قطرة المياه هي أصل الحياة "بها قامت وبدونها تنعدم" وتعد المياه من أهم الموارد الطبيعية في العالم قيمة. فبالرغم من أن 70% من المساحة الكلية لكوكب الأرض مغطاة بالمياه، إلا أن نسبة المياه المالحة تقدر بحوالي 96% بينما تقل مساحة المياه العذبة الي 2,5%، علما بأن أغلب هذه المياه العذبة متجمدة علي قمم الجبال الثلجية. وبالتالي فإن المياه المتاحة فعليا للاستهلاك الآدمي تقدر بحوالي 1% ، وهي موجودة في صورة الجداول، والأنهار، والبحيرات والمياه الجوفية. ومع تزايد التغيرات البيئية والديموغرافية والتحديات التي تواجهها جميع بلدان العالم، أصبحت مشكلة عدم توافر المياه العذبة والحفاظ عليها وترشيدها، من المشكلات الأساسية التي تواجه الدول النامية والدول المتقدمة على حد سواء.
وبالفعل فإن العديد من الدول والمجتمعات تعاني حاليا من نقص في المياه أكثر من أي وقت مضي مما لا يبشر بالخير بل يزيد من الموقف سوء، حتى أن تقرير "Global Patterns" الصادر من حكومة الولايات المتحدة في عام 2000 يتوقع أنه بحلول عام 2015 سيعيش نصف سكان العالم تقريباً-أكثر من ثلاثة بلايين نسمة- في دول تواجه " نقص المياه"، كما تؤكد تقديرات هيئة الأمم المتحدة التي عرضتها خلال اجتماعهاThe" 2008 World Water Week" في أسبوع المياه العالمي في أغسطس عام 2008 والذي عقد في ستوكهولم ، أن 20% من سكان العالم يواجه في الوقت الراهن عجزاً في المياه، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة بحلول عام 2025 لتصل إلي 30% ، وسيكون أكثر الناس تأثراً هم سكان الدول النامية في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يرجع الفضل الي دعوة السناتور الراحل "بول سيمون" ، أول من ساهم في التنبية الي سرعة اتخاذ اجراءات دولية فورية، لضرورة العمل على زيادة انتاجية المياه، وبالتالي تخفيف تأثير نقص المياه على السكان الأشد تعرضاً لهذا العجز. ومن هذا المنطلق، ركز "قانون بول سيمون: المياه للفقراء"، الذي تم التوقيع عليه في 1 ديسمبر 2005، علي ضرورة أن تتبع برامج المعونة الأمريكية الخارجية للدول النامية سياسة محددة هدفها دعم هذه الدول في الحصول علي المياه العذبة والصرف الصحي.
ساحة النقاش