لقد منعها حياؤها عن اللمسة ؟
لحمد لله الذي جعل الحياء من الإيمان والصلاة والسلام على خير من علم الأخلاق للأنام، لقد منع الحياء الفتاة الصغيرة ( نصيحة) أن تسلم علىّ بعد أن ناديتها،
وهي فتاة تصغر عن سبع سنوات إلا أن تربيتها الإسلامية جعلتها كبيرة بأخلاقها، هي فتاة من جمهورية موريشيوس التي تقع في المحيط الهندي تجاور جزر القمر، ومدغشقر ورينيو وسيشل وجميع هذه الجزر عجيبة حيث إنها خلابة الجمال والمنظر، لذا سميت رحلتي إليها، رحلة " سبحان الله والحمد لله".
لقد زرت موريشيوس في الشهر الماضي لمدة أسبوع، وكل ما فيها يجعلك تقول سبحان الله، السماء، النجوم، المحيط، التربة، الزراعة الطبيعة الخلابة من شلالات وسيول وثمار كلها جميلة وكأنها جنة في الأرض، سبحان الله العظيم، والأعجب ضعف حال سكانها الذي يجعلني أقول الحمد لله على النعم والخير الذي أعطانا إياه الله جل جلاله، رسالة لكل أسرة أنعم الله عليها بالخير من الإيمان والعقيدة السليمة والحالة المستورة، سكانها حوالي 1.200.000 نسمة منهم 200.000 مسلم ما يعادل 18% من التعداد السكاني وحالهم ضعيف من الناحية المادية وبيوتهم صغيرة ولكنهم متمسكون بالدين الإسلامي وما زالوا يتعلمون القرآن بنظام الكتاتيب وقد شاهدت ذلك، فالحمد لله على النعم والحمد لله الذي جمعني معهم هناك حتى أشارك في تنشيط الجو التربوي الإسلامي بين شباب المسلمين، وإن كانوا يتحدثون اللغة الفرنسية القديمة ثم الإنجليزية ثم قليلاً من العربية.
والأعجب أن أخلاقهم محمدية والحمد لله، الحجاب موجود والنساء على الخير والبر وحسن التعامل ولكن العولمة أصابتهم ونخرت عقول بعض أبنائهم فهم في حاجة إلى عون إخوانهم من المسلمين من شتى المجالات أولها المدارس ثم المستشفيات وأبشركم أن هناك حوالي 200 مسجد صغير وكبير ولكن الدعاة بحاجة إلى علوم وفقه الدعوة الحديثة في شكلها الأصيل في فروعها وقيمها، والأعجب أن مجلة ولدي وصلت هناك وهم يعتمدون – بعد الله – على المجلة في تأصيل الكثير من وسائلهم وقيمهم التربوية والحمد لله الغرب والشرق يتنافس في إفساد تلك البلد بدعوى السياحة فهل من مؤمن يرفع لواء لا إله إلا الله ليحيي سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم؟ علينا نصرة إخواننا في موريشيوس حتى تبقى سبحان الله والحمد لله هناك بالتعاون مع إخواننا المسلمين فيها أظن أننا جميعاً مستعدون للسياحة هناك لتنشيط برامج المسلمين بتقديم الدعم المادي لبناء المدارس الإسلامية وتوفير العلاج المشرّف وكذلك كفالة الأسر المتعففة حتى نحقق التآخي بين المسلمين. كل أب مسؤول عن توصيل رسالة " حب المسلمين" لأبنائه حتى تبقى آية الله ( إنما المؤمنون إخوة) حية بين أجيال المسلمين إلى يوم الدين .. فالمطلوب:
1- أن نربي أبناءنا على الحياء مثل الطفلة ( نصيحة).
2- أن نحيي حب الخير والدعم والمشاركة من خلال أبنائنا.
3- إن كانت هناك حاجة للسياحة في الطبيعة الربانية الجميلة فموريشيوس من الأماكن ذات الأولوية.
4- الصدقة الجارية حياة الأذكياء ليكن لكل من أبنائنا سهم في ذلك.
5- علينا أن نعلم أبناءنا الدعاء لإخوانهم المسلمين في كل مكان لاسيما الأقصى الجريح “المحرر" بإذن الله تعالى
مجلة ولدي العدد (43) يونيو 2002 ـ ص: 6
د. محمد الثويني
التاريخ: 2008-01-01
ساحة النقاش