أسلوب الإغراء
*العناصر:
1- مفهوم الإغراء.
2-أركان الإغراء.
3- صور الإغراء.
4- وجوب حذف عامل النصب(الفعل) وجوازه.
5- إعراب أسلوب الإغراء في أنماطه المختلفة.
*مفهوم الإغراء : الإغراء هو حثُّ المخاطب على أمر محمود ليفعله أو ليلزمه، كأن نحثه أو نحضه على الحرص على الصلاة لوقتها فنقول له : الصلاةَ (بالنصب) على وقتها ، والمعنى : الزم الصلاة على وقتها حتى تحصل الثواب الكبير من الله .
*أركان الإغراء:
للإغراء أركان ثلاثة: المغرِي(بكسر الراء وبعدها ياء) وهو المتكلم أو المخاطِب(بكسر الباء)،والمغرَى(بفتح الراء وبعدها ألف القصر)،وهو الشخص الذي نخاطبه مغرين إياه(المخاطَب بفتح الخاء)،والمغرى به،وهوالأمر المحمود الذي نحض أو نحث المخاطب على فعله.نحو:
(القرآن) فنحن هنا نغرِي المخاطب على فعل أمر محمود ليقوم به،ويحرص عليه، ويلزمه، فالقرآن مغرى به، والمتكلم هو المغرِي، ومن أمامه ممن ينصحه ويغريه بقراءته والتزام تلاوته هو المغرى به.
وكذا يقال في نحو:
التعاونَ على البر والتقوى
فالمغرى به هو خلق التعاون على البر والتقوى والتزام فعلهما والعمل بهما ليسعد الإنسان بإتيانهما،ومن ينصح بذلك هو المغري، مَنْ فَعَلَهما من قبلُ وتذوَّقَ عاقبة الاتصاف بهما؛ ومن ثم فهو يغري غيره من المخاطبين بأن يسلكوا مسلكه ليسعدوا سعادته،والمخاطب المنتصح هو المغرَى.
ونحو: التضحية في سبيل الله ،أو: الإخلاص في العمل ،أو: الصدق في القول،وغيرها من صفات طيبة هي محل إغراء الناس ولفت نظرهم إلى نتائجها وعواقبها الطيبة الملموسة ممن سبقهم في الالتزام بها والعيش في ظلالها وثمراتها. .
* صور الإغراء :
يأتي الإغراء على ثلاث صور قياسية :
(1) صورة الإفراد :
وهي أن يذكر المغرَى به مفردا غير مكرر ، وعندئذ يحذف فعله جوازا بمعنى أنه قد يذكر أو يحذف ويقدر .
مثال : الإخلاص في العمل .
الإخلاص : مفعول به منصوب على الإغراء لفعل محذوف جوازا تقديره : الزم الإخلاص،و قد يذكر الفعل، فنقول : الزم الإخلاص .
(2) صورة التكرار :
أن يذكر المغرَى به مكررا ، وعندئذ نعرب اللفظ الثاني توكيدا لفظيا منصوبا مثل الأول ، ويحذف الفعل وجوبا مع هذه الصورة؛ لأن التكرار قام مقام الفعل المحذوف، والقاعدة أنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه .
مثال : البر البر بالوالدين .
البر(الأولى) : مفعول به منصوب على الإغراء لفعل محذوف وجوبا، تقديره : الزم .
البر(الثانية) : توكيد لفظي منصوب .
بالوالدين : جار ومجرور متعلق بالفعل المحذوف وجوبا .
(3) صورة العطف :
أن يذكر المغرَى به معطوفا عليه بمغرى به آخر ، ويحذف الفعل عندئذ وجوبا؛ لأن المعطوف قام مقام الفعل المحذوف، ولا يجمع بين الشيء وما ينوب منابه ويغني عنه .
مثال : البرَّ بالوالدين وطاعتَهما .
البر : مفعول به منصوب على الإغراء لفعل محذوف وجوبا تقديره : الزم .
و : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
طاعتهما : معطوف على البر منصوب مثله .
