حصيلة سجالي(ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
ينتابني قلق قد زاد أتـعابي
 لم أدْرِ مصدره إذ حلّ بالباب
أشكو الى الله من همّ ومن قلق
 ذا الأمر حيّرني بل هدّ أعصابي
كم شاعرٍ بالقريض الحلو مبتهجٍ
 لكنّ قافيتي مكشوفة النّاب
أرجعته لمخاض الشعر فانطلقت
 مني القوافي كشلاّل وميزاب
أدركت بعد انطلاق الشعر أنْ خطأ
 ما كنت أحسبه من بعض أسباب
ما حيلتي وانا أُجْتاحُ من ضجر
 قد بات يعصرني عصرا بإسهاب
حاولت أنسى فشدّ الهمّ قبضته
 حول المشاعر مدعوما بأسراب
ما كنت أرضخ للأحزان قاطبة
 مادمت أعرفها واعتدْتُ أوصابي
لكنّني قد وقفت اليوم منحنيا
 في حيرة باحثا في الحال عمّا بي
ساءلتني في حوار النفس منفعلا
 والوهم حاصرني بل شدّ تلبابي
لكنّني وخلال البحث صادفني
 كم مصحفا نضدت في رفّ دولابي
أسرعت في لهفة المفطوم أفتحها
 وانسقت أتلو بترتيل كطلّاب
فانشقّ عنّي جميع الغمّ منقشعا
 سبحان خالقنا يا ربّ أربابي
أدركت حينئذ أسباب نكستنا
 يا ويح أمـّتـنا من فقد أَلْباب
لمّا هجرنا كتاب الله منقذنا
 جاءت مآس عظام فوق أعتاب
تلقى القلوب بذكر الله طمأنةً
 والله أكّدها شرحًا بإطناب
أوصيكمُ بعد نفسي خير توصية
 لاتغفلوا عن كتاب الله أصحابي
إنّا بمنعرج حفّت جوانبه
 شوكا ومهلكة من دون أطباب
ضاقت بنا الحال يا أبناء أمّتنا
 والحلّ في الذّكْرِ لا في عشق ألعاب
أعداؤنا كثروا مثل الجراد أتوْا
 و النّاس في وطني بستان أعناب
ما يفعل الحقل إنْ سرب الجراد أتى؟ 
 يا ويح غفلة أهل الحقل والغاب
هل ينفع اللهو والأخطار محدقة
 هيّا انهضوا وخذوا بخير أسباب
الحضري محمودي 2017 /2/19