أسلوب المدح والذم
*عناصرأسلوب المدح والذم:
1-فعل المدح أو الذم.
2- فاعل المدح والذم والأنماط التي يَرِدُ عليها في التراكيب.
3- المخصوص بالمدح أو الذم وأوجه إعرابه.
4- الفروق النحوية بين أسلوب نعم وبئس، وأسلوب حبذا ولا حبذا.
*القاعدة:
- يتكون أسلوب المدح، وأسلوب الذم من فعل المدح، وفاعل المدح، ثم المخصوص بالمدح والذم،والمخصوص يمكن أن يتقدم أو يتأخر،إلا أنه إذا تقدم فله إعراب واحد،وإذا تأخر المخصوص فله ثلاثة أعاريب.
-ويستخدم هذا الأسلوب في مقام المدح والثناء أو مقام الذمِّ .
فإذا قلنا مثلا : نعم الرجل محمدٌ . أو : بئس الرجل المنافقُ .
كان معنى الجملة الأولى مدح مجمد بسبب بلوغه درجةً عاليةً في صفة الرجولة ، وكان معنى الجملة الثانية ذم المنافق بسبب بلوغه دركةً سفلى في بعض الصفات كالنفاق .
ويتركب هذا الأسلوب من ثلاثة أركان :
<!--الفعل "نعم" أو "بئس"، وهو فعل ماض جامد يفيد إنشاء المدح أو الذم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
<!--فاعل نعم أو بئس، وهو خمسة أنواع :
<!--أن يكون معرفا بـ أل .
<!--أن يكون مضافا لما فيه أل .
<!--أن يكون مضافا لمضاف لما فيه أل .
<!--أن يكون ضميرا مستترا مفسَّرا بنكرة بعده تعرب تمييزًا له .
<!--أن يكون كلمة "ما" أو "من" الموصولتيْن .
<!--المخصوص بالمدح أو الذم ، وهو الاسم الذي يأتي بعد
فعل المدح أو الذم وفاعله ، وقد يتقدم عليهما .
*كيفية إعراب أسلوب المدح والذم،( ومعرفة أنواع فاعل نعم وبئس،وهي ست صور) :
*الصورة الأولى:فاعل نعم المعرف ب"أل":
* "إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب" .
إعراب الصورة الأولى:
إنا : إن: حرف توكيد ونصب ناسخ، و"نا" اسم إن في محل نصب .
وجدناه صابرا : جملة من فعل وفاعل ومفعول أول وثانٍ ،خبر إن في محل رفع .
*نعم العبد إنه أواب :
نعم:فعل ماض يفيد إنشاء المدح مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب .
العبد : فاعل نعم مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
و"نعم العبد" جملة فعلية في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر محذوف لدلالة السياق عليه ، والتقدير : "نعم العبد أيوب" ، و"أيوب" هو المخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر لكنه محذوف لتقدم ذكره .
إنه أواب : إن واسمها وخبرها .
*الصورة الثانية فاعل نعم المضاف إلى ما فيه "أل":"ولنعم دار المتقين" .
إعراب الصورة الثانية:
دار : فاعل نعم وهو مضاف .
المتقين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم .
"ونعم دار المتقين" جملة في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر محذوف تقديره: نعم دار المتقين الجنة .
* "بئس الشراب" .
بئس : فعل ماض مبني على الفتح يفيد إنشاء الذم لا محـل له من الإعراب .
الشراب : فاعل بئس .
و"بئس الشراب" جملة في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ مؤخر محذوف تقديره : الحميم والغساق .
* "فلبئس مثوى المتكبرين" .
مثوى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر لأنه اسم مقصور .
المتكبرين : مضاف إليه .
و"بئس مثوى المتكبرين" جملة فعلية خبر مقدم لمبتدأ محذوف تقديره : النار .
