عندما تتحدث عنه ... تجد أن هناك سحرا يأخذ بالعقول ... ويأسر الألباب ... يتوه معه الخيال فلا يعرف من أين يبدأ ومن أين ينتهي ... تجد الخوف والسعاده تتمازجان من أنه الشئ الذي طالما أحبت أن يكون مثاليا .... والسعاده الغامره التي تزغزغ القلوب من مجرد ذكر إسمه ..

ذلك الخفي الواضح للجميع ... الكل يعرفه ... والكل يتمنى أن يلقاه ... الكل يتمنى أن يتعرف عليه عن قرب ... بل عن أشد القرب ... لكنك دائما تخجل من مجرد أن يلاحظ الأخرون أن هذا هو ما في قلبك وعقلك ..

ولكن الحقيقه المثيره للضحك ... أن هذه هي رغبة الجميع رجالا ونساءا ... الكل يشتاق إليه ... حتى وهو في أشد أوقات تعارفه به وقربه منه بل وممارسته له ...

فمهما مرت بك التجارب معه ... تكتشف أنه يخفي عنك الكثير والكثير من أسراره ... فهذا هو الممتع الذي لا تنقضي غرائبه ولا عجائبه ولا أسراره ... وهذا هو سر قوته ... أنه يحمل معه دائما معنا جديدا ... يحمل مع كل إنسان شفرته الخاصة ... وطعمه المختلف وهيئته المختلفه

بل ويحمل في تلك الشفره التي مع كل إنسان بشري على هذه الأرض ...خبرة مختلفه تختلف مع إختلاف الشفرات البشريه على الأرض ...

يجب على كل من يتعرف عليه أن يختبئ ويتوارى عن الأنظار...


فإن إكتشف أحد أنك تبحث عنه ... وصفوك بالعار والفضيحه ... وكأنك تبحث عن شئ لا يجب عليك أن تبحث عنه ... وكأن الكل لا يتمنى أن يكون في نفس موضعك وفي نفس المختبر الذي تحاول فيه القيام بإكتشافاتك عن هذا السر الذي لا يريد أن ينتهي .

ورغم كل ذلك كن على حذر عند إقترابك منه ... وإلا كانت لذته قاتله بالإمكان أن توصلك إلي الجنون والهلاك ...

هل سألت نفسك هذا السؤال ... كم مره تفكر فيه ... كم مره تتذكره ... كم مره تتمنى أن تكون حياتك في جوار ثكناته ... كم مره كنت تتمنى أن تنهل منه مثلما تريد ولكن بالقدر الذي يرغب الجنس في منحه لك ... وليس بالقدر الذي يرسمه لك الأخرون ...

هل تشعر بالحرج من مقالي هذا ...أو أن الكاتب شخص شهواني معربد... ولو أنني قلت لك تفضل إقرأ هذا الكتاب للإمام السيوطي ... نعم الإمام السيوطي لماذا تتعجب ... وإن قلت لك تفضل إقرأ هذا الكتاب للعلامه إبن رشد ... وإن قلت لك إقرأ هذا عن التيجاني أو عن الإمام الشافعي أو محمد بن زكريا أو النفراوي ..


كل هؤلاء العلماء الأجلاء الأفاضل وهم يتحدثون عنه بإستفاضه ما بعدها إستفاضه ... قد يتصور أحدهم وهو يقرأ ما كتبوه كما لو أنه يشاهد أحد الأفلام الإباحيه ... من فرط الوصف ... ومن دقة التفصيل في المعاني ... ومن روعة التشبيه في الحدث ...

لقد حرص هؤلاء العلماء أن يقدموا لنا السعاده ... مثلما حرصوا على أن يقدموا لنا العلم ... فالعلم من أجل السعاده ... والسعاده من أجل العلم

كان يجب علي وأنا في عمر الزهور عندما أقرأ هذه الكتب ... أن أقرئها وأخفيها ولا يعلم أحد أني قرأتها ... فإنها عار يجب ألا يطلع عليه أحد أو حتى أعرف عنه شيئا .

