شعار أعرف عدوك الذي أطلق بعد هزيمة يونيو 67 كان الهدف منه الوصول إلى انتصار 73 والذي لم يكن ليتم بدون معرفة جادة وعملية وعلمية بالعدو الذي نقاتل.. بدون معرفة عدوك لن تستطيع مواجهته وكيف تواجه من لا تعرف..
ونحن اليوم وقد تشابكت الأمور وتزايدت التهديدات وتعددت لواءات الشر التي ترفع لحرب هذه الأمة بحاجة لتفعيل هذا الشعار مرة أخرى.. بل نحن في أمس الحاجة الأن لمعرفة أعداء هذه الأمة بأكثر مما كان يوم هزمت جيوشنا في 67
يومها كان العدو واحد ومصدره واحد ومعروف.. وكانت الأمة المصرية على قلب رجل واحد تعرف هذا العدو وتعد له العدة التي أثمرت يوم السادس من أكتوبر 73..
اليوم صرنا نجهل من هو العدو ومن الصديق.. وصار البعض يختزل العدو في فصيل أو اثنين ويهمل عشرات الفصائل الأخرى.. والبعض لا يعتبر هناك أعداء للأمة أصلاً غير حكامها على طريقة خوارج العصر..
لهذا أردت أن أسطر مقالاً أحاول فيه ذكر مجمل لعساكر الشر التي تمكر بأهل الإسلام في وقتنا الحاضر وكما صنف علمائنا الأوائل في الفرق والأديان والملل كي يعرفها المسلمون ويحذرونها ويعرفون كيف يواجهونها بعلم.. فاليوم نحن بحاجة لمن يدون لنا اليوم ويظهر للأمة أعداء اليوم وهم تحديث (بلغة العصر)
لما كان قبل من عقائد وملل تمت إعادة صياغتها مع بعض الإضافات التي تواكب خطط الشيطان في وقتنا الحاضر..
سيكون هذا المقال بحول الله وقوته محاولة من العبد الضعيف لتوجيه حراب
الأمة المشتتة فكرياً وعقائدياً ومنهجياً إلى أكباد عساكر الأعداء..
***
أولاً : الشر الخارجي
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا...)
***
لم يختزل القرآن الكريم أعداء الأمة الخارجيين في اليهود فقط.. ولما كانت فرق الضلال كثيرة ومتغيرة بتغير الزمان والمكان جاء الإجمال في قوله (والذين أشركوا..) وليست محصورة في مشركي مكة فقط فاللفظ عام.. كما أن زيادة العداء ونقصانه لا تعبر عن قوة هذا العدو وضعفه.. فقد يكن لك الشخص العداء الشديد ولكنه
من الضعف بمكان بحيث أنه يظهر لك الحب والمودة وهو ألد الخصام وقد يلجأ إلى من هو أقل عداوة لك لكنه يملك القوة ويتحالف معه عليك..
لكن لمجرد أنه وصف بالعداء الشديد لك لا يعني أنه مسيطر على الكون وأن معسكرات الشر كلها بيديه يوجهها نحوك كيفما شاء.. هذا يعجل بالهزيمة النفسية لأبناء هذه الأمة..
اليهود :
يمكننا تقسيمهم إلى يهود أصليين ويهود تقليد.. فهناك اليهود المنحدرين من سلالة بني إسرائيل وهم قلة نظراً لأن اليهود ليس لديهم تبشير بدينهم..
وهؤلاء عدائهم للأمة لا يحتاج لكثير نظر.. فهم أحفاد قتلة الأنبياء والرسل..
وهناك يهود الخزر.. مصيبة هذا الزمان وهم قوم من قبائل الخزر دخلوا في اليهودية بعد عدة قرون من ميلاد المسيح وهم لا يدينون باليهودية حقيقة
بل هم يكرهون اليهود الأصليين.. والبعض ينسبهم لعبادة لوسيفر ومنهم أل روتشيلد وكبار الصهاينة خارج وداخل دولة إسرائيل ( الأشكناز) هؤلاء ركبوا على أكتاف بعض اليهود التقليديين وساقوهم إلى أرض الميعاد بزعمهم في القدس الشريف..