*الصورة الثالثة فاعل نعم المضاف إلى مضاف لما فيه أل:
كقول الشاعر :
* فَنِعْمَ ابنُ أختِ القومِ غيرَ مكَُذَّبٍ زُهَيْرٌ حُسَامٌ مُفْرَدٌ من خَمَائِلِ
إعراب الصورة الثالثة:
فنعم:فعل ماض جامد يفيد إنشاء المدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ابن : فاعل وهو مضاف .
أخت : مضاف إليه وهو مضاف .
القوم : مضاف إليه .
نعم ابن أخت القوم : جملة في محل رفع خبر مقدم .
غير : حال وهو مضاف .
مكذب : مضاف إليه .
زهير : مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح .
حسام مفرد من الخمائل : خبران لمبتدأ واحد محذوف تقديره : هو .
*الصورة الرابعة مجيء فاعل نعم "ما" اسما موصولا لغير العاقل:نعم ما تتصف به الإخلاص .
إعراب الصورة الرابعة:
ما : اسم موصول في محل رفع فاعل .
تتصف به : جملة من فعل وفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
و"ما تتصف به" خبر مقدم في محل رفع .
الإخلاص : مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح .
*الصورة الخامسة:مجيء فاعل نعم"من" اسما موصولا للعاقل:نعم مَنْ تصاحب المؤمن .
إعراب الصورة الخامسة:
من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .
تصاحب : جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
و"نعم من تصاحب" جملة في محل رفع خبر مقدم .
المؤمن : مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح .
*الصورة السادسة أن يكون فاعل نعم أو بئس ضميرا مستترا مفسرا بنكرة منصوبة على التمييز: نعم عملاً الصلاة لوقتها.
إعراب الصورة السادسة:
نعم : فعل وفاعله ضمير مستتر تقديره هي.
عملا : تمييز منصوب.
و"نعم عملا" جملة في محل رفع خبر مقدم.
الصلاة : مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح.
* بئس صنيعًا الكذب .
بئس : فعل وفاعله ضمير مستتر تقديره هو.
صنيعًا : تمييز منصوب.
و"بئس صنيعًا" جملة في محل رفع خبر مقدم.
الكذب : مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالذم.
*كيفية إعراب أسلوب المدح والذم:
* إعراب أسلوب المدح والذم(نعم وبئس)إذا تأخر المخصوص بالمدح والذم أو تقدم:
إذا تأخر المخصوص بالمدح أو الذم فله أربعة أعاريب،وإذا تقدم فله إعراب واحد، ويتضح ذلك من خلال إعراب هذا المثال:
* نِعْمَ الرجلُ محمدٌ .
<!--فعل ماض يفيد إنشاء المدح + فاعل (والجملة في محل رفع خبر مقدم) + مبتدأ مؤخر وهو المخصوص بالمدح .
2-(3)فعل ماض يفيد إنشاء المدح + فاعل (جملة فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب) + خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أو مبتدأ لخبر محذوف تقديره الممدوح (جملة اسمية لا محل لها من الإعراب
(4) فعل ماض يفيد إنشاء المدح + الفاعل (جملة فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب) + بدل من الفاعل .
أما إذا تقدم المخصوص بالمدح أو الذم فليس له إلا إعراب واحد، أن يعرب المتقدم مبتدأ، والجملة بعده من الفعل والفاعل في محل رفع خبرهذا المبتدأ .
* ملحوظات حول أسلوب نعم وبئس :
(1) يجوز تقديم الممدوح أو المذموم وتأخيره مع مراعاة الإعراب السابق حالتي التقديم والتأخير .
(2) يصح حذف المخصوص بالمدح أو الذم إذا دل عليه دليل .
كما قال- تعالى- : "نعم العبد" (أي أيوب) ، "ولنعم دار المتقين" (أي الجنة) ، "بئس الشراب" (أي شراب النار) .
(3) حول اجتماع فاعل "نعم" أو بئس الظاهر والتمييز.