ما الذي أخبرنا أباؤنا عنه ... هل علمني أبي أو أمي شيئا عنه ... لقد تركونا هكذا فلنتلقي من أي مصدر سواء كانوا يعرفوه أو لا يعرفوه ... المهم هو ألا تقع على عاتقهم هذه المسؤليه ... مسؤليه أن يعلمونا السعاده ... مثلما علمونا العلم


لقد كنت أظن نفسي خبيرا فيه ... ولكن مع مرور الوقت أكتشف أنني لم أعرف إلا قطرة في بحر عميق ... فالكل يعرف الطريقه ... والكل يعرف الأساليب ... كما أن الكل يعرف النهايه ... لكن الذي لم تعرفه ... هو مهارات الشعور والإحساس بهذا العالم الحالم الكبير ..

نعم أخي العزيز ... الكل عندما يكبر يعرف الطريقه والكل عندما يتزوج يعرف الطريقه ... الطريقه محفوظه عند الجميع والطرق الأخرى أيضا معروفه عند الجميع ...

ولكن الكثيرون هم من ظنوا أن الطريقه مع إختلاف أشكالها أو هيئاتها هي وسيلة إستعراض لخبراتهم بالجنس ... ولم يعرفوا أن الجنس فيه عالم أخر لم يتعرف عليه الكثيرون ... حتى من عاشوا وماتوا وتزوجوا عشرات المرات ... فالكل يظن أن الطريقه وتنوعها هي الخبره ... ولكنهم لم يعرفوا أن مهارات الشعور والإحساس بالجنس شئ أخر ...وعالم أخر فيه مزيج من الخبرات النفسيه في الإشارة وفي النظره وفي الإبتسامه وفي سرعة التنفس ... لم يتعرف عليها الكثيرون ...


مهارات الشعور والإحساس بالجنس هي التي تحدد لك المقدار الذي سوف تحصل عليه من متعة الجنس ... فإن كنت على علم بها فتحت لك أبواب السعاده مهما كانت الطريقه ... وإن كنت على جهل بها حصلت على القدر المحدد لك من السعاده مهما كنت متمكننا من الطريقه .

هو الشئ الحقيقي الذي تظهر في الشفره التي يحملها كل إنسان ... مهارات الإحساس والشعور ذلك هو لب السر الخفي الذي يجهله الجزء الأكبر من البشر ... وكأن هناك من يتأمر على أن يخفي عنا السعاده والشعور بها ..

فوضعوا أمامنا كتب الإمام السيوطي والإمام الشافعي التي تتحدث عن علم الحديث وعلم التفسير وعلم العقيده ... وأخفوا عنا كتبهم التي تتحدث عن الجنس ...وتعلمنا كيف نشعر بالسعاده .. وكيف نتعلم مهارات السعاده ... وكأنه عيبا علينا أن نقرأها ...


بل وما أثار دهشتي ... عندما أقرأ للإمام الشافعي رحمه الله ... الفتاوى المختلفه في إستحباب بعض الأوضاع الجنسيه ... والكراهيه للبعض الأخر من الأوضاع الجنسيه ..

وستثار دهشتك أكثر ... عندما تقرأ في كتبهم ... أن الجنس الذي لا يصل بك إلي التعرق ... وكأنك كنت تجري مسافة تزيد عن عشرة كيلو مترات .. وتشعر بأن جسدك إمتلأ عن أخره بالعرق ... فأنت (هو أوهي) لم يمارس الجنس على الوضع الذي يصل بك لسعادة حقيقية .. بل ويشبه أحدهم حصولك على الفوائد الصحيه الجسديه والنفسيه والعاطفيه من الجنس.. مقترنا بكمية العرق التي تخرج من جسدك ....

فالعرق الذي يخرج من جسدك هو خلاصة السموم الضاره التي كانت بداخله.... بل ويقول هؤلاء العلماء أن الإعتسال من الجنابه شرعه الله حتى يتخلص الإنسان من عرق الجنابه الممتلئ بالسموم الضاره التي خرجت من الجسد .... وليس فقط الإغتسال بسبب ماء الرجل أوماء المرأه..

فكانوا أحرص الناس كما علموك شريعة الإغتسال من الجنابه فوائدها وأسبابها ... كانوا يعلموك أن تصل إلي هذه الحاله من جسد يملأه العرق وكأنك كنت في سباق مارثون ... لأنهم علموك مهارات الجنس الماديه والحسيه ..

وتدهش من كلام هؤلاء عندما يعلموك كيف تستخدم العرق الذي إمتلأ به جسدك في وسائل إمتاع لا تستطيع سوى أن تخفي وجهك خجلا أمامها من فرط ما إكتشفت من أسرار خفيه كانت محرمه عليك أن تعرفها ... وكأن العلم بالسعاده شيئا محرما ..


