الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: -
أختي المعلمة الكريمة:
إن عملك عظيم إذا أحسنت القيام فيه وعليه وتستطيعين من خلاله أن تنالي الحمد في الدنيا والأجر في الآخرة إذا اصطحبت الإخلاص فيه وتركت أثرا طيبا لدى طالباتك من خلال الكلام كتوجيه والسلوك كقدوة..وفي هذه الرسالة المتواضعة أضع بين يديك بعض المقترحات التي تسهم في وجود ذلك الأثر الطيب وتجعل منك صاحبة رسالة سامية وهدف نبيل قبل أن تكوني رقما إضافيا في جدول موظفات المدرسة:
وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك.
أختي المعلمة: -
علمي من تحت يدك أن هذا الدين هو دين الله! ولن يقبل من أحد صرفا ولا عدلا يوم القيامة إلا هذا الدين فقط، وأن هذا الدين يقوم على ركائز وقواعد من أهمها على الإطلاق بعد الشهادتين (الصلاة)، وضحي لهن أهمية الصلاة وأركانها وشروطها و الالتزام بها.
أيضا سائر العبادات مثل الصوم، وأهمية تدريب الصغيرات عليه، والكبيرات بالالتزام به، دربيهن على حفظ وتلاوة القرآن، لتستقيم به الصلوات، فهو حبل الله المتين وبه النجاة والنجاح والفلاح.
عوديهن على البذل والعطاء، وذلك بإيضاح أهمية الزكاة والصدقة في حياة المسلمة. أيضا شوقي طالباتك للحج، صفي لهن المشاعر والأماكن المقدسة، ازرعي في نفوسهن الرغبة في الحج والعمرة بأسلوبك الشائق الجميل في وصف تلك الأماكن الطاهرة، واجعلي دأبك في شرحك للمواد الدينية وضع (المشوقات) على المادة التي تشرحينها.
أختي المعلمة: هذا ديننا لا بد أن نملأ به أوقاتنا، ونغرسه في أعماق قلوب أبنائنا عن طريق العرض الجميل، والقصة الشائقة، ونحرص أن نكون قدوة لهم في التطبيق الدقيق لتعاليم الدين لننال أجر العمل والاقتداء.
اللباس الشرعي والحجاب:
كوني أختي المعلمة قدوة في مظهرك وملبسك ووضحي للطالبات اللباس الشرعي الساتر الذي دلنا عليه القران، وبينته لنا السنة، وأهمها الحجاب، فاجعليه شيئا مهما في حياة الطالبة، فالناعقون بدأوا يطلون برؤوسييم من جحورهم الموحلة، داعين إلى نزع الحجاب لدفع الفتاة في حمأة الرذيلة وإبعادها عن سياج الصون والعفاف ونحن مع ثقتنا بأن الله ناصر دينه وسيعلى كلمته، لابد لنا من العمل على وقاية المجتمع من الانحراف! والوقاية خير من العلاج.
أختي المعلمة:
أوضحي لطالباتك الدجل والهراء والكذب والدعاوى التي يريد أعداء المرأة المسلمة الترويج لها بإلقاء الحجاب وإخراج المرأة من طهرها وعفافها بإخراجها من بيتها. والله - سبحانه وتعالى- يقول: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) سورة الأحزاب، فكم من امرأة في هذا العالم ذاقت مرارة الألم بعدما ألقت بالحجاب وانساقت مع تيار وسراب الحرية المزعوم.
وها هن نساء الغرب يصرخن مطالبات بالعودة إلى المنزل والى طريق العفاف بعد ما ذقن ويلات السفور والغرق، في وحل التجرد تقول إحدى الطالبات بعدما زارت بلدا إسلاميا وعرفت عن قرب ما تلقاه المرأة المسلمة من حماية وكرامة لها من قبل الزوج والأب والأخ وكل أفراد المجتمع تقول:
" إذا كان ما تقولون صحيحا أرضى أن أكون الزوجة الرابعة والثلاثين " وأخرى تنبهر عندما تسمع محاضرة عن حقوق المرأة في الإسلام. فتقول: "إذا كان حقا ما تقولون فخذوني إلى بلادكم ستة أشهر واقتلوني ".