قلنا : إنه إذا كان فاعل "نعم" ضميرا مستترا فُسِّر بتمييزٍ بعده ، ولكن لا يجمع بين فاعل "نعم" الظاهر والتمييز ، وقد اختلف النحاة في ذلك إلى ثلاثة اتجاهات :
<!--مانعون مطلقًا .
<!-- مجوزون مطلقًا .
<!--مانعون إذا لم يُفِدْ معنًى جديدًا ، ومُجَوِّزون إذا أفاد معنًى جديدًا زائدًا على المعنى الموجود .
<!--<!--مثال : * نعم الفتاةُ فتاةً هندُ لو بَذَلَت ردَّ التحيةِ نُطقًا أو بإيماءِ
فعل ماض فاعل اسم ظاهر تمييز مبتدأ مؤخر
<!--<!--<!--<!--* تزود مثل زاد أبيك فينا فنعم الزاد زاد أبيك زادا
فعل ماض فاعل مبتدأ مؤخر تمييز
خبر مقدم
في هذين المثالين لم يفد اجتماع التمييز والفاعل الظاهر معنًى جديدًا فاجتماعها شاذ .
أما نحو قول الشاعر:
<!--<!--<!--<!--* تخيره فلم يعدل سواه فنعم المرء من رجل تهامي
<!--<!--<!--<!-- فاعل تمييز صفة
ففي هذا الشاهد زيادة في المعنى؛ ومن ثم فاجتماعهما جائز .
(يقصد أن الموت تخيره ولم يأخذ غيره وكان نعم الرجال)
(4) مجيء "ما" بعد نعم وبئس.
* "إن الله نعما يعظكم به" .
* "بئسما اشتروا به أنفسهم" .
* "إن تبدوا الصدقات فنعما هي" .
** إذا جاء بعد "نعما" جملة كاملة فلـ "ما" توجيهان :
1- معرفة ناقصة فهي اسم موصول فاعل ، والجملة بعدها صلة الموصول .
<!--<!--<!--<!-- نعما + يعظكم به
<!--<!--<!--<!-- فعل اسم موصول فاعل صلة الموصول
2- نكرة ناقصة فهي تمييز للفاعل المستتر وجوبا والجملة بعده صفة .
<!--<!--<!--<!--<!--<!--<!--<!--<!--<!-- نعما + يعظكم به
فعل + فاعل ضمير مستتر تمييز نكرة جملة في محل نصب صفة لها
* إذا جاء بعد نعما مفرد فلـ"ما" توجيهان أيضا :
1- معرفة تامة فهي بمعنى الشيء وتعرب فاعلا ، والمفرد بعدها هو المخصوص بالمدح ويعرب مبتدأً مؤخرًا :
نعما + هي
(فعل +فاعل) خبر مقدم مبتدأ مؤخر في محل رفع
2- نكرة تامة بمعنى شيء وتعرب تمييزا للفاعل المستتر والمفرد بعدها هو المخصوص :
نعما:فعل +فاعل ضمير مستتر+ تمييز(والجملة خبر مقدم) +(هي)المخصوص بالمدح (مبتدأ مؤخر).
*ما يُحْمَلُ على أسلوب المدح والذم من صيغ المدح والذم:
(1) ما جاء على وزن فَعُلَ مفيدا المدح والذم (مثل حسن وحمد،وكذب وخبث) بضم الحرف الثاني في كل فعل.
ويأتي ذلك من كل فعل ثلاثي صالح للتعجب منه ، فيصاغ منه فعل على وزن "فعل" إما بالأصالة مثل : (ظَرُفَ وشَرُفَ) وإما بالتحويل مثل : (ضَرُبَ وفَهُمَ)
فيجري مجرى "نعم وبئس" في إفادة المدح والذم ، وكذلك في حكم الفاعل وفي حكم المخصوص .
أمثلة :
<!--كَذُبَ رأس الكفر أبو لهب (معناه بئس رأس الكفر أبو لهب) .
