موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

التعليم الذاتي

التعلم الذاتي


        هو من أهم أساليب التعلم التي تتيح توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مما يسهم في تطوير الإنسان سلوكياً ومعرفياً ووجدانياً ، وتزويده بسلاح هام يمكنه من استيعاب معطيات العصر القادم، وهو نمط من أنماط التعلم الذي نعلم فيه التلميذ كيف يتعلم ما يريد هو بنفسه أن يتعلمه  .

       إن امتلاك وإتقان مهارات التعلم الذاتي تمكن الفرد من التعلم في كل الأوقات وطوال العمر خارج المدرسة وداخلها وهو ما يعرف بالتربية المستمرة .

  تعريف التعلم الذاتي :

       هو النشاط التعلمي الذي يقوم به المتعلم مدفوعاً برغبته الذاتية بهدف تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته بما يحقق تنمية شخصيته وتكاملها ، والتفاعل الناجح مع مجتمعه عن طريق الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته في عملية التعليم والتعلم وفيه نعلم المتعلم كيف يتعلم ومن أين يحصل على مصادر التعلم  .

   أهمية التعلم الذاتي :

(1)   إن التعلم الذاتي كان وما يزال يلقى اهتماما كبيراً من علماء النفس والتربية ، باعتباره أسلوب التعلم الأفضل ، لأنه يحقق لكل متعلم تعلما يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم ويعتمد على دافعيته للتعلم  .

(2)        يأخذ المتعلم دورا إيجابيا ونشيطاً في التعلم .

(3)   يمّكن التعلم الذاتي المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة  .

(4)         إعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم  .

(5)        تدريب التلاميذ على حل المشكلات ، وإيجاد بيئة خصبة للإبداع   .

(6)   إن العالم يشهد انفجارا معرفيا  متطورا باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم وطرائقها مما يحتم وجود استراتيجية تمكن المتعلم من إتقان مهارات التعلم الذاتي ليستمر التعلم معه خارج المدرسة وحتى مدى الحياة .

أهداف التعلم الذاتي :

(1)        اكتساب مهارات وعادات التعلم المستمر لمواصلة تعلمه الذاتي بنفسه .

(2)        يتحمل الفرد مسؤولية تعليم نفسه بنفسه .

(3)        المساهمة في عملية التجديد الذاتي للمجتمع .

(4)        بناء مجتمع دائم التعلم .

(5)        تحقيق التربية المستمرة مدى الحياة .

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعلم الذاتي :

 

     مجال المقارنة

التعليم التقليدي

التعلم الذاتي

1- المتعلم

متلق سلبي

محور فعال في التعلم

2-  المعلم

ملّقن

يشجع الابتكار والإبداع

3- الطرائق

واحدة لكل المتعلمين

متنوعة تناسب الفرق الفردية

4- الوسائل

سمعية بصرية لكل المتعلمين

متعددة ومتنوعة

5- الهدف

وسيلة لعمليات ومتطلبات

التفاعل مع العصر والهيئة

6- التقويم

يقوم به المعلم

يقوم به المتعلّم

 

مهارات التعلم الذاتي :

لابد من تزويد المتعلم بالمهارات الضرورية للتعلم الذاتي أي تعليمه كيف يتعلم . ومن هذه المهارات :

1)             مهارات المشاركة بالرأي .

2)            مهارة التقويم الذاتي .

3)            التقدير للتعاون .

4)            الاستفادة من التسهيلات المتوفرة في البيئة المحلية .

5)            الاستعداد للتعلم .

وعلى المعلم الاهتمام بتربية تلاميذه على التعلم الذاتي من خلال :

!      تشجيع المتعلمين على إثارة الأسئلة المفتوحة .

!      تشجيع التفكير الناقد وإصدار الأحكام .

!      تنمية مهارات القراءة والتدريب على التفكير فيما يقرأ واستخلاص   المعاني ثم تنظيمها وترجمتها إلى      مادة مكتوبة .

!      ربط التعلم بالحياة وجعل المواقف الحياتية هي السياق الذي يتم فيه التعلم .

