بعد نهاية الإجازة و عودة الطيور المهاجرة واستعداد الجميع لبدء عام دراسي فإن ثمة وقفات ثمانية:
الوقفة الأولى:
اعلم أنه قد سجل في صحائف أعمالك نتائج المسؤولية الملقاة على عاتقك من خلال الحديث: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأب راع ومسؤول عن رعيته)).
فسألك الله عن الطريقة والكيفية والأموال التي قضى بها أبناءك الإجازة التي سجلت لك أو عليك.
الوقفة الثانية:
يستعد الناس للعام الدراسي الجديد استعداداً مادياً بشراء الكراريس والأقلام والملابس، لكن ينسى الناس الاستعداد المعنوي والنفسي للمدرسة المتمثل في غرس الأهداف في نفوس الأبناء فضلاً عن وضوحها عند الآباء فالابن يقضي في المدرسة في اليوم 5 ساعات وفي الأسبوع 25 ساعة وفي الشهر 100 ساعة وفي العام وهي الأشهر الدراسية العشرة من (9- 6) يقضي 100 ساعة، ولكي يتخرج من الثانوية يكون قد قضى 14 ألف ساعة دراسية خالصة، فهل وضحت له الهدف من هذه الدراسة، واحتساب الأجر عند الله، والرغبة في النهوض ببلدك وأمتك ودينك إلى الأحسن، فتكون طبيباً أو مهندساً أو معلماً أو غيره لأجل خدمة دينك وأمتك وبلدك لا لخدمة ذاتك ورغباتك الخاصة؟
إن الأهداف غير واضحة، بل الشاب يضع هدفه وفق رغبته وشهوته هذا إذا وجد الهدف الذي هو الشهادة للوظيفة للسيارة والمنصب والجاه والزواج، ثم لا شيء، فإنها يجب أن تكون واضحة عند الآباء مكتوبة ومرسومة معلنة يذكر الأبناء فيها على الدوام وهذا الفرق بين المجتمع المنتج الحي الذي يربي أبناءه على الوضوح وبين المجتمع المستهلك الميت الذي لا هدف ولا وضوح عنده فيتحول مع الزمن من مجتمع عطاء ونماء إلى مجتمع بقاء إلى مجتمع فناء من العالم الثالث.
الوقفة الثالثة:
يرتب الآباء هذه الأيام نوم أبنائهم مبكراً؛ استعداداً للمدرسة قد ضبط الساعة على السادسة؛ استعداداً لبدء يوم جديد وهذا خطأ.
فإن الله - تعالى- جعل مواقيت الصلاة هي موعد بداية ونهاية فقال: ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)
فالبداية لصلاة الفجر في وقتها، ثم ذكر الله، ثم طلب العون منه والسداد بنشاط واجتهاد، ثم بختم اليوم بصلاة العشاء وتترك بعدها فسحة لمن كانت له حاجة يقضيها من صلة أو ذكر أو زيارة.
وتأخير الصلاة عن وقتها عمداً فيه خطر كبير ومأخوذة من الله - تعالى-، لذا يجب أن يعود الأبناء على القيام لصلاة الفجر وبعدها ذكر الله ثم الإفطار ثم إلى المدرسة بنشاط واجتهاد، ثم النوم مبكراً بعد العشاء.
الوقفة الرابعة:
مع بداية العام الدراسي الجديد فإنه يجب على أولياء الأمور أن يغرسوا في نفوس أبنائهم معنى الإيثار بدل الأنانية والتسابق على المقاعد وحفظ اللسان بدل الاستهزاء بالآخرين والتعليق على المعلمين والتسامح بدل حب الذات والتعاون مع الزملاء فهم إخوة وأهل بلد واحد وملة واحدة والتأكيد على ذلك باستمرار.
الوقفة الخامسة:
ينبغي للأب أن يعلم ابنه النصح للآخرين سواء للمعلم أو زملائه الطلاب بالحسنى مع بالغ الاحترام والتقدير، فـ (( الدين النصيحة)) ويقبل الطلاب التناصح من بعضهم أكثر من غيرهم خاصة مع انتشار كثير من مواد الإفساد بأيدي أبناء هذه الجيل ووسائل التقنية الحديثة مثل التلفونات والكاميرات والبلوتوث والانترنت والمخدرات والدخان وحبوب الهلوسة والصور الفاسدة وغيرها، لذا علم ابنك أن يكون مباركاً أين ما كان، وأن يستعين على ذلك بالله أولاً، ثم بالمربين من المعلمين وزملائه الطلاب.
الوقفة السادسة:
إذا كان ابنك يقضي في العام الواحد في المدرسة 100 ساعة في مزيج من التوجهات والأفكار والأخلاق والأمزجة، فلم لا تساهم أيها الأب في دعم الأنشطة الإصلاحية التربوية التي تقيمها مدرسة ابنك سواء دور المسجد أو الإذاعة أو الأنشطة الثقافية التي تساهم في العملية التربوية داخل هذا المجتمع الكبير الذي يعيش فيه ابنك في اليوم 5 ساعات وفي الأسبوع 25 ساعة وفي الشهر 100 وفي العام 1000 وذلك من خلال. دعم المدرسة مالياً ومعنوياً وفكرياً وضخها بالكتب والأشرطة النافعة فما كان قديماً عندك فعند غيرك جديد.
الوقفة السابعة:
لم لا تجعل ابنك أو ابنتك داعية إلى الخير يصب في ميزان حسناتك، فلم تدفعه لأن ينشر الخير بين زملائه ويعرفهم على الأعمال الخيرية بل والتسويق للكتب والأشرطة والمجلات والقنوات الإسلامية النافعة فلا عيب في ذلك فإن أهل الباطل يسوقون باطلهم دون حياء فلم نستح من تسويق الحق الذي نحمل.
الوقفة الثامنة:
إن البحث عن المدرسة التي تتسم بطابع المحافظة ويغلب على طابع معلميها التربية مع التعليم توفر عليك جهاداً كبيراً في التربية وتثبيت ما أسسته من أخلاق حميدة ومعان رفيعة في نفس أبناءك.
وختاماً:
لا شك أن التربية هي الأهم في المدرسة فممكن أن يتحصل الطالب على المعلومات من أماكن عدة وبطرق مختلفة وجامعات مفتوحة لكنه لن يتحصل على القيم والتربية إلا بالخلطة والتربية لذا سميت وزارة التربية والتعليم حرصا على تربية الأبناء وتعليمهم.
ساحة النقاش