<!--خَبُثَتْ المرأة حمالة الحطب (معناه بئست المرأة حمالة الحطب).
<!--حَمُدَ الخليفة عمر بن الخطاب (معناه نعم الخليفة عمر) .
<!--زَهُدَ أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز (معناه نعم زهد الأمير عمر) .
<!--قال- تعالى- : "نعم الثواب وحسنت مرتفقًا"
*"نعم الثواب" : فعل + فاعل ، والجملة خبر مقدم لمبتدأ محذوف تقديره : دخول الجنة .
حسنت : فعل ماض على وزن فعل قصد به المدح ، والتاء تاء التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي .
مرتفقًا : تمييز منصوب يفسر الفاعل الضمير المستتر .
وكذلك الفعل "ساء" مقصودا به الذم .
يعامل الفعل مساء معاملة بئس، ويدل مثله على الذم ، ويأخذ أحكامه النحوية. مثال : قال- تعالى- : "بئس الشراب وساءت مرتفقًا"
"بئس الشراب" : فعل والفاعل، والجملة في محل رفع خبر مقدم لمبتدأ محذوف تقديره : شراب أهل النار .
ساءت : فعل ماض يفيد الـذم، والفاعل ضمير مستتر والتاء للتأنيث .
مرتفقًا : تمييز منصوب مفسر للفاعل المستتر.
(2) حبذا ولا حبذا:
(الأولى للمدح ، والثانية للذم ، بزيادة لا النافية قبلها) .
نقول : حبذا الصدق ولا الكذب .
حبذا الإيمان ولا حبذا الكفر .
*كيفية إعراب ما يحمل على أسلوب المدح والذم( فيه أربعة أعاريب)
إعراب تركيب : حبذا الصدق.
له أربعة أعاريب :
(أ) حب : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة في
محل رفع خبر مقدم .
الصدق : مبتدأ مؤخر مرفوع وهو المخصوص بالمدح .
(ب) فعل + فاعل + بدل من اسم الإشارة الفاعل (حب الصدق) .
(ج) "حبذا" كلها فعل + الصدق : فاعل .
(د) "حبذا" كله اسم مركب غُلِّبَتْ فيه الاسمية مبتدأ + خبر .
وقال الشاعر :
ألا حبَّذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهلُ العاذلُ
*إعراب الشاهد :
ألا : حرف استفتاح لا محل له من الإعراب .
حبذا : فعل + فاعل ، والجملة في محل رفع خبر مقدم .
عاذري : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة للمناسَبة ،وياء المتكلم مضاف إليه ، وهو المخصوص بالمدح.
* ومصطلح المناسبة يدخل على الأسماء المضافة إلى ياء المتكلم حيث تتغير الحركات الثلاث : (الضمة والفتحة والكسرة) إلى كسرة عارضة لتناسب دخول ياء المتكلم ، فالمضاف إلى ياء المتكلم إعرابه تقديري للمناسبة (أي لمناسبة دخول ياء المتكلم ) .
في الهوى : جار ومجرور في محل نصب حال .
ولا حبذا : لا النافية + "حب" فعل + "ذا" فاعل ،والجملة في محل رفع خبر مقدم .
الجاهل : مبتدأ مؤخر ، وهو المخصوص بالذم .
العاذل : صفة للجاهل مرفوعة .
وقالت الشاعرة :
ألا حبذا أهلُ الملا غيرَ أَنَّه إذا ذُكِرت مَيُّ فلا حبذا هيا
الملا : الفضاء الواسع ... والبيت لامرأة تهجو فيه مَيَّ صاحبة الشاعرذي الرُّمَّة .
*إعراب الشاهد :
ألا : حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حبذا : فعل + فاعل ، والجملة في محل له من الإعراب .
أهل : مبتدأ مؤخر .
الملا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة للتعذر .
* التعذر هو استