يوجد فيها ما يستحق التوقف عنده،باستثناء حادثه وقعت لها وهي في سن التاسعه من عمرها حينما ذهبت مع عائلتها لزياره اقاربها بواسطه القطار، ولسبب ما توقف القطار فجاه اثناء الرحله، فاصطدمت راسها بالكرسي المعدني الذي امامها، منذ تلك اللحظه وهي تشكو من صداع يومي واكتئاب واغماء.
بعد مرور السنين، لم يتغير الحال،فوالدها رجل يعيش في الماضي، منع ابنته من ارتداء الملابس الحديثه، والملونه، ومن وضع ( المكياج) او الاحساس بانوثتها. وكان يمنعها من الاقتراب من الاولاد نهائيا، او من حضور المناسبات الاجتماعيه، واعياد الميلاد،.... وغيرها. فكان بداخلها فراغ عاطفي كبير.
كانت تبحث عن اي منفذ لتتنفس والتعبير عن عاطفتها المكبوته، فلم يكن امامها غير المجلات العاطفيه، والرومانسيه التي تقتنيها امها.
وفي سن الثامنه عشر وجدت وظيفه في مصنع " الكتان" مجاور للمزرعه، فكان ذلك العمل متنفسها الوحيد للهروب من سجن والدها، وهناك في الوعمل سقطت عينيها علي " مارك" زميلها في العمل، فدق قلبها بالحب من اول نظره.
كانت " سالي" مجرد مراهقه مكبوته وليس لها اي مبره بالرجال او اي تجارب عاطفيه.
لقد رات في " مارك" روميو الذي تخيلته في القصص الرومانسيه، فاحبته بجنون، وهلال اربعه اشهر فقط، قدمته لوالدها لتاخذ موافقته بالزواج.
وتم الزواج، لكن " مارك" لم يكن مثل روميو ولا " سالي" مثل " جوليت". ولم يكن الزواج كما تخيلته. كان " مارك" الابن الوحيد لابيه العازب فقرر السكن معه لانه لا يريده ان يبقي وحيدا، وكان تلك الاب كالنقمه بالنسبه لها فهي هربت من سجن والدها لتقع في قبضه العجوز والد " مارك" الكريه الذي كان يحاسبها علي كل صغيره وكبيره. وكان دائما ينحاز لابنه ويدافع عنه حتي لو كان مخطئا.
ومرت الايام سريعا كلمح البصر، فاصبحت اما لثلاثه بنات صغيرات علي مدي اربع سنوات متتاليه.
كانت تقض يومها كله في تربيه اطفالها والاعتناء بوالد زوجها العجوز.
ولكن كان هذا المنزل وصدر بؤسها لزياده الشجار مع زوجها الذي كان يترك المنزل لايام ثم يعود فجاه. وبالتدريج ادمنت الكحوليات.
وكانت علي وشك الانفجار لتطيح بكل من حولها.
وفي صباح يوم مشرق، قررت " سالي" عمل طبقها المفضل لافطار اولادها ووضعت به سم . وبعد تناولهم الطعام سقطوا علي الارض يصارعوا الموت ويصرخوا من شده الالم حتي تقطعت بهم الانفاس، لكن، وفي هذه الاثناء دخل الزوج المسكين، وهو يامل باستقبال اطفاله بالاحضان والقبلات، فاذا به يراهم يحتضرون امام عينه والموت يعتصرهم وهو لا حول ولا قوه لكي يغيثهم.
الزوج المكلوم لم يصدق ما حدث ولم يقتنع بجواب زوجته حول ما حصل، فهو راي بناته قبل خروجه من المنزل كانوا بصحه جيده. والادهي من ذلك هو انه بعد موت اولاده بايام لكق بهم والده ايضا وفارق الحياه لانه لم يتحمل الصدمه.
واحس " مارك" بانه سيكون التالي، فقرر الفرار، ورجعت " سالي" للعمل في المصنع لكي تعيل نفسها.
وبع مرور سنه عاد الزوج وجلب معه عشيقته الجديده، وسرعان ما طلق " سالي" لانه كان يخاف منها.
وفي النهايه، رجعت " سالي" وحيده من اخري بعد ان خسرت ابنائها وزوجها وكل عائلتها، رجعت تعاني مره اخري من الاكتئاب وسائت النفسيه واصبحت شبه مجنونه لما فعلته وادمنت الكحوليات لدرجه انها كانت تنتحر كل يوم ببطئ، وذلك جعلها تقدم علي الانتحار للتخلص من حياتها البائسه التي عاشتها منذ طفولتها ولم تشعر يوما ما باي فرح او سعاده فهي كانت ضحيه لصرامه ابيها واولادها كان ا ضحيه لام مريضه عاشت كياه قاسيه وبالتالي قست علي اولادها وعلي نفسها