الحلقة الأولي (1)
تطور مجال تكنولوجبا التعليم (التقنيات التعليمية)
تعود مجال تكنولوجيا التربية إلى عصور القدماء، فمثلا، بازدهار الحياة في أثينا ، اخذ السفسطائيون في اليونان على عاتقهم تطوير التعليم، واخذوا يدرسون ما يدعى فن الحياة، وكانوا على علم بالمشكلات ذات العلاقة بالإدراك ، والدافعية، والفروق الفردية، وأن لكل نوع معين من الأهداف طريقة معينة تستخدم لتحقيقه. وكذلك، فقد حللوا طرائق التدريس ، وصاغوا الفرضيات الناتجة عن التحليل، كما يفعل الباحثون اليوم. وهكذا، فيدو أن السفسطائيون أسلاف التقنيات التربوية الحديثة لكونهم معلمين مختصين، ولتحليلهم النظامي للمحتوى، ولتنظيمهم المواد التعليمية، ولاعتقادهم أن التكنولوجيا "Technology" تتضمن النظريات، والممارسات، أو التطبيقات. يمكن أن يكون هذا الربط صحيحا من الناحية التاريخية، إلا أنه غير مناسب من الناحية الإجرائية.
وضع كومنيوس (1590-1670)(Cominous) تصورا لنظام تعليمي يتعلم فيه المتعلمون بأسلوب الاستقراء ثم التوصل إلى تعميمات عن طريق التعامل مع الأجسام الحقيقية وبالممارسة. وألف عدة كتب للأطفال أشتمل بعضها على رسوم توضيحية لاستخدامها في التعليم.
ونادى "هربرت" بالرجوج إلى طرائق التدريس التي وضعها السفسطائيون. وبذلك أصبح التعليم نظامياً إلى درجة كبيرة، وأصبح التركيز على العناصر المعرفية في العملية التعليمية.
أما "تورندايك" فقد كانت أعماله مثالا لما يمكن أن يتم بالوسائل الاستقرائية- التجريبية، إذ فام بعدة أبحاث عن التعليم في المدارس، وحاول إيجاد حلول للمشكلات التي اعتقد التربويون أنها مهمة في عصره.
وكانت مساهمة "جون ديوي" في تقنيات التعليم، هي فهمه للتعليم في ضوء الطريقة العلمية، كما شكك بعدم كفاية الكلمة في نقل المعرفة، إذ قد يسيء المتعلم فهم الكلمة، ودعا إلى التعلم عن طريق العمل، وبذلك يكون ديوي قد وضع حجر الأساس لتطور مجال الوسائل البصرية.
فيما يلي مراحل تطور تكنولوجيا التعليم، والتي بدأت في العشرينات من القرن العشرين بحركة التعليم البصري.
حركة التعليم البصري
التعليم البصري، هو مجموعة الكفايات البصرية التي يستطيع الإنسان تطويرها من خلال الرؤية، واستخدام خبرات حسية أخرى في الوقت نفسه، ويعد تطوير هذه الكفايات شيئا أساسيا للتعليم البشري الطبيعي، إذ أنها تمكن الفرد المتعلم بصريا من تمييز وتفسير الحركات المرئية، والأشياء، والرموز الطبيعية والمصنعة عندما تواجهه في بيئته، وعند استخدام هذه الكفايات بطرق إبداعية، يستطيع الفرد الاتصال مع الأفراد الآخرين، والتمتع بالاتصالات البشرية.
لقد أدى توافر الأدوات والأجهزة التي طورت بعد الثورة الصناعية إلى فهم دور العلوم الطبيعية في استخدام التقنيات في التعليم. ففي العقود الأولى من القرن العشرين تشكلت مجموعة صغيرة من التربويين في الولايات المتحدة، وأطلقت مصطلح "التعليم البصري" على الأجهزة المستخدمة في التعليم آنذاك.
وهذا تأكيد على استعمال المواد البصرية (غير اللفظية) في التعليم كرد فعل على هيمنة المواد اللفظية كالكتب، ومحاضرات المعلم.
وبهذا تكون هذه الحركة قد وزعت الأدوار بين الوسائل التعليمية: فالدور اللفظي للكتب وال
المصدر: م/تامر الملاح
نشرت فى 25 فبراير 2011
بواسطة amis
الأصدقاء
نحن نتقدم بهذا العمل خالصا إلى وجه الله سألين الله أن يجعله فى ميزان حسناتنا يوم القيامه
م/تامر الملاح
م/محمد الجوهرى
م/تامر الملاح
م/محمد الجوهرى
ساحة النقاش