- حكم إعراب الاسم المغرَى به وحكم حذف فعله جوازا ووجوبا :
(هذا يرتبط بالصورة التي يرد عليها هذا الأسلوب في اللغة) :
فالاسم المغرَى به منصوب دائمًا،ويتوقف حذف الفعل الناصب له على صورته؛ فإن كان على صورة الإفراد حُذف الفعل الذي ينصبه جوازًا ، وإن كان على صورتي المكرر والمعطوف حُذف الفعل الذي ينصبه وجوبًا ؛ لأن التكرار والعطف قد قاما مقام الفعل المحذوف فهما كالعوض عنه ، ولا يجمع-كما سبق- بين العوض والمعوَّض عنه .
أمثلة:
الصدقَ (يحذف الفعل جوازا)، الصدقَ الصدقَ ، الصدقَ والإخلاصَ (يحذف الفعل وجوبا).
المذاكرةَ (يحذف الفعل جوازا)، المذاكرةَ المذاكرةَ ، المذاكرة والفهم(يحذف الفعل وجوبا). .
التفوق(يحذف الفعل جوازا)، التفوقَ التفوقَ ، التفوق والتواضع(يحذف الفعل وجوبا). .
الوحدة الخامسة
أسلوب التحذير
*العناصر:
1- مفهوم التحذير.
2-أركان التحذير.
3- صور التحذير.
4- وجوب حذف (الفعل):عامل النصب وجوازه.
5- إعراب أسلوب التحذير في أنماطه المختلفة.
* مفهوم التحذير:
التحذير هو تنبيه المخاطب إلى أمر مذموم ليجتنبه ، فإذا أردنا أن نحذر إنسانا من شيء مكروه أو يُخْشَى منه- استخدمنا هذا الأسلوب ، فنقول مثلاً:
النفاق َ(فنحن لخوفنا عليه نحذره من إتيان فعل شائن لا يليق به أن يقع فيه أو يرتكبه لأن في ارتكابه منقصة،وضررا )،وحين نقول له:الأسدَ(فنحن نحذره من هذا الحيوان المفترس حتى يبتعد عنه فلا يفترسه ،فهنا نحذره من مضرة تقع عليه أوشر يحيط به،وإذا قلنا لأحد:الرياءَ (فنحن نلفت انتباهه على خطورة الرياء وما يجره على صاحبه من نفرة الناس منه، وابتعادهم عنه ونظرتهم غير اللائقة به)،وإذا وجدنا أحدا يقف في حر الشمس ولأواء القيظ فنحذره قائلين :رأسك والشمس، أي احذر من ضررها وما تحدثه في الجسم من أمراض هو أبعد منها إن أحسن فهم التحذير، وعمل به.وهكذا.
*أركان أسلوب التحذير:
له ثلاثة أركان كالإغراء :المحذَّر(بتشديد الذال مع فتحها)،والمحذِّر(بتشديد الذال مع كسرها وهو المخاطب المتكلم)،والمحذَّر منه ،وهو الصفة السيئة، أوالخلق الذميم، أو الشيء الضار الذي نحذِّر المخاطب منه ليجتنبه.
فأركانه الأساسية:المحذِّر،والمحذَّر،والمُحَذَّرمنه .
طبق ذلك على الأقوال الآتية: النفاق- قطيعة الوالدين وذوي القربى- الفرار من الزحف- ترك الصلاة حتى خروج وقتها- التجسس الجسس- رفع الصوت أمام الأستاذ-إهمال الواجبات- إضاعة الوقت والسهر فيما لايُجدي.
* صور التحذير :
للتحذير أربع صور :
(1) الإفراد . (2) التكرار . (3) العطف . (4) لفظ "إيّا" بصوره .
أمثلة :
* أولاً : الإفراد : البعدَ عن الله ، الغضبَ فإنه يطفئ سراج العقل .
الحسدَ ، الغشَّ ، نسيانَ الصلاة في جماعة .
* ثانيًا : التكرار : بأن نعيد اللفظ نفسه للتأكيدن والتحذير الشديد .
مثال : الرياء الرياء ، النفاق النفاق ، الأسد الأسد،المراء المراء فإنه جالب للشروالفرقة .
* ثالثا : العطف : بأن نعطف على الاسم المحذر منه اسما آخر محذرا منه .
مثال : الغل والحسد ، النفاق والبغضاء ، الزنا والسرقة،التأخر عن المحاضرة والكسل في المراجعة .
*رابعا: لفظ إيا بصوره :
يأتي هذا اللفظ "إيا" على الصورة الآتية :
1-إياك ثم الكلمة المنصوبة من غير عاطف ولا جرٍّ ب(من).
2- إياك ثم حرف الجر(من).
3-إياك ثم العاطف الواو.
4-أي لفظ آخر غير(إياك) ونعطف عليه باسم آخر محذر منه.
أمثلة ذلك :
إياك الكذب .إياك من الكذب .إياك والكذب .رأسك والسيف، أو عينك والنار،أو طفلك والسيارات.
ويمكن أن تتصرف في كاف الخطاب مع لفظ "إيا" بحسب المخاطب نوعا وعددًا فنقول : إياكَ ،إياكِ، إياكما ، إياكم ، إياكن .
· إعراب أسلوب التحذير(في صوره الأربع):
يعرب المحذر منه مفعولاً به منصوبًا على التحذير بفعل محذوف تقديره احذر أو اجتنب . فإذا كان على صورة الإفراد جاز حذف الفعل وذكره ، وإذا ورد على صوره الثلاث الأخرى (التكرار، والعطف، ولفظ إيا) وجب حذف الفعل لأن التكرار ،والعطف، وهذا اللفظ (إيا)، كلها تقوم مقام الفعل، ولا يجمع بين العوض والمعوَّض عنه، أو بين الشيء وما يقوم مقامه.
* نماذج معربة على صور التحذير الأربع :
*أولا صورة الإفراد:
(1) الكذبَ .
الكذبَ : مفعول به منصوب على التحـذير لفعل محذوف جوازا، تقديره : احذر . (وكذا نحو: النفاق- الكسل- عقوق الوالدين- التخلف عن الدراسة).
*ثانيا صورة التكرار:
(2) الكذبَ الكذبَ .
الكذبَ (الأولى): مفعول به منصوب على التحـذير لفعل محذوف وجوبا تقديره : احذر .
الكذب(الثانية) : توكيد لفظي منصوب بالفتحة .
(وكذا نحو: الذل الذل-التندر التندر-الغيبة الغيبة-الرذيلة الرذيلة).
* ثالثا:صورة العطف:
الكذبَ وإخلافَ الوعدِ:
الكذبَ: مغعول به منصوب على التحذير بفعل محذوف وجوبا تقديره احذر.
وإخلافَ الوعدِ:الواوإما أنها لعطف المفردات، وإما أنها لعطف الجمل ؛فإن كانت لعطف المفردات فما بعدها معطوف على ما قبلها، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة،وإن جعلناها لعطف الجمل فما بعدها مفعول به لفعل محذوف وجوبا، تقديره اجتنب، والجملة معطوفة على ما قبلها.
*رابعا :صورة إياك وأنماطها:
*النمط الأول:
مثال:إياك الكذب .
إياك : "إيا" مفعول به أول مبني على السكون في محل نصب بفعل محذوف وجوبا تقديره احذر ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الكذب : مفعول به ثان منصوب،وعلامة نصبه الفتحة، أي أن الفعل المحذوف نصب مفعولين اثنين.
وأصل هذه الجملة أحذرك الكذب ، كان الضمير وهو المفعول به الأول متصلا، فلما حذف الفعل وجوبا في هذا الأسلوب انفصل الضمير فصار: "إياك" وهو المفعول الأول ، و"الكذب" كما هي تعرب مفعولا ثانيا .
*النمط الثاني:
إياك والكذب .
إياك : مفعول به منصوب على التحذير لفعل محذوف وجوبا تقديره : احذر و : حرف عَطَفَ جملة على جملة فهو لعطف الجمل لا المفردات .
الكذب : مفعول به لفعل محذوف تقديره : اجتنب ، فهاتان جملتان فعليتان حذف عاملهما (فعلهما)،أو توجه الواو العاطفة على أنها لعطف المفردات ،وما بعدها معطوف على ما قبلها منصوب مثله .
*النمط الثالث:
إياك من الكذب .
إياك : مفعول به منصوب على التحذير لفعل محذوف وجوبا تقديره : أحذر .
من الكذب: جار ومجرور متعلق بالفعل المحذوف، والتقدير : أحذرك من الكذب .
ويمكنك أن تقوم بتحليل هذه الجمل التي تدخل تحت باب التحذير :
الفسوقَ .
إياك والفسوقَ -إياك من الفسوقِ -الفسوقَ الفسوقَ -إياك الفسوقَ .
قال الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماءِ
ساحة النقاش