موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

* قد آن لك يا أوزاعي أن تقول كلمة الحق * ـــــــــــــــ
لما دخل عبد الله بن عليّ العباسي دمشق قتل في ساعة واحدة ستة وثلاثين ألفًا من المسلمين، وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي الكبير !! ثم جلس للناس، وقال للوزراء: هل يعارضني أحد؟ قالوا: لا، إن كان فالأوزاعي.
قال: تعالوا به. فذهب الجنود للأوزاعي، فما تحرك من مكانه، قالوا: يريدك عبد الله بن علي. قال: حسبنا الله ونعم الوكيل. انتظروني قليلاً، فذهب، واغتسل، ولبس أكفانه، وتجهز للموت، ثم قال في نفسه: قد آن لك يا أوزاعي أن تقول كلمة الحق، لا تخشى في الله لومة لائم.
قال الأوزاعي وهو يصف القصة: فدخلت فإذا أساطين من الجنود، قد جُعلوا على صفّين، وقد سَلّوا سيوفهم، فدخلت من تحت السيوف، حتى إذا بلغت إلى عبد الله بن علي العباس، وقد جلس على سريره، وبيده خيزران، وقد انعقد على جبينه عقدة من الغضب. قال: فلما رأيته، كان أمامي كأنه ذبابة. قال: فما تذكرت أحدًا؛ لا أهلاً، ولا مالاً، ولا ولدًا، إنما تذكرت عرش الرحمن، إذا برز للناس يوم الحساب!
قال: فرفع بصره وقد ظهر عليه الغضب، ثم قال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية التي أرقناها؟ قال الأوزاعي: حدثنا فلان عن فلان.. عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث؛ الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه، المفارق للجماعة))[4]، فإن كان مَن قتلتهم مِن هؤلاء، فقد أصبت، وإن لم يكونوا منهم، فدماؤهم في عنقك.
قال الأوزاعي: فنكث بالخيزران، ورفعت عمامتي أنتظر السيف !! ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها حتى لا يصيبها الدم. قال: وما رأيك في الأموال؟ قال الأوزاعي: إن كانت حلالاً فحساب وإن كانت حراماً فعقاب. قال: خذ هذه البدرة - كيس ملوء ذهبًا - قال الأوزاعي: لا أريد المال. قال: فغمزني أحد الوزراء، يعني خذها. فأخذ الأوزاعي الكيس، ووزعه على الجنود، حتى لم يبق فيه شيء، ثم رمى به وخرج.
فلما خرج قال: " حسبنا الله ونعم الوكيل " قلناها يوم دخلنا، وقلناها يوم خرجنا!!

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 165 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2015 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,637,499