المبيدات تكبّد مربي النحل خسائر كبيرة في مستغانم
المبيدات تكبّد مربي النحل خسائر كبيرة في مستغانم
حسب رئيس جمعية النحالين بولاية مستغانم ، أضحت مهنة تربية النحل التي تعد إحدى أهم الشعب الفلاحية من جهة لكنها أكثرها مشقة وجد مكلفة من جهة أخرى ، حيث كشف أن إنتاج العسل الطبيعي ما فتئ يتناقص نتيجة تراجع عدد الخلايا الى أقل من 6 آلاف خلية فقط بفعل الحرب التي فرضها الفلاحون باستخدامهم المفرط للمبيدات الكيماوية المستوردة ، وهذا بالرغم من أن أغلفة أكياسها تحمل كتابات تحذر من مخاطرها على كائنات النحل النافعة ، وأنها مخصصة فقط للإستعمال من أجل مكافحة مختلف أنواع الأمراض والأوبئة التي تصيب المحاصيل الزراعية وأشجار الفواكه ، لكن الإكثار منها انجر عنه حسب ذات المصادر إلحاق المزيد من الأضرار وتكبيد المربين خسائر فادحة في وقت أثقلت فيه تكاليف الانتاج كاهلهم نتيجة غلاء أسعار المواد والوسائل الموظفة في دورة الانتاج كما زادت عمليات السرقة التي تتعرض لها الخلايا النحلية من قبل اللصوص وسط المساحات الغابية والحقول الزراعية من متاعبهم يحدث هذا موازاة مع الظروف الطبيعية الصعبة التي تميز بها المناخ هذا الموسم جراء موجة البرد الشديد التي زادت الطين بلة في خضم غياب كافة أشكال الدعم من لدن الجهات الوصية وكذا انعدام فرص الـتأمين ضد الأخطار على مستوى الصناديق المكلفة .
هذه العوامل مجتمعة أثرت حسب مصدرنا على كميات إنتاج العسل التي أدركت مراحلها الأخيرة الخاصة بعمليات جني المحصول عبر تراب ولاية مستغانم ، في ظرف سجلت فيه أسعار العسل الطبيعي التهابا حادا ، حيث بات سعر الكلغ الواحد من العسل الطبيعي ذا الجودة العالية يتجاوز2500 دينار للكلغ الواحد ، حيث اعتبر المنتجون ذلك السعر بالحد الأدنى نظرا للتكاليف الباهظة الناجمة عن متطلبات مراحل تربية النحل غير أن الظاهرة المخلة التي ما برحت من جانبها تعيق شعبة إنتاج العسل هو استغلال بعض المتطفلين لوضعية السوق التي لا تخضع لمعايير سلامة الانتاج ولا نوعيته سعيا منهم لتحقيق الأرباح باستخدام أساليب التدليس والخداع بطرح أنواع من العسل المغشوش لا يخضع لأية مواصفات بأسعار متدنية تجذب المستهلكين خصوصا من الفئات الراغبة في استخدام العسل لغرض العلاج من شتى أنواع الأمراض.
الأمر الذي بات يزعزع حسب رئيس الجمعية استقرار السوق في غياب كافة أشكال الرقابة ويلحق المزيد من الأضرار بالمنتجين الفعليين مما أضحى يتطلب تدخل جميع الجهات ذات الصلة بوضع إستراتيجية فعالة لغرض حماية المهنة بكل ما لها من أبعاد اقتصادية واجتماعية وصحية من الأخطار التي تحدق بها .
حيث أشار رئيس الجمعية في نهاية حديثه الى أن هيئته رغم محدودية إمكانياتها المادية خصوصا فإنها تعتزم تنظيم سلسلة من المعارض واللقاءات التحسيسية عبر جل بلديات الولاية لغرض التعريف بالمنتوج الحقيقي وكشف مزايا الاستخدامات الطبية والعلاجية لمادة العسل مع التحذير من مخاطر استهلاك ما هو مغشوش .
كما تطالب الجمعية من مصالح الرقابة تكثيف مجهداتها خصوصا بنقاط البيع وعلى مستوى الأسواق اليومية والأسبوعية لتطويق المدلسين وإنزال عليهم اشد العقوبات وفق الإجراءات القانونية المنصوص عليها .
من مراسلنا ابن عاشور جريدة الجمهورية 12-06-2012
http://www.facebook.com/APICOLE
ساحة النقاش