أعلنت نحو 142 دولة تأييدها إطلاق المفاوضات لإنجاز اتفاقية تحظر وتزيل الأسلحة النووية في العالم، كما أكدت عزمها على المشاركة في المؤتمرات واللقاءات الإقليمية التمهيدية المقرر انعقادها هذا العام 2012 تمهيدا للتوصل إلى هذه الاتفاقية العالمية التي طالما تطلعت إليها البشرية، وهي ما اكتسبت تأييداً شعبياً واسعاُ أظهرته استطلاعات الرأي العام في كل أنحاء العالم، وأكده إعلان محافظي 3600 مدينة في العالم.
وقد أخذت الحملة العالمية لإزالة الأسلحة النووية ICANW التي تضم منظمات المجتمع المدني في كثير من أنحاء العالم في تكثيف نشاطها لحث حكومات العالم على الإسراع في اتخاذ الخطوات على هذا الطريق من أجل التوصل إلى اتفاقية عالمية على غرار اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد عام 1997 واتفاقية حظر القنابل العنقودية عام 2008، تعمل على حظر الأسلحة النووية وإزالتها, هذه الأسلحة التي تهدد وفي كل لحظة البنية التحتية للحياة على وجه الأرض، علماً أن النفقات السنوية على هذه الأسلحة في العالم تزيد عن 100 مليار دولار وهذه النفقات إذا ما تم توجيهها لمعالجة الفقر والجهل والمرض المتفشي في العالم, حققت تقدماً مذهلا في حاضر ومستقبل البشرية جمعاء.
بدأ حلم إزالة الأسلحة النووية يراود العقلاء في العالم منذ عقود طويلة بدأت خطوتها الأولى بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ذلك في عام 1946 بعد أن خبر العالم آثار استخدامها الكارثية والمأساوية في هيروشيما وناجازاكي.
يبدو الطريق معبداً بالتحديات، وأولها موقف العملاقين النوويين وفي جعبتيهما نحو 95% من الأسلحة النووية في العالم.
إن سعي الإنسان، في كل مكان، إلى تحقيق عالم بلا أسلحة نووية يستحق أن نبذل لأجله كل ما نستطيع، فالإنجازات العظيمة تبدأ دائما بخطوات صغيرة.
د. غسان شحرور، منسق اليرموك للإعلام الخاص, [email protected]
ساحة النقاش