رابطة شعراء البادية

منبر الشعراء و الأدباء والمثقفين من المحيط إلى الخليج

قصيدة " هل أعاقبهُ على طيشهِ ...! " كاملة
*****
هل بطيشهِ كانَ يعاقبني ...!
حينما أصابني بصعقةٍ في قلبِ القصيدْ 
فأُصيبتْ أصابعي بعمى الألوانْ
أم أعاقبهُ على طيشهِ ...!
أكيدُ له كيداً ، أُجردهُ من ألقابهِ كلِّها مؤقتاً 
ربما يُصابُ بسكتةٍ عاطفيةٍ فأنساهْ
لا هو كانَ أندلسي أنا ، و لا أنا كنتُ مولاهْ 
سأنساهْ ... كحمامةِ جارتي العجوزْ 
لا هي أطعمَتْها و لا هي تركْتها
مع إلفِِها يستكشفانِ غابةً فوضويةَ البياضِ 
يتفكهانْ ...
يحترفانِ الحبَّ فيها على مهلهِِما
و في كاملِ وعيهِِما يتقدانِ 
 ثم يحترقانِ من الوريدِ إلى الوريدْ
كمنجتانِ مُشاكستانِ أنا و أنتْ 
تتلاسنانِ بلهجتينِ مختلفتينِ
واحدةٌ واقعيةُ التخييلِ نهونديةُ الإيقاعْ
لكنها كأي طائرٍ ماكرٍ تغيرُ لونَ ريشِها
تحلبُ النبيذَ من الغيومِ المُمكنةْ
 شوفينيةٌ إلى حد التفاهةِ 
لا أولَ لآخرها و لا آخرَ لأولها 
شبقيةُ المجازِ ، أنثويةُ المزاجِ
صارمةُ الشكيمةِ 
لكنها تحبُّ النميمةَ
على لسانِ قوسِ قزحْ
تقولُ أينما وليتَ وجهكَ فتمةَ أنا
 أنا شهرزادُك المزمنةْ
و الثانيةُ لا عيبَ فيها 
 كأنها ولدتْ نفسَها كما تريدْ 
نظيفةُ المفرداتِ 
كثيفةٌ كعاطفةِ السنونو 
تطوعُ الحسَّ فيسمو عنِ الإشباعْ
و مما فاضَ من فضتِها 
يتوجُ شقائقَ النعمانِ بالندى 
قالتْ كنْ أنتَ بصمةَ اللّٰهِ
 و أنتَ تُحصي أنفاسَ فراشةٍ فما فوقها 
و ما دونكَ رجعٌ للصدى 
كن واقعياً كالراقصاتْ
و هن يتموجنَ كالسجعِ في الرباعياتْ 
يُهيجنَ رائحةَ البنِّ في قصيدتي 
فيستحيي المجازُ من نكهتِها 
دعِ الإستعارةَ قالتْ للمحبطينَ
إكتفِ بالإشارةِ دونَ العبارةِ
و جاهدْ لكي تشاهدْ
و كن مثالياً كسلطةِ النبيذِ على مخيلتي
حين تتركني خفيفاً كغيمةٍ على جبلٍ
فأحسدُ الصوفي على حصافتهِ
 و أغبطهُ على حدسهِ 
حينما قالَ ، رأيتُ اللّٰهَ رأيتُني أنا 
 فلولا أنهُ ضمني لانفرطتْ زرقةُ المدى .
*****
أحمد بوحويطا أبو فيروز 
% المغرب %

المصدر: قصيدة " هل أعاقبهُ على طيشهِ ...! " كاملة.للشاعر/ أحمد بوحويطا أبو فيروز % المغرب %
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2017 بواسطة annoman123

عدد زيارات الموقع

41,721