- قصيدة: " صيحة الحرية" – شعر د. أحمد محمود
*****
(1)
أنا من ترشيحا 
من آخر موقع قاوم في الماضي 
من ساحل عكا 
من قلعة أحمد باشا الجزار 
من أعلى قمة بجبال الأحرار 
في جبل الشيخ المجروح
من قنن جبال الجليل العظمى
من هامات جبل الشيخ المسفوح 
من معاقل الروح.
(2) 
أنا طير الزعرور 
الآتي من عتمات المنفى 
أحمل أغنية في جرحي 
ونشيداً يدفق ريحانا
من غدران شراييني 
أنغامي أعزفها في كل الغابات 
وعلى جدران الساحات 
في كل الباحات 
وعلى أشجار الطرقات 
والمدن العربية
المغطاة بدماء الجراحات 
المغمورة بالعتمة 
وظلامات الديجور الهمجية 
أعزف ألحاني 
وقباب الأقصى المأسورة تعرفني 
وتقابلني سراً فوق الغيمات.
(3) 
أقدمت إليكم
وعلى كفي نبتت سنبلة فلسطينية
وعلى كتفي تتلالى
نجوم الثريا "الجليلية" 
وعلى أجنحتي عاصفة من قلعة عكا 
أحمل قنبلة خبأها جدي 
أطلقها "أحمد باشا الجزار" 
هبت من أعلى هامات القمم الجبلية، 
أحمل في جفني 
وعلى شفتي صيحات نارية، 
أحمل باقة ورد جورية 
روتها أنهار الدم 
وسواقي الياقوت 
في الضفة الغربية 
وفي غزة الثورة.
(4)
أنا نسر الأفاق المأسورة 
أقدمت إليكم كي أطلق صرخة 
ألأقصى ... الأقصى ... الأقصى 
ينزف من عينيه 
ويناديكم 
أقدمت إليكم 
لأناديكم وأعانقكم 
أنتم أطيار الحرية 
وأنا الصيحة الشعرية.
(55) 
هذي كفي خفقة نور تمتد إليكم 
لتصافحكم 
وهذه قيثاراتي تناجيكم 
بقصائد أقصانا المسجون 
الغارق في دمه الدافق 
وحدائقه المرفوعة فوق المشانق
في عصر الذرة الأفاك المنافق 
الأقصى فوق الأعواد ينازع
والوطن العربي منقسم يتصارع
ما من منجد أو مدافع!! 
ما من مقارع!!!
ما من مقارع!!!
ما من منازل يصارع!!!
ما من رائد عن الأقصى يدافع!!!
(6)
أين راياتكم الغراء العظيمة؟!!!؟ 
أين صيحاتكم المدوية؟
أين المدافع والبنادق؟! 
أين البيارق؟
أين الجند والأشاوس والفيالق؟! 
أين الجيوش والانتصارات والمشارق؟!!! 
كلها غدت يحكمها كاذب مارق
كلها غدت في قبضة سارق.
في جعبة دجال وأفاق مراهق.
*****
مع تحيات د. أحمد محمود