فمن هذا الجانب عليك أختي المعلمة مسئولية عظيمة جذا، أوضحي لهن العفن والوحل الذي تروج له بعض المجلات الساقطة والأباطيل التي تزخرفها، أوضحي لهن الكتب النافعة، ولا بأس أن تأتي ببعض الكتب معك للفصل وتشرحي للطالبات فكرته حتى يرغبن في اقتنائه، وحثي طالباتك على القراءة والمطالعة النافعة ونظمي لهن المسابقات والبحوث في المقالة والكتابة لتتوسع مداركهن وعقولهن. العادات والتقاليد تعلمين - أيتها المعلمة - أن لكل قوم عادات وتقاليد قد توارثوها جيلا إثر جيل، ونحن - ولله الحمد - قد استمددنا عاداتنا وتقاليدنا من ديننا الحنيف، فلا إفراط فيه ولا تفريط، ولكن عصر الماديات والترف قدم إلى بلادنا مع من قدم إليها، إما للعمل أو لغيره، عادات وتقاليد بالية ورديئة نأخذ منها على سبيل المثال:
الخدم والمربيات مع الثراء والنعم التي حطت رحالها بفضل الله - سبحانه - على بلادنا استقدمت كثيرا من الأسر الخادمات، والسائقين، والمربيات، وهؤلاء حملوا معهم كثيرا من عاداتهم بقصد وبغير قصد! والشواهد على ذلك كثيرة. فكثير من النصرانيات والوثنيات من الخادمات وجدن يدربن الصغار على حين غفلة من، أهلهم على الطقوس الوثنية والنصرانية، وكثير من الويلات والمشكلات التي يحتار لها الفؤاد ويدمى لها القلب، ويندى لها الجبين، ولا يخفى على كل لب وبصيرة شيء من ذلك.
فواجبك أيتها المعلمة أن توضحي خطر هؤلاء الفئة التي تغلغلت - مع الأسف الشديد - داخل أسوار البيوت، وعرفت كل صغيرة وكبيرة فيها. وضحي للصغيرات أن الخادمة هي خادمة فقط ولا يجب أن تتقبل منها التوجيه، أو تأخذ منها الإرشادات، وكذلك خطر السائقين الذي لا يخفى على ذي لب وعقل ودين، أعياد الميلاد من العادات التي داهمت المجتمع هذه البدعة، وهي ما يسمى باحتفالات أعياد الميلاد، والتي روجت لها التمثيليات أمدا طويلاً، فصارت كأنها شيء أساسي لدى بعض الناس، وهي في الحقيقة لا قيمة لها البتة ومن ابتدع في دين الله شيئا فهو ضال مضل، وعمله مردود عليه، يقول - صلى الله عليه وسلم -: في الحديث الذي ترويه لنا أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وفي لفظ آخر: (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) (ا). وهذه الأعياد والاحتفالات بها تقليد لأعياد اليهود والنصارى.
أختي المعلمة: دورك هو تسليط الضوء على هذه العادة المحرمة التي لا قيمة لها. تقليد النساء الكافرات عادة التقليد عادة، فهي تلغي شخصية المسلمة، سواء كانت صغيره أو كبيرة، فكثيرا ما نشاهد التقليد الأعمى السمج والقبيح، فكم من جميلة صارت دميمة أو قبيحة لأنها غيرت من خلق اه لها!!
أختي المعلمة.. لا تغفلي عن هذه الناحية، فالمشاهد اليوم للتمثيليات والمتصفح للمجلات الوافدة يجدها تعج بأصناف لا حصر لها من التفاهات المنحطة تروج لها هذه الوسائل.
أوضحي لطالباتك أن هذه العادة قبيحة، وأن المسلمة ينبغي لها أن تعتز بشخصيتها واستقلالها دون الانسياق وراء التافهات من الممثلات والفنانات أو غيرهن ممن يروجن للرذيلة في المجتمعات، ولا أريد أن أحصر مظاهر التقليد فلا يخفى عليك أختي المعلمة المسلمة- مثلا- تقليد الملبس وتسريحات الشعر وخلافه، ولا تنسي- أيتها المعلمة - أن التقليد دائما يفضي إلى الإعجاب، والإعجاب يؤدي للحب ومن أحب قوما حشر معهم والنصوص في هذا كثيرة معلومة يقول الله - تعالى - (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله) " سورة المجادلة، الآية: 22 الآن فلينظر المرء من يحب ولا شك أن أحدا لا يريد أن يحشر مع كافر أو يهودي أو نصراني أو ملحد. يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - " عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -إن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة فقال: (( وماذا أعددت لها؟ " قال. لا شيء، ! لا أني أحب الله ورسوله فقال. "أنت مع من أحببت)).
