بالمولد النبويّ قلبي يخفق
والشِّعْر من أوصافه يتعبّق
تأوي بي الذكرى لمكّة وقْتَها
والجاهليّة كالمقاصل تُطْبِقُ
والنّور أضحى فاضحا لعيوبها
بل ناقضا للغزْل مهما يُرتَقُ
نور غدا في الشّام ليلةَ حمْلهِ
هل ثَمَّ نور مثل ذلك يَـأْلَـقُ؟
إنْ كان منذ الحمل نورا ساطعا
فالخير بعد الحمل حتْما يُـغْـدِق
أولى البشائر أنّ مكّة حُرّرتْ
طير الابابيل لجيش تزهق
ثاني البشائر أنّ زمزم فُجّرتْ
من بعد طمس ماؤها يتدفّق
والجد ينحر والوليمة بشّرت
هل كان يدري ماالوليدُ سيُرْزَق؟
سل في بني سعد تجِدْ أخباره
عند الرضاعة خيره كمْ يدفـق
عن شقّ صدرٍ قد غدا متحدّثا
لمّا أوى للأمّ وهي المُشْفق
إذ كيف لا واليُـتْم يحجب والدا
واحرّ قلبًا بالتَّـيَـتُّم يخنق
سلْ عنه اغناما رعاها حافيا
عن أنبياء قبله قد حقّقوا
سلْ راهبا يدعى بحيرا هل رأى
غيما يظلّله وشمسٌ تحرق
سل عن تجارته بمال خديجة
وهو الأمين الصّالح المترفّق
سل مالها عن حبّها لمحمّدٍ
حتّى زواج لم يكن سيُصَدّق
سلْ صادق الرّؤْيا أتتْ وضّاحة
كالفجر للظّـلمات دوما يفْلق
واسألْ حراءَ الغارَ لحظة وحْيِهِ
جبريل يَحْضنُ والضّلوع تطقطق
سل فعل أمر بالقراءة فاتحا
وحْـيًا غزيرا بالبلاغة يُرفَقُ
اقْرأْ وربِّ البيتِ إنّك مرسل
والوحي قرآنا فصيحا ينطق
سل عن خديجة دثّرت أم زمّلت
أم خفّفت عن قلبه مايحدقُ
سل عن ضعاف الحال لمّا آمنوا
كم عُـذِّبوا والبعضُ منهم مُزِّقُوا
زِدْ سلْ بلالا عن مشقّة صخرة
هل كان يدري ماالمؤذّنُ يُطلِقُ
الحضري محمودي 2016 /12/10(يتبع)