الذين أشركوا :
ونحن بصدد هؤلاء الذين يتآمرون على أمة الإسلام ..
وهم بإجمال: الشرق (الفرس مدعي التشيع) وأطماعهم في المنطقة وعدائهم التاريخي الشديد للعرب ولأهل الإسلام عامة.. والغرب المعروفون قديماً بلقب الروم.. وهم أصحاب القوة والمنعة حالياً في الأرض.. والغالب عليهم دين النصارى وهم فرق داخل النصرانية.. وأعراق مختلفة ومتباغضة كذلك..
فهناك الدول الفرانكفونية والأنجلوساسكونية..
وبالنسبة للاختلاف الطائفي..
فمنهم الكاثوليك بزعامة بابا الفاتيكان ولهم أطماعهم في استرداد القدس
منذ الحروب الصليبية.. كما أن لهم خطة في تنصير العالم حتى الفرق النصرانية المخالفة لهم فهم يكفرون بعضهم البعض..
البروتستانت.. المتمردون على روما..
وفيهم الصهاينة المسيحيون حلفاء اسرائيل وحلمهم في الوصول لنهاية العالم بجمع اليهود مع المسلمين في معركة هرماجدون من أجل عودة المخلص وفناء العالم بدماره ورفع المؤمنين إلى الجنة.. ولا تعليق على عقول هؤلاء المتسامحون الذين يحملون للعالم كل هذا الود والبناء والتقدم !!
الأرثوذكس..
ليسوا سواء.. فيهم المسالمون لأهل الإسلام وفيهم من له أطماع صهيونية
خاصة به ( أطماع استعمارية ).. وبعضهم يتبع أجندات كنائس أخرى ويسحب إلى آتون الصراع ووراءه أتباع لا ناقة لهم ولا جمل..
فمنهم أصحاب مجازر البوسنة والهرسك وكوسوفا على سبيل المثال..
ومنهم جيران لنا في نفس الأوطان وشركاء في البناء.. وهؤلاء نخرجهم من قائمة الاعداء طبعاً ونحن مأمورون ببرهم والقسط إليهم ما داموا مسالمين لنا..
ولا يحاربوننا في ديننا..
البعض قد يتساءل : وأين دور الماسونية؟..
أقول أن الماسونية أشبه ما يكون بالملعب الكبير.. بداخله تلعب فرق قديمة وحديثة من أعداء الإسلام.. وتتصارع وتتحالف ويعلوا بعضها على بعض أحياناً.. فستجد فيها نفس التيارات التي ذكرناها لك أنفاً.. ولا تشغل بالك بالمهولين الذين يدفعونك للهزيمة النفسية بتصوير الماسونية على أنها عدو
خارق لا يقاوم..
***
ثانياً اعداء الداخل ..
أعداء فكريين..
ومنهم من هو واجهة مستغلة من أعداء الخارج مثل التنويريين العالمانيين
وفيهم رجال دين منتسبون للأزهر الشريف وهو منهم برئ طبعاً..
وهم يمهدون إما لسلخ المسلمين من دينهم او لتنصيرهم بطريق غير مباشر خدمة للبابا في روما أو لغيره.. وكل الطرق تمهد لروما.. وتمهد في النهاية بلاد الإسلام لاستقبال العدو الغازي وهو يردد: قد عدنا يا صلاح الدين..
الإسلاميين الحركيين والحزبيين..
وهؤلاء بتطرفهم وانحرافهم عن أصول السنة يقدمون الدعم للفريق التنويري كل يعبث بالثوابت وينسفها بحجة وجود التطرف والتشدد وبالتالي يعطي المتطرف الذريعة للتكفير بحجة هدم ثوابت الدين .. فهم يؤدون دوراً تكاملياً وكلا الفريقين ألعوبة في يد عدو الخارج..
الخلاصة :
كل ما سبق من ذكر لعساكر الشر هو ذكر للأعراض الناتجة عن داء أصيل ألا وهو الانحراف عن نهج الأنبياء والرسل وعلى رأسهم خاتمهم صلى الله عليه وسلم .. في الاعتقاد والعمل والدعوة والأمر والنهي..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
عمرو مصطفى
15 مارس 2017
ساحة النقاش