أنواع الجرافيك graphic types
ينقسم "فن الجرافيك" إلى ثلاثة أنواع رئيسية::
- الطباعة من سطح بارز Relief Printing كالحفر على الخشب أو المعدن metal أو غير ذلك من الخامات المستحدثة، وذلك لأن الأماكن البارزة هي التي تلتقط الحبر عند الطباعة، وبطريقة الطباعة البارزة تطبع اللوحات الفنية كما تطبع الجرائد والكتب والمجلات ومعظم الرسوم الخاصة بالأغراض التجارية والثقافية، وفي هذا النوع من الحفر يبرز الفنان بواسطة أدوات الحفر على الخشب التصميم الذي يريده على السطح الطباعي ويزيل بسلاح الحفر المساحات التي لا يريد طباعتها. وعند الطباعة نجد أن الحبر لا يستقر إلا على الأجزاء البارزة منها والتي سوف تطبع على فرخ الورق الرطب.
وهناك نوعان من الحفر على الخشب:
1.الحفر على الخشب طولي المقطع والألياف Wood Cut وهو أول ما ظهر من طباعة الخشب وإمكانياته محدودة، فهو لا يعطي مساحات عريضة كما أن أليافه الطولية لا تتحمل الضغط عند الطباعة، ولذا فهو لا يعطينا إلا نسخًا قليلة.
2.الحفر على الخشب عرضي المقطع والألياف Wood Engraving وهو أكثر صلابة، ولذا يكون أنسب لتنفيذ التصميمات الدقيقة وكذلك فهو يعطي نسخا كثيرة.
الطباعة من سطح غائر Intaglio Printing كالحفر على المعدن، وذلك لأن الأماكن الغائرة هي التي تلتقط الحبر عند الطباعة، ويقوم الفنان في هذا النوع من الجرافيك بحفر الرسم حفرا غائرا على لوح من معدن النحاس أو الزنك أو البلاستيك أو غيرها، ويستعمل لهذا النوع من الحفر الأحماض أو الإبرة أو الأزميل المتعدد الأشكال، وبعد الانتهاء من حفر اللوح المعدني يقوم الفنان بتجهيز خطوطه الغائرة ثم طبعه وعندئذ يحصل على النسخة المطبوعة، والتي تظهر فيها الخطوط المحفورة بارزة عند طباعتها على الورق بفعل ضغط ماكينة الطباعة الشديد.
هناك عدة طرق للحفر الغائر منها:
ا.طريقة الحفر بالأزميل Burin engraving
ب.طريقة الحفر الجاف بالإبرة بدون أحماض Dry point
ج.الحفر بالطريقة السوداء (ميزوتنت) Mezotint
الطباعة من سطح مستوٍ Planographic printing كالحفر الليثوجرافي، وذلك لأن الأماكن التي تلتقط الحبر فيه ليست بالبارزة أو الغائرة. ويعتمد هذا النوع من الحفر على نظرية تنافر الدهن والماء.. وخلاصة هذه الطريقة هي الرسم على نوع معين من الحجر الجيري بحبر أو بقلم دهني ثم تندية الحجر بالماء، فيغطي الماء جميع سطح الحجر إلا الأماكن المرسومة بالمادة الدهنية، وعند تحبير الحجر بحبر الطباعة يغطي الحبر الأماكن المرسومة بالقلم الدهني وتتم الطباعة بعد ذلك من خلال مكبس خاص بتلك النوعية من الطباعة.
وهناك قيم جمالية فنية تراها في اللوحة المحفورة والمطبوعة لا نجدها في الأعمال الفنية الأخرى، منها أن الفنان يستطيع أن يحقق الملامس المتعددة التي تعطي تأثيرات مختلفة، وذلك عن طريق استعمال الأحماض وأدوات الحفر المتعددة الأشكال، وعن طريق الأعماق والبروزات المتباينة التي تساعده في التعبير، كما أن لعوامل الصدفة التي يلحظها الفنان في أثناء التنفيذ قيما جمالية لا تتأتى من الفنون الأخرى.
وقد فاقت معطيات هذا الفن كل معطيات الفنون الأخرى في مجال الإبداع والابتكار التكنيكي، فبعد انتهاء عصور المدرسية في الفن ظهرت في عصرنا حركات واتجاهات متعددة ساعدت على تحقيق التقدم والنجاح لهذا الفن لما له من إمكانات متعددة جعلته فن المستقبل بلا جدال، وكانت الأعمال التي تطبع بطريقة الحفر قبل ذلك قاصرة على اللونين الأبيض والأسود، وبعد ذلك أدخلت الألوان في الطباعة مما جذب الفنانين المصورين لتنفيذ أعمالهم مستخدمين هذا الفن لضمان وصول أعمالهم وانتشارها، يضاف إلى ذلك أن الجرافيك فن يرضي الجمهور، لأن اللوحة المحفورة التي ينتهي الفنان من عملها هي في الواقع لوحة أصلية، وهذا لأن الفنان هو الذي يصمم اللوحة المحفورة وينفذها ثم يقوم بطبع عدد منها، ليوقع عليها بإمضائه، لذلك فإن مشاهدة عمل من أعمال الفنانين الكبار والشعور بأنه من الميسور اقتناؤه أمر يروق للجمهور.....
ساحة النقاش