تفنّنا في نظْم القصائد السوداوية, وأتقنّا رسم اللّوحات المأساوية , وأكثرنا من كتابة المقالات النقدية ...لطّخنا بالسواد صحائفنا وبحّت حلوقنا من الصياح على المنابر ..
رحلنا حاملينا كشّافاتنا المنيرة لنسلّط الضوء على مساوِئنا , عرفنا العلّة وعرفنا الدواء ومهما اختلفنا في التشخيص ونوعية الدواء , إلا أننا لم نبدأ العلاج .. ولا أعرف لماذا كل هذا التأخير ! هل ننتظر أن تفارق الروح الجسد لنواريه التراب ثم ننوحُ على قبره , ونقرأ عليه فاتحة الكتاب , غادين رائحين نروي غصناً أخضر غرسناه في ترابه ..
أعلم أن المشوار طويل ويحتاج لجهدٍ كبير وعملٍ كثير , ولكننا نتحدّث عن مجتمع , عن أمّة ..وبما أني ممن يؤمنون بقوة الفرد ..نعم , الفرد هو لبِنة المجتمع , نُصْلح ذلك الإنسان الذي طالما عانى الإستبداد الفكري والثقافي حتى أصبح كالإمّعة , لا يستقلّ بذاته أبداً ولا يفكّر خارج حدود ما رُسم له . فلماذا لا نبدأ بأنفسنا , ونترك الجبن والخوف ونحرِّر طاقاتنا ونُبدع .. نرسمُ خطوطاً جديدة خارج المدار ونسير فيها كالنجوم ,ولِنخلعْ نظاراتنا الشمسية ونحدّق في حقيقتنا , ونسأل أنفسنا :لماذا نحن هنا؟ ولِنرتدِي نظارةً بأبعادٍ ثلاثية ترى كل شيءٍ بوضوح وبموضوعية وحياديةٍ تامّة . كل البشر يخطئون ويصيبون , فليس هناك من يستحق التبجيل سوى الله –عز وجل- ورسوله-صلى الله عليه وسلم- بل إن كتاب الله المُنزل والحكمة النبوية مما يقبل التأويل والإجتهاد والتفكّر .
ولعلّ أكبر معضلاتنا تقديسنا لما جاء به الأولون دون نظرٍ أوتفحّص , و توقّفنا عند ما بدؤوه, بينما شيّد غيرنا عليه بنياناً عالياً ارتقيناه بعدهم شكلياً لا فكرياً , فبتنا نحيا أجساداً خاوية من كل أشكال العلم والمعرفة . ألا يمكن أن نقف مع أنفسنا وقفةً صادقة , ونبدأ خطوةً إلى الأمام ! اسألْ نفسك من أنت ؟ وأين تقف الآن ؟ ثم انظر بعيداً ...هناك نحو الأفق ركّز بصرك في نقطةٍ طالما حلمتَ بها ارفعْ قدميك عن على الأرض وتقدّم , لا تخفْ من السقوط فأرضك صلبة مادمت تؤمنُ بربك ...فقط حطّم كل ما يُثقِل خطواتك ويجرّها إلى الوراء , أنت سيّد نفسك وأنت من تعرفها أكثر من أي أحد , وستعرفها أكثر وأكثر كلما قطعت خطواتٍ أكثر ....!
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
علا باوزير
6-4-1430هـ
ساحة النقاش