<!--<!--<!--<!--

الثورة لم تبدأ بعد!

 

من منّا لم يراقب ثورة الشعب التونسي ,ومن منّا لم يهتف بما هتف به المصريون ...الأهازج ملأت الفضاء وباتت القلوب أكثر امتلاءاً بأملٍ جديد يسري في شرايين شباب الأمة؟

اليوم  علينا أن نسأل أنفسنا :من أين أتت هذه الثورات الشعبية المتلاحقة ؟ وهل مصدرها الشباب أنفسهم أم أن هناك إرادةً دولية تحرّك الأحداث عن بعد حتى ليبدو المشهد أكثر إثارةً وتشويقاً فتلتهب المشاعر وتتحرك له الأطراف؟

لا أحد ينكر أو يقلّل من دور الشباب العظيم في اقتحام المجهول والبدء في إشعال فتيل الثورة ,فطول سنوات القهر والظلم والتجاهل المتعمّد خلقت في دواخلهم قوّةً جبارة ..وعندما علموا بأنهم لن يخسروا شيئاً أكثر مما خسروه ,وعندما فقدوا أبسط مقومات الحياة في العيش بأمنٍ وكرامة-ليس أمناً جسدياً وحسب بل أمناً فكرياً أيضاً- بعد كل هذا أدركوا الفرق بين الحصار والحرية في عالمٍ واقعي مفروضٍ عليهم وعالمٍ افتراضيّ خلقوه بأيديهم ونقلوا تفاصيله على أرض الواقع...

عندما استغلّ الشباب إمكانياته المتاحة والبسيطة حجماً تراكمت الفتات الصغيرة لتبني واقعاً مُلهماً جعلت منه أساساً لبناءٍ جديد قوامه الإيمان والفاعلية ,فقد قرّروا بأنهم لن ينتظروا أحداً فحملوا في دواخلهم مشاعل النور والتي أضاءت كالشمس ,حينما اجتمعت على هدفٍ واحد يلبي طموحاتهم في الحياة الكريمة والمنزلة العظيمة بين أمم الأرض ...في تلك اللحظات تلاشت الخصومات وماتت كل التحزّبات ولم نسمع سوى صوت السلام الداخلي المندفع وبقوة إلى الخارج.


ويتبارد إلى الذهن في لحظةٍ ما ..لماذا لا يكون خلف كل ما حدث ويحدث وسيحدث إرادةً دولية راغبةً في التغيير؟ لم لا ...فكل شيءٍ متوقّع في عالمٍ تسكنه المصالح وتسيطر عليه الإمبريالية العالمية ,فكما أن التكنولوجيا الحديثة هي نتاج المعارف الغربية وخلاصة مخترعاتهم ,والتي ساهمت وبشدّة في تبديل العقلية العربية ,ونشر الوعي بين الشباب وجعلت منه حلقةً تلتفّ حول مبادئه السامية ...لم لا يكون التغيير صناعةً غربية-ولا ننسى أن عصر النهضة الأوروبية بدأ منذ الثورة الفرنسية وإن كان أكثر عنفاً ودموية- وأي يكن التغيير نابعاً من عندنا أو من عندهم ,بأدواتنا أو بأدواتهم علينا في النهاية أن نفكّر في هذا التغيير بعقليتنا ليصبّ في صميم مصالحنا بدلاً من أن نكون أداةً بيد الغرب يحقق عن طريقنا مآربه واستراتيجياته الخاصة -كما فعل وفعلنا أكثر من مرة دون وعيٍ منا(المجتمع)-...

أقول إن الوقت قد حان لنكون نحن الأقدر على فهم واقعنا أكثر مما مضى ,نخطو نحو الأمام متجاوزين أخطاء الماضي ومستفيدين من تجاربه ,نصنع لأوطاننا مستقبلاً يليق به وبتاريخه المشرق ,مستغلّين هذا المنعطف التاريخي في وضع استراتيجياتٍ جديدة تثبتَ وجودنا في العالم وتأثّر فيه بقدر ما تتأثّر به...!

برأيي أن الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد ...حتى نراها تقوم لأجل الالتفاف حول أهدافنا الكبرى ,فالهدم سهل ,ولكن البناء هو الأصعب ...فالوحدة والحرية التنمية ثلاثة أعمدة تحتاج إلى فكرٍ متيقّظ وعقلٍ مدبّر وسياسةٍ حرّة ومجتمعٍ مستنير.


