جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( اغتراب )
*******
تحُزُّ شِفارُ البعدِ قلبَ المهاجرِ
ويسفحُ دمعَ الرُّوحِ رجْعُ الخواطرِ
إلى غربةٍ مدَّت فِراشَ هَراسِها
لقلبٍ تردَّى في غموضِ المصائِرِ
إليكِ يهيمُ الشِّوقُ أرضَ طفولتي
فيقضي منَ التِّحنانِ قلبُ المسافرِ
أقومُ بجوفِ الليلِ أمسحُ دمعتي
وقد أغرقَ التَّهتانُ غَورَ محاجِرِي
أُسامرُ نجماً كنتُ أرقُبُ نَوءَهُ
لعلِّي أرى شرقاً يواسي نواظري
لِأوصيكِ يا شمسَ الدِّيارِ لتُرسلي
بيادرَ أشواقٍ على خَفقِ طائرِ
أذوبُ حنيناً حينَ أَذكرُ ضَيعَتي
وأَسكبُ حبِّي في دموعِ محابرِ
وجاشَت بيَ الذِّكرى أنوءُ بثقلها
فوزَّعتُها ما بينَ ماضٍ وحاضرِ
ويجهشُ نوحُ الدَّارِ عندَ فراقِها
وتخدعُنا الدُّنيا بِبعضِ المظاهِرِ
فَمن لهفِ عيني ودَّعَت ثمَّ أدمعَت
وسالت عقيقاً من هسيسِ سرائري
وماتت بنا الأحلامُ من هَذَيانِها
وصارت نفوسٌ أُرهِقَت كَمقابرِ
أُواسي الَّذي تاهَت بهِ كَفُّ غُربةٍ
فمَن تَرَكَ الأوطانَ أكبرُ خاسرِ
اُقِلُّكَ يا قلبي شراعَ تشوُّقي
لأمضي إلى الأحبابِ رغمَ المخاطِرِ
وتحمِلُني ريحٌ تشَبَّعتُ عَرفَها
ففاضَت بها روحي وطيَّبتُ ظاهري
أنامُ على أوجاعِ روحي لعلَّني
أعودُ إلى داري بقُدرةِ قادرِ
فلملمتُ من صوت الأذانِ سكينَتي
وصلَّت على أركانِ روحي مشاعري.
********
بقلم أبي الحسن محب.
المصدر: اغتراب ..للشاعر/ أبي الحسن محب ..رابطة شعراء البادية