تعلمت مهارات الشعور والإحساس ... عندما قرأت رواية برهان العسل للكاتبه السورية ( سلوى النعيمي ) ... كاتبه فرنسية الجنسيه ... سورية الأصل ... وتعجبت كثيرا عندما أجدها تقتبس من التراث الإسلامي القديم كل هذه الخبرات الرائعه عن مهارات الشعور والإحساس .... فلا تشعر لأنها فرنسيه وتعيش في دوله أوروبيه منفتحه بأنها تقول أشياءا محرمه على الكثير من العقول ... أو ممنوعه من الذكر في الكثير من النفوس ... بل تكتشف أنها لا تأتي إلا بما تعلمته من العلماء الأوائل ... من التراث الإسلامي القديم ... من تلك الثقافه التي نفخر بها جميعا ...

بل التي نتشرف بأننا نحن العرب والمسلمون أصحاب هذه الثقافه الإسلاميه الرائعه ... وأبناء هذا التراث الخالد .. لقد كانوا يعلمونا السعاده كما يعلمونا الفقه والتفسير ... كانوا يعلمونا الإستمتاع واللذه كما يعلمونا الصلاة والزكاه ... فهذا هو سر العظمه في إسلامنا ... الجمع بين روحانية الدين والإستمتاع بالحياة ...


تعلمت منها أن الشغف والوله ... صفتان يجب أن تقوم بعمل تدريبات نفسيه خاصه حتى تقوم بإكتسابها ... حتى تتمتع بها ... فليست الرغبه في الجنس تسمى شغفا أو ولها ... وليس مجرد الشعور بالإثارة هو شغفا أو ولها .. وأسمع من الكاتبه السوريه قولها ... لماذا أكتم شكواي ورغبتي من زوجي في قلبي ... لماذا محرم علي أن أخبره برغبتي ونحن نمشي في شوارع العاصمه ... بأن يأخذني من يدي بقوه إلي أحد مداخل البيوت المظلمه ... فيقبلني ويحتضنني ويتحسس جسدي ... ثم بعدها يأخذني إلي الشارع مره أخرى لنسير في طريقنا ... لماذا يجب علي ألا أبوح برغبتي فيه دون الإنتظار الطويل حتى نصل لبيتنا وغرفة نومنا لنمارس نفس الجنس الذي نمارسه كل يوم دون خلق روحانيه جديده نابعه من ثقافه وعلم جديد لم نكن نعرف عنه شيئا ...


إلي متى سوف يظل العقل العربي ... لا يتسطيع البوح بكل هذا إلا لنفسه فقط ... إلا متى سنظل نخجل من أن تكون طرق السعاده مع أكبر متعة خلقت على وجه الأرض ... شيئا نخجل من أن نتعرف عليه .... ومن أن نتدارسه ونبحث عنه ... بل ونتفنن في الإختراع فيه أيضا ...

فهل إسعاد أجسادنا وأرواحنا محرما ... أو فيه محظور أو خطا ...

والله عز وجل يقو ( نسائكم حرث لكم ) .... حرث ... نعم حرث ... إنها كالأرض يا عزيزي .. وليس معنى أنك وقفت في مساحة من هذه الأرض الواسعه .. أنك وقفت في مساحه أخرى منها ... إنها كالأرض الواسعه ... التي بإمكانك أن تكتشف فيها كل يوم مكانا جديدا ومساحة جديده تسمتع بما فيها من جديد وتستمتع فيها بالتغير...


لن تذهب بعيدا إن أردت أن تتعلم مهارات الشعور والإحساس مع عالم جميل إسمه الجنس ... لا عليك سوى أن تبحث عن كتب علمائنا الأجلاء ... السيوطي والشافعي وإبن رشد ... وأن تستفيض من بحر علمهم ... فيصل بك الجنس إلي مبتغاك ... فلا تفكر فيه وحدك ... فتعلم أن هناك الكثيرون ممن يشاركوك الإهتمام وشغف المعرفه .... فهم ليسوا أي أحد ... إنهم أصحاب تراثنا الخالد ...


دعوه لنتعلم كيف نسعد أجسادنا وأرواحنا .... وعندها ستشعر بلذة الجنس الذي لا ينتهي ..

( بس الأول نتجوز طبعا ... جتنا نيله في حظنا الهباب )

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 1911 مشاهدة
نشرت فى 2 مارس 2009 بواسطة areda

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,173,379