علا باوزير

9-3-1432هـ

arwa7

علا باوزير

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 469 مشاهدة
نشرت فى 15 مارس 2011 بواسطة arwa7

ساحة النقاش

aldktour52

الأخت الفاضلة جزاك الله خيراً أحب أضيف على ما قلتيه وهو أن قضية التغيير لا بد أن تأتى من داخلنا نحن حتى نستطيع أن نغير العالم إلى الصورة التى نبغيها له وشكراً ،

mohamedfarids

وأي يكن التغيير نابعاً من عندنا أو من عندهم ,بأدواتنا أو بأدواتهم علينا في النهاية أن نفكّر في هذا التغيير بعقليتنا ليصبّ في صميم مصالحنا.بعد التحية هذا جزء من مقالتك أرجوا ألا ننساه فإذا إفترضنا صحة ماقلتيه عن ثورتنا وثورات المنطقة بأكملها فنحن نريد أن تصب فى النهاية هذه الثورات فى نهر الخير والسلام واليمقراطية الحقيقية ، فهيا نفكر فى الغد ماذا حن فاعلين من أجل وطننا العظيم ومستقبل هذه الأمة وأريد أن أقول نحن نتحدث عن الماضى لنتعلم منه فقط ولكن هيا بنا نتحدث ونناقش الحاضر و المستقبل أكثر وأكثر .....،
فلن تهدأ أرواح شهدائنا حتى نطهر بلدنا من كل فاسد ،ولن يجف عرق شهدائنا حتى نستعيد كرامتنا وعزتنا ، لن يقف نزيف شهدائنا حتى نبنى بشهامة وحب مستقبل نظيف وطاهر ، ولن يحترمنا شهدائنا ولن نحترم أنفسنا إلا برفعة هذا الوطن وإعلاءه وتوحيد كلمته .فهيا بنا وإلى الأمام وتحيا مصر حرة مستقلة .

arwa7

الأخ محمد أهلاً بك وتسرني مشاركتك..الأوطان تنتظر ما سيقدمه أبناؤها من حياة جديدة ..ترفع شأنها إقليمياً ودولياً ..وهذا ما سيكون بإذن الله شرط أن يبدلوا أفكارهم العتيقة بأفكارٍ حديثة وأن يخططوا للمستقبل ويبنوا الحاضر..بفهم واقعهم واستيعاب ممكاناتهم..شكراً لك

علا باوزير فى 8 إبريل 2011
kadwany

يا ترى هل الشباب يعرف ماهم فاعلين وإلى اي هدف يتجهون اذا كانوا يعلمون ذلك ويعرفون خطاهم فإنهم صيصلون بالأمة ان شاء الله إلى الأفضل اما اذا كانوا مسيرين ومقلدين لا يعلمون ماذا يحدث وانما يتبعون من يملي عليهم ما يفعلون حينها صيصلون بهذه الأمة الى الهاوية

arwa7

الوعي هو بداية الطريق ..قكلما اتسع الوعي تشكّل الفهم الصحيح للواقع وعلى إثر ذلك يبدأ الفعل السليم ...وهذا ما نرجوه من شبابنا اليوم...بارك الله فيك أخ خالد

علا باوزير فى 8 إبريل 2011
salma333

وفقك الله وبارك الله فيكى
وأنى لأشعر بأنه فعلاً هذا هو الواقع المرير
وكأننا صمً وبكم ننساق الى ما لا ندريه

arwa7

الأخت جوهرة أتمنى لا تكوني متشائمة إلى هذا الحد ..فالخير في الشباب مازال كثيراً

علا باوزير فى 8 إبريل 2011
AshrafQadah

بارك الله فيكِ ويسعدنا انضمامك إلى مجتمع كنانة أونلاين .. آملا أن نسهم معًا في بناء مستقبل جديد لأمتنا.

arwa7

أهلاً بك أخي الفاضل ..وسعيدة بكم

علا باوزير فى 8 إبريل 2011

علا عمر باوزير

arwa7
من فكرٍ تمتد لنا آفاقه..وأدبٍ يطيب لنا مذاقه..وقّعت اسمي هنا..كانعكاساتٍ قابلةٍ للتعديل ..وضوءٍ يكون هنا دليل..وعزفٍ لحروفنا يروي أرواحنا الخصبة بالحب والعطاء.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,695