!  إيجاد الجو المشجع على التوجيه الذاتي والاستقصاء ، وتوفير المصادر والفرص لممارسة الاستقصاء الذاتي

!      تشجيع المتعلم على كسب الثقة بالذات وبالقدرات على التعلم .

!      طرح مشكلات حياتية واقعية للنقاش .

أنماط التعلم الذاتي :

       أنماط التعلم الذاتي متعددة أبرزها ما يأتي : أنظر الشكل ( 1-3) .

1- التعلم الذاتي المبرمج :

       يتم بدون مساعدة من المعلم ويقوم المتعلم بنفسه باكتساب قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحددها البرنامج الذي بين يديه من خلال وسائط وتقنيات التعلم ( مواد تعليمية مطبوعة أو مبرمجة على الحاسوب أو على أشرطة صوتية أو مرئية في موضوع معين أو مادة أو جزء من مادة ) ، وتتيح هذه البرامج الفرص أمام كل متعلم لأن يسير في دراسته وفقاً لسرعته الذاتية مع توافر تغذية راجعة مستمرة وتقديم التعزيز المناسب لزيادة الدافعية ، و ظهرت أكثر من طريقة لبرمجة المواد الدراسية :-

       أ - البرمجة الخطية :

       وتقوم على تحليل المادة الدراسية إلى أجزاء تسمى كل منها إطارا وتتوالى في خط مستقيم وتقدم الأسئلة بحيث يفكر المتعلم ويكتب إجابته ثم ينتقل إلى الإطار التالي حيث يجد الإجابة الصحيحة ثم يتابع وهكذا ...

    ب - البرمجة التفريعية :

       وهنا الإطارات تتصل بإطارات فرعية تضم أكثر من فكرة ، ويكون السؤال من نمط الاختيار من متعدد ، والمتعلم يختار الإجابة فإذا كانت صحيحة يأخذ الإطار التالي في التتابع الرئيسي ، وإذا كانت الإجابة غير صحيحة يأخذ الإطار الذي يفسر له الخطأ من بين الإطارات الفرعية ثم يوجه لإطار عمل محاولات أخرى لاختيار الإجابة الصحيحة وبعد المرور على الإطار العلاجي يعود إلى الإطار الرئيسي ويتابع .

       مآخذ على هذه الطريقة :

1-             السيطرة اللفظية على المادة التعليمية .

2-             إلغاء تفاعل الفرد مع الجماعة .

3-             تقديم خبرة واحدة وعدم التجديد والابتكار لدى المتعلمين .

2- التعلم الذاتي بالحاسب الآلي :

       يعد الحاسوب مثالياً للتعلم الذاتي ، يراعي الفروق الفردية والسرعة الذاتية للمتعلم وتوجد برامج كثيرة متخصصة لإرشاد المتعلم والإجابة عن أسئلته في ميدان اختصاصه وبرامج الألعاب ( معلومات ومهارات عديدة ) بمستويات مختلفة عندما يتقن المستوى الأول ينتقل للمستوى الثاني .

      النقد الموجه لهذه الطريقة :

1-             ارتفاع تكلفة الأجهزة والبرامج .

2-             إغفال الجانب الإنساني .

3-             التفاعل بين المتعلم والجهاز .

3- التعلم الذاتي بالحقائب والرزم التعليمية :

الحقيبة التعليمية برنامج محكم التنظيم ؛ يقترح مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية التي تساعد في تحقيق أهداف محددة ، معتمدة على مبادئ التعلم الذاتي الذي يمكّن المتعلم من التفاعل مع المادة حسب قدرته باتباع مسار معين في التعلم ، ويحتوي هذا البرنامج على مواد تعليمية منظمة ومترابطة مطبوعة أو مصورة ، وتحتوي الحقيبة على عدد من العناصر .

4- برامج الوحدات المصغرة :

       تتكون هذه البرامج من وحدات محددة ومنظمة بشكل متتابع ، يترك فيها للمتعلم حرية التقدم والتعلم وفق سرعته الذاتية ، ولتحقيق هذا الهدف تم تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة لكل وحدة أهدافها السلوكية المحددة ، ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة للتعلم يتم اجتياز اختبارات متعددة ، وبعد إنجاز تعلم الوحدة يجتاز اختبارا تقويميا لتحديد مدى الاستعداد للانتقال إلى الوحدة التالية وإذا كان الاختبار غير فعالا ، فإنه يعيد تعلم الوحدة مرة أخرى إلى أن يتقنها .

