جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( أنا وصديقي والحجر )
____________
ويسألني صديقي
كيفَ تمازجت...
رحلةُ الفلاح
ومواسمُ الحصاد ... والراعي
بحبيباتِ المطر... في موسمٍ واحد ...!!!
قال ذلكَ وانزوى...
كانزواء عذراءَ أضناها الخجل ...
تناثرت كلماتُه
في شاطئِ عشقٍ مرتحل ...
تناوبت بذاكرتي الجرداءَ
شتى القوافي
عشق الفيافي
وألحان الأغاني
القديمة والحديثة...
تناوشتني سكاكين الفِكر ...
أُتراهُ أصابني في مقتلٍ!!!
أم تراني اتجاوز سحق الحفر !!!
صرخت بداخلي أغنية ...
ربما لا تشبه صهيل الأغنيات ...
أما سمعتَ بأنَ لشاعر ماليس لغيره
من ضروب البشر ...
المحرمات وكلّ أنواع الصور
ارتسمت على ثغري ابتسامة ...
ابتسامةُ فارس
خارجٍ من زعيق معركةٍ
كاد ينتصر ...
لاحَ في الأفقِ البعيدِ
والغسق المغامر
لاحت ياصديقي آياتُ النصر
وتسألني ...
كيف تمازجت
رحلةُ الفلاح ... والراعي
وحفيفُ أوراق الشجر
وعاشق مسكين ... بحبيباتِ المطر
في موسمٍ واحد
إنها ياصديقي
رحلةُ شاعر تاه
في بحور الشعر والنثر ...
يهوىَ الحبَّ والنساءَ والأطفال
وكل أشكال الغجر ...
باختصار ... كل آهات الحياة
يسافر عبر المسافات
كأسراب طيور مهاجرة
كغمز أنثى ساحرة
يركبُ الموج العتيق
والرياح العاشقات
وشتى أنواع السِحر
يغازلُ ... يجاملُ
كلّ الإناث ...
فما تعودَ لخاطرٍ أن ينكسر
أنسيتَ صديقي
رحلةَ امرؤ القيس ...
ومجنون ليلى العامرية
وبثينة...
وحسناء ابن زيدون
كتبوا بلا أدنى اتفاق
عاشوا بافتراق ... واحتراق
وتمازجت لديهم كل المعاني والصور
وتسألني كيف تمازجت
رحلةُ الفلاح والراعي ... ونبحُ كلاب
وحفيفُ أوراق الشجر
بحبيباتِ المطر ...
مشيئةُ الله هي ... كما شاء القدر
عائلةٌ واحدة في لوحتي
لو غاب إحداها لأنطفئ القمر
لاندثرت ملايين الِعبر
فكيف لمواسم الحصاد أن تأتي
لولا إن جاء المطر
وكيف للراعي أن يغزو المراعي
وكيف تكتسي الأغصان بأوراق خضر
وكيف للعاشق أن يحيي ليالي السهر
كلّ هذا ماكانَ ... ولن يكون
إلا في حضرةِ آلهةِ المطر
أوَ تعجبُ إن اجتمعوا
في ليلة شقراء
كاجتماع المحتفين بليل السمر
وتسألني ...
إنه ياصديقي تمازجُ الموت والحياة
النارُ وجليد أمواج البحر
الغرقُ ... وكلّ أشكال النجاة
تمازجُ الإنسان ياصديقي
بالترابِ والعطر ...
أنسيتَ بأنه في لحظةٍ
يتساوى الإنسانُ والحجر
فهل أظني بعدَ هذا
خرجتُ اليومَ من أتونِ معركتي
خاسرا أم منتصر
وترى من منا من الآخر يعتذر ...
--------------
وليد.ع.العايش
24/2/20177م
المصدر: ( أنا وصديقي والحجر ).بقلم: الشاعر/ وليد.ع.العايش