فيا أختي المعلمة... أيقظي همة الطالبات ليتمسكن بدينهن بثبات وصلابة، ولا يملن مع كل ريح هبت، ويركضن ويلهثن خلف السراب الخادع، ويسقطن في بحيرة الظلام.
اللسان وما يلفظ من قول:
أيتها المعلمة، لا يخفى عليك ما يدور في كثير من مجالس النساء من أحاديث وموضوعات، وأغلب هذه الأحاديث لا فائدة فيها بل هي في الغالب عن الموضة والولائم والأعراس، ولا تخلو المجالس من الأحاديث المفيدة
يا أيتها المعلمة قد أعطاك الله قدرا من العلم، فعلمي من تحت يدك عقوبة النميمة وخطرها على المجتمع، وأنها تقضي على الحسنات، وتورث العداوات، وأن النمام عقابه شديد، ولا يدخل الجنة، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في الحديث الذي يرويه حذيفة - رضي الله عنه -: (( لا يدخل الجنة قتات، أي نمام)) (ا). كما أن الذي يمشي بالنميمة يعذب في قبره - أيضا - فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال. (( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الأخر فكان يمشي بالنميمة بين الناس ". فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا يا رسول الله! لم فعلت هذا؟ قال. "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا)) (2).
وفوق هذا وذاك ينهى الله - سبحانه وتعالى- " عن النميمة التي وصفها - جل وعلا -كالذي يأكل لحم الآدمي وهو ميت. قال - تعالى -. (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) سورة الحجرات، وهذا ينطبق بحق على الرجال والنساء على حد سواء
كذلك أوضحي لطالباتك عاقبة الكذب وان عاقبته وخيمة وعقابه شديد فالرسول - صلى الله عليه وسلم - عد الكذب خصلة من النفاق فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان))
فكم من المشكلات حدثت ونشبت بسبب الكذب كما أن الكذاب إذا استمر على كذبه صار الكذب صفة ملازمة له، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وإن البر يهدي للجنة ولا يزال الرجل! يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي للنار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))(1).
أختي الكريمة:
وفي مقابل هذا عودي طالباتك على ملء الأوقات بالأمور النافعة كالاشتغال بالدعاء وترديد الأذكار، لتعتاد الطالبة ذلك، وبالتالي تكسب الأجر والثواب، وتتجنب الوقوع في النميمة والكذب. وإن أمكن مع بداية كل درس ولمدة خمس دقائق أن تحفظي طالباتك دعاء من الأدعية المأثورة عن المصطفى، عليه أفضل الصلاة والسلام، فعند نهاية العام الدراسي ستجدين أن كل طالبة منهن لديها حصيلة من هذه الأدعية
الزواج المبكر: -
أختي المعلمة، لا يخفى على أمثالك أن الإسلام رغب في الزواج المبكر، وأن من تحت يديك من الطالبات أغلبهن في سن الزواج أو على وشك ذلك، وهن على كل حال في الطريق إليه فالإسلام قد رغب في االزواج وحث عليه وأولاه عناية خاصة، وخصوصا الزواج المبكر
فيا أيتها المعلمة: أوضحي لهن قيمة الزواج المبكر وفوائده ومحاسنه وحسناته كذلك أوضحي لهن السلبيات المترتبة عن تأخير الزواج إلى ما بعد المرحلة الجامعية وأن لا تترك الطالبة الفرصة، إذا أتاها من ترضى دينه وخلقه وأمانته ولا تنساق خلف الأماني وأحلام اليقظة التي لا تجني منها في النهاية إلى الندم!!
والشواهد كثيرة لطالبات قد تزوجن وهن طالبات وعشن حياة سعيدة هنيئة والدليل لا يحتاج إلى إيضاح، فاهمسي في أذن كل طالبة متزوجة أن عليها مسئولية بيان فوائد الزواج المبكر فهن أبلغ وأدق وأوضح من يصف هذا الموضوع.
الشروط المطلوبة توافرها في الزواج: -
لن آتي بجديد فمنذ أربعة عشر قرنا من الزمان، ومع نور الإسلام الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، ودلهم على الطريق المستقيم، أخبر محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، أمته عن كل صغيرة وكبيرة حتى في أمور الزواج، يرشدنا إلى كيفية اختيار الزوج وما هي المعايير التي يجب أن تكون لذلك؟ فقال - عليه السلام - عن أبي حاتم - رضي الله عنه -: (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله وان كان فيه قال: وان كان فيه))
فيا أختي المعلمة: اشرحي هذا الحديث بالتفصيل لطالباتك، كما أوضحي لهن ما يترتب على مخالفة أمره - صلى الله عليه وسلم -، فهو يقول: (( إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد))، لذا يجب أن تنظر الفتاة بعين العقل قبل العاطفة، فكثير من الزوجات قد فشلن بعد مدة قصيرة من الزواج فيا ترى ما هو السبب؟ !
البيت والمجتمع: -
يا أختي المعلمة: - وفقك الله - لا تغفلي في إعطائك الدروس عن البيت والمجتمع، احملي مشعل الإيضاح، وكوني شمعة تضيء للطالبات طريق الحياة الصحيح على تقوى من لله، وحسب تعاليم الإسلام المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، حتى وأنت خارج المدرسة ففي مجالات العلاقات الاجتماعية اغرسي في نفوس طالباتك حب الخير للأهل والأقارب والجيران للإخوة والأخوات. اشرحي لهن مغبة العقوق للوالدين أو القسوة عليهما، أو أحدهما، خصوصا من كان أبواها كبيرين أو أحدهما. قال - جل وعلا -: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) سورة الإسراء، الآية: 23
ما أبلغ هذه الآيات من رب الأرض والسموات تأمليها أختي المعلمة وحفظيها لطالباتك ومن تحت يدك، كذلك يقول المصطفى، - عليه الصلاة والسلام -، في الحديث الذي يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه -: (( رغم أنفه، ثم رغم أنفه قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والداه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة)). أو كما قال..
كذلك يا أيتها المعلمة الفاضلة ارشدي طالباتك المتبرجات إلى الحقوق الزوجية وكيفية التوفيق بين المدرسة والمنزل والالتزامات المعلقة في عنقها تجاه الأهل والزوج والأطفال.
وأسوق هذه القصة القصيرة للعبرة: -
تزوج رجل بامرأة بعدما ماتت زوجته، وخلفت له ولدا، فكرهت الزوجة هذا الطفل بدون سبب، وبدأ الطفل يحبو على قدميه ويديه وخرج والده يوما من المنزل وكان الطفل في غرفة " القهوة" قبل عصر - الفرن وخلافه - وكانت النار توقد - من الحطب في "الحفرة" وكان قد بقي في الحفرة بقايا من جمر يتلظى والطفل - لوحده في الغرفة، وعادة الأطفال دائما التعرف على الأشياء التي حولهم دون إدراك للأخطار، زحف لمكان الجمر وهوى بيده ليأخذ منها وفي هذه اللحظة رأته زوجة أبيه فلم تبعده عن الجمر ومسك بيده حفنة منها فأكلت اللحم و مرت السنون سراعا ومات الأب، وتقدمت الزوجة في السن، وصار الطفل شابا فبر بها أيما مبرة وتاقت نفسها للحج، فعزم على أن يحج بها، وتوكل على! الله، فجهز الراحلة وانطلق بها مع قافلة الحجيج، وفي عرض الطريق وقفت القافلة للراحة فرأت هذه المرأة من ابن زوجها موقفا عجيبا لم تتمالك نفسها فبكت وانهمرت دموعها فسألها ابن زوجها عن سبب البكاء لعله يقدم لها المساعدة فقالت وهي تتحسر ألما ولوعة وأسى الذي أبكاني وأحزنني عندما رأيتك تربط الحبل بيد وتمسك البقية بأسنانك لأن يدك الأخرى معطلة فأنا سبب ما بها لأني لم أبعدك في ذلك اليوم وأنت طفل لا لشيء إلا أنك ابن زوجي، واليوم تفعل ما تفعل ثم استغرقت في بحيرة من الدموع وهي تبكي، فقال يا خالة غفر الله لنا ولك، وهو خير الغافرين (1).
أنت والمواد الدراسية: -
أختي المعلمة: كم يا ترى من الوقت تقطعينه في إعداد المواد الدراسية المطلوبة منك إنه بلا شك وقت طويل وعلى مدار العام الدراسي. وهنا ألمح سؤالا يطل من ألأفق هل وضحت بصماتك على المادة التي تدرسينها وما هي العوامل المساعدة التي تجليبنها لإيصال المعلومة للطالبات بيسر وسهولة؟ وهل الطالبات أحببن المادة التي تدرسينها؟ فالجواب لديك! ! ومعلوم أن في هذا مشقة وعناء، فالبحث وقراءة المراجع الكثيرة تحتاج لوقت ليس بالقصير. ولكن إذا بحثت المعلمة المسلمة وغاصت بين طيات الكتب فبالتأكيد ستجد الصيد الثمين، وستعثر على ضالتها وبالتالي ستسهل مادتها على طالباتها فيحصل الاندماج بين المعلمة والطالبة، وإذا حصل الاندماج فعندها تتقبل الطالبة توجيهات المعلمة.
أنت والنشاط المدرسي:
من الأشياء المسلم بها أن الأنشطة اللامنهجية أغلبها محبب للنفس! والسبب يعود بذلك إلى كسر حاجز الروتين والابتعاد عن المقعد والكرسي لذلك يكون التقبل والاستفادة أكبر خصوصا إذا كان هناك مجهود يبذل من قبل المعلمة التي تشرف على هذا النشاط وكم من معلمه استطاعت أن تلقن طالباتها ما تريد من خلال الأنشطة. أيتما المعلمة اجعلي صبغة أنشطتك صبغة دينيه فالصدق في الوعد، واجتناب الكذب، والتواضع في الحديث، ولين الجانب، وتوافق السلوك مع القول، واجتناب الألفاظ النابية، والتسامح والعفو- إذا حصل بعض الأخطاء الصغيرة - مع النصح الصادق والإرشاد، إذا عن ما يستوجب ذلك.
ابحثي خلال النشاط عن المفيد والمفيد فقط، والذي يرسخ بالدرجة الأولى العقيدة الصحيحة، ويلقي الضؤ على محاسن الإسلام في عاداته وتقاليده، بعيدا كل البعد عن التيارات الوافدة مع الرياح القادمة من البلاد الكافرة.
وبعد أختنا المعلمة القي على نفسك هذا السؤال هل أنت ناجحة فعلا خلال ممارسة النشاط الجواب يكمن فيما تقدمينه لطالباتك! هل يجد القبول والاستحسان؟
وفي هذه العجالة لست بحاجة إلى تقديم نماذج من الأنشطة فنحن واثقون أن لديك الكثير والكثير والمفيد فلا تبخلي فالمطلوب منك كبير وكثير.
أنت وزميلاتك: -
شيء رائع وجميل هذا التلاحم، وذلك عندما يصدر من مجموعة متكاملة في ميدان واحد، وإن اختلفت التخصصات والدراسات، فبلا شك ستكون النتائج مرتفعة الأسهم. فحينما تتكاتف المعلمات في المدرسة ويكن يدا واحدة داخل المدرسة وخارجها، فيتابعن طالباتهن ويوجهنهن الوجهة الإسلامية الصحيحة. الأفكار والاقتراحات والأعمال المطلوب تنفيذها داخل أروقة المدرسة، يجب أن تلتقي على طاولة الود والمحبة والتشاور و الاقتراح وأخذ الرأي فيما يصلح وما لا يصلح بين الجميع فسوف يعود ذلك على الطالبات بالفائدة والنفع العظيم.
لذلك أختي المعلمة استشير زميلاتك وتبادلن الرأي وكن قلبا واحدا وسترين النتائج.
أنت وأمهات الطالبات:
نبع الحنان كما يسميها بعض الناس، الأم المدرسة الحقيقة، كما أثبتت الأيام على مر التاريخ
أختي المعلمة أنت أم قبل أن تكوني معلمة، كيف تريدين أن تكون ابنتك؟ ما هي المواصفات المطلوبة فيها؟! ما هي العلاقة التي تربطك بها كمعلمة وأنت كأم؟ فالذي تريدينه كأم يطلب منك كمعلمة، فعندما تأتي الأم في زيارة للمدرسة كيف تستقبل مع الإحاطة أن الأمهات عندما يقمن بزيارة للمدرسة وخصوصا في المناسبات مثل اجتماع الأمهات أو حفل تعارف مع بداية العام تكون مشاربهن متفاوتة ولسن على درجة واحدة من الفهم والإدراك، يحتجن إلى قدر كبير من الحلم والأناة في التعامل.
ولله الحمد والمنة جعل لنا في ديننا الحنيف سبلا ونظما رائعة جدا في التعامل مع الآخرين لا تحتاج إلى تعلم بقدر ما تحتاج إلى تطبيق. اجعلي الابتسامة لا تفارق محياك أبدا، قبلي الأم الكبيرة على رأسها تمتلكي قلبها، وتستحوذي على عطفها وحنانها، وإذا ملكتي قلبها فستقبل نصحك وإرشادك، وتحث ابنتها على ذلك، فالتعامل وما أدراك ما التعامل هو مفتاح القلوب، وليكن شعارك "أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
وستجدين أنك تنجحين في حياتك العملية، وباستطاعتك أن تقدمي لبنات جيلك المسلمات والأمهات تعاليم الإسلام بكل يسر وسهولة.
وإليك هذه القصة وفيها بعض الفوائد:
- شكت طالبة إلى والدتها أن معلمة الفصل قد أوقفتها بسبب عدم حل الواجبات، فأخذت الأم موجة من الغضب، وأرادت أن تؤدب هذه المعلمة التي أوقفت ابنتها ومهجة قلبها عند السبورة وأمام الطالبات، دخلت مكتب المديرة وهى غاضبة أشد الغضب، أين هي المدرسة؟
قالتها بلهجة عامية تحضيرية!! قالت المديرة من هي؟ قالت التي أوقفت بنيتي عند السبورة هذه ما تفهم ولا تعرف شيء، من اللي حطها تدرس بنات الناس؟
وراحت تمطرها بوابل من الكلمات التي لم تستطع مديرة المدرسة أن توقفها، فالتزمت جافي الصمت دخلت مدرسة لحاجة ما، ورأت وسمعت فما كان منها إلا أن سلمت على الأم سلاماً حاراً وقبلت رأسها ثم دعتها للجلوس وقدمت لها (كوبا من الشاي)
وطلبت منها أن تهدي أعصابها، وأن كل شيء سيحل بإذن الله - ولكن بالتفاهم الهادي هدأت ثورة الأم قليلا، وشكرت هذه المدرسة وقالت: الله يعافيك يا بنيتي ليت كل المدرسات مثلك قالت المعلمة ما هي الحكاية بعد ما استأذنت المديرة في ذلك، ثم أخبرتها الأم بما صار من تلك المدرسة التي أوقفت ابنتها أمام الطالبات عند السبورة فابتسمت المعلمة ابتسامة خفيفة، وقالت: الأمر سهل وبسيط، وكل ما هنالك أن ابنتك لم تحل الواجب الذي عليها وحرصا منا عليها أردنا أن نحسسها أنها كبيرة وعاقلة، ويجب أن تتحمل المسئولية، لذلك كان لزاما أن تعرف أن الطالبة إذا طلب منها عمل يجب عليها أن تؤديه لتتعود على ذلك وتعرف معنى المسئولية، فهي ستكون أماَ ومعلمة في المستقبل، وراحت هذه المعلمة تشرح لها وتحدثها بكلام لين حتى انفرجت أسارير الأم، وقالت: ليتك يا بنيتي أنت مدرسة بنيتي ثم قبلتها الأم على رأسها فقالت المعلمة: وأنا بالفعل مدرسة ابنتك فاندهشت الأم وقالت: تراها بنتك من هالحين.
وبعد يا أختي المسلمة المؤمنة المعلمة، المربية الموجهة، والأم والأخت، والبنت والزوجة والخالة والعمة، والجارة كل بحسبها، وكل لديها مسئولية عظيمة، وليس شرطا أن تكون معلمة في مدرسة ولكن في البيت معلمة، في الاجتماع في مناسبة ما معلمة، انصحي لأخواتك في كل مكان تجتمع فيه النساء.
* كوني داعية إلى الله في كل وقت، وفي كل زمان ومكان، ولا تبخلي بالنصح إن كان ذلك في استطاعتك، فالصحابيات كن يقلن الحق ولا يخشين إلا الله، فهذه (المجادلة) تقف لعمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين - وتقول له يا عمير فيقف لها وتناصحه في الأمة حتى قال أحد الصحابة الذين كانوا مع عمر رضي الله عنه قد أثقلت على أمير المؤمنين، فيقول لهم ألم تعرفونها إنها التي سمع الله كلامها من فوق سبع سماوات، فحري بعمر أن يسمع كلامها، إنها خولة بنت ثعلبة، هكذا كانت الصحابيات والتاريخ مليء بالعبر والأعاجيب من مواقف المؤمنات الصادقات
و بعد هذه الرسالة الأولى: -، وسوف تتبعها رسائل أخرى - بإذن الله - للأم والأخت والزوجة. فإن كان هناك صواب وتوفيق في هذه الرسالة فمن الله - سبحانه - وإن كان هناك خطأ وتقصير فمني ومن الشيطان.
ونسأله - سبحانه - أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يهدينا إلى سبل السلام، وأن يقي أمة الإسلام ونساؤهم شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن. وأن يقمع أهل الأهواء والبدع بجعلهم عبرة لمن يعتبر. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ساحة النقاش