5 -  برامج التربية الموجهة للفرد :

       تقسم مناهج كل مادة في هذه البرامج إلى مستويات أربعة ( أ - ب - ج - د ) وينتقل المتعلم من مستوى إلى آخر بعد إتقان المستوى السابق لكل مادة على حدة وفق سرعته الذاتية وبالأسلوب الذي يرغب به ويلائم خصائصه وإمكاناته ، ويشترك المعلم والمتعلم في تحديد الأهداف والأنشطة والتقويم .

6- أسلوب التعلم للإتقان :

       ويتم هذا التعلم وفق ثلاث مراحل أساسية هي :

1-    مرحلة الإعداد : وتتضمن تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة وذات أهداف سلوكية وإعداد دليل للدراسة مع أكثر من نموذج للاختبارات النهائية ، وإجراء التقويم التشخيصي والاختبارات القبلية لتحديد مستوى كل طالب ونقطة البداية في عملية التعلم

2-    مرحلة التعلم الفعلي : وتتضمن هذه المرحلة دراسة المادة العلمية لكل وحدة واستيعابها ، ولا يتم الانتقال من وحدة إلى أخرى إلا بعد إتقان الوحدة السابقة .

3-    مرحلة التحقق من إتقان التعلم : تهدف إلى التأكد من تحقيق كل الأهداف المحددة لكل وحدة دراسية أو للمقرر وبدرجة من الإتقان ، وتتضمن إجراء التقويم الختامي لكل وحدة دراسية ، ويتم تصحيح الاختبار فوريا ويعلم المتعلم بنتائج الأداء ، وإذا اجتاز الاختبار بنجاح ينتقل للوحدة التالية حتى ينتهي من دراسة كل وحدات المقرر وتتضمن هذه المرحلة استخدام التعلم العلاجي حيث يقدم للمتعلم الذي أخفق في الاختبار النهائي للوحدة إما بإعادة دراسة الوحدة مرة أخرى أو بتزويد المتعلم بمعلومات بديلة كمشاهدة أفلام تعليمية أو محاضرات معينة كما يتضمن تقويما ختاميا لجميع وحدات المقرر وإعطاء المتعلمين نتائجهم ؛ فإذا وصل المتعلم إلى المستوى المطلوب ينجح في المقرر. أما إذا لم يحصل على المستوى المطلوب  فإنه يكلّف مرة أخرى بإعادة المقرر أو يكلف بأنشطة علاجية .

7- مراكز التعلم الصفي :

هي بيئة خاصة بالمتعلم مزودة بأدوات متعددة وأنشطة تعليمية يمكن أن تقام هذه المراكز في غرفة الصف أو خارج الصف ويفضَّل أن يكون مركز التعلم مغلقا جزئيا عن طريق وضع فواصل بين كل مقعد كي لا يرى الواحد منهم الآخر ، وتستخدم هذه المراكز لتقديم معلومات جديدة بشكل فردي أو إجراء تمرينات لتعزيز تعلم سابق ويمكن استخدامها كمركز علاج لمساعدة المتعلمين الذين يحتاجون لتقوية في بعض المجالات ومن أمثلة هذه المراكز ما يأتي :

1)            ركن التعلم .

وهي زاوية في حجرة الصف تضم مجموعة متنوعة من النشاطات والمواد يقوم بها التلاميذ بشكل فردي لخدمة أهداف تعليمية محددة ويتصف بالآتي :

    ×      النشاطات فيه متدرجة في مستويات الصعوبة.

 × يضم مجموعة من الخيارات ويحتوي على كتب دراسية ومجلات لمختلف مستويات القراءة ، ألعاب تربوية ، أشرطة فيديو وكاسيت وغيرها.

    ×      فيه طريقة للتوثيق لما أنجز من نشاطات .

    ×      يحتوي على إرشادات حول كيفية تنفيذ النشاط و وسيلة للتقويم.

    ×      ليس من الضرورة أن يتواجد المعلم في هذا الركن.

2)            مركز الاهتمامات .

ويهدف هذا المركز إلى اكتشاف اهتمامات التلاميذ وتنميتها مثل :

    ¨      صور عن البيئة.

    ¨      مشكلات بحاجة لحل .

    ¨      خطوات عمل لتجارب علمية .

 

3)            مجموعة التعلم الذاتي .

هي مجموعة تتألف من خمسة إلى ثمانية طلاب يتعاونون معا ليعلموا بعضهم بعضا بدون مساعدة المعلم ، يعطي الفريق مشكلة أو مهمة أو قضية يتداولون الأمر بينهم . ولكل فريق مقرر يسجل المداولات ، ثم في نهاية التداول يعرض مقرر الفريق ما توصلوا إليه .

     دور المعلم في التعلم الذاتي :

                                                يبتعد دور المعلم في ظل استراتيجية التعلم الذاتي عن دوره التقليدي في نقل المعرفة وتلقين الطلبة ، ويأخذ دور الموجه والمرشد والناصح لتلاميذه ويظهر دور المعلم في التعلم الذاتي كما يلي :

1-    التعرف على  قدرات المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم من خلال الملاحظة المباشرة والاختبارات التقويمية البنائية والختامية والتشخيصية  ، وتقديم العون للمتعلم في تطوير قدراته وتنمية ميوله واتجاهاته .

2-    إعداد المواد التعليمية اللازمة مثل الرزم التعليمية ، مصادر التعلم ، وتوظيف التقنيات الحديثة كالتلفاز ، الأفلام ، الحاسوب في التعلم الذاتي .

3-    توجيه الطلبة لاختيار أهداف تتناسب مع نقطة البدء التي حددها الاختبار التشخيصي .

4-    تدريب الطلبة على المهارات المكتبية وتشمل : مهارة الوصول إلى المعلومات والمعارف ومصادر التعلم ومهارة الاستخدام العلمي للمصادر ، ومهارة استخدام المعينات التربوية المتوافرة في مكتبة المدرسة أو خارجها .

5-    وضع الخطط العلاجية التي تمكن الطالب من سد الثغرات واستكمال الخبرات اللازمة له .

6-    القيام بدور المستشار المتعاون مع المتعلمين في كل مراحل التعلم في التخطيط والتنفيذ والتقويم .

 

استراتيجيات التقويم وأدواته


عزيزي المعلم تعد عملية التقويم عملية منهجية تتطلب جمع البيانات الصادقة والموضوعية عن تعلم الطلبة باستخدام أدوات تقويم متعددة، للحصول على قيمة رقمية تساعد المعلم على إصدار حكم ما، وهذا يؤثر بشكل أو بآخر على تعلم الطلبة ومستوى أدائهم وتلك هي فلسفة التقويم التقليدي الرامية الى إبراز الفروق الفردية وخلق جو من التنافسية للحصول على مركز متقدم للطالب بين أقرانه وليثبت تميزه دون الأخذ بعين الإعتبار مستوى ما يملكه الطالب من مهارات أدائية او سلوكات إيجابية تنظر بعين مهتمة الى أهمية تعاون المجموعة لخير يعم المجتمع الذي يعيش فيه الطلبة، وهكذا تكون عملية التقويم غاية ومع الثورة التكنولوجية في التعليم أصبحت عملية التقويم جزء مهم من عملية التعلم لتصبح أدواته وسيلة لتنمية الشخصية المتكاملة للمتعلم وما يمتلكه من مهارات ليزامن كل ذلك مع فهم عميق للمادة الدراسية مما يحقق قدرة عالية على التعامل مع مستجدات العصر ومع بيئته وإثرائها.
وفي هذا السياق ولفهم عملية التقويم القائم على أساس حديث يتماشى مع الإقتصاد المعرفي أضع بين يديك دليل استراتيجيات التقويم وأدواته (الإطار النظري) الذي أعده الفريق الوطني للتقويم 2004 وللإطلاع على الدليل أنظر الرابط الآتي:

http://www.4shared.com/document/1ItUNt60/__online.html

التحميلات المرفقة

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1306 مشاهدة
نشرت فى 27 نوفمبر 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,681,276