أحمد عيران
21 ساعة ·المعادلة : الحلقة : 178
- صفات عباد الرحمن المميزة:
(وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُم الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(633)وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا(64)وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا(65)إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا(66)وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا(67)وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)يُضَاعَف لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُد فِيهِ مُهَانًا(69)إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(70)وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا(72)وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا(73)وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا(74)أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا(75)خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)الفرقان
إن لعباد الله صفات خاصة مميزة عن الناس ذلك بأنهم تربوا في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هداهم الله لطاعته وطاعة رسوله . وألهمهم التخلق بالأخلاق التي يحبها تعالى : متواضعون متسامحون متعاطفون , عابدون آيبون يطلبون من الله عز وجل ما يرضيه تعالى وينفقون مما آتاهم من رزق من فضله .
يبحثون في كتاب الله عن الأوامر والأحكام ليتقنوا تنفيذها ويطلبون من العزيز القدير ما يسعدهم في أهليهم من أزواج وذرية.
فقارن صفاتك وأعمالك بمضمون الآيات الشريفة الآنفة لتعرف مكانتك من عباد الرحمن وهذب نفسك وسلوكك لتصبح منهم وتنال جزاءَ الجنة . فهكذا يتصف من أراد أن يكون من العباد الذين يرضى عنهم الرحمن فلا استكبار ولا تكبر بل عبادة وتقرب لله تعالى ودعاء وحمد وشكر واعتدال في الإنفاق بدون إسراف أو تقتير وإخلاص لله في العبادة والعمل ولا اعتداء أو قتل إلا بالحق ولا زنا , ولا يشهد زورا , بعيد عن اللغو في القول والسمع , عباد يتدبرون آيات الله بقصد فهمها وتطبيق نصوصها , دعاة تقاة , يبغون رضاء الله وثوابه أولاً وأخيراً .
فالمؤمن إذا ذكرت صفات اللّه تعالى من رحمة وإحسان وجب عليه أن يعلِّم نفسه كيف تتخلق بتلك الصفات الكريمة، لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "تخلقوا بأخلاق اللّه فهو سبحانه كريم عفو غفور، عادل لا يظلم الناس شيئاً، فالإنسان مكلف بأن يتخلق بهذه الأخلاق، فإذا ما قرأ في صلاته الآيات التي تشتمل على صفات الإله الكريمة وعقل معناها، وكرّرها في اليوم والليلة مرات كثيرة. فإن نفسه تتأثر بها لا محالة ومتى تأثرت نفسه بجميل الصفات حبب إليه الاتصاف بها، ولذلك أحسن الأثر في تهذيب النفوس والأخلاق .
وقد ساق بن عساكر شيئا حسنا من كلامه في مواعظه البليغة فمن ذلك قوله : والله لكفى به ذنبا أن الله يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها , زاهدكم راغب وعالمك جاهل ومجتهدكم مقصر . وقال أيضا أخ لك كلما لقيك ذكّرك بنصيبك من الله وأخبرك بعيب فيك أحب إليك وخير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا وقال أيضا لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السر ولا تكن عدو إبليس والنفس والشهوات في العلانية وصديقهم في السر ولا تكن ذا وجهين وذا لسانين فتظهر للناس أنك تخشى الله ليحمدوك وقلبك فاجر .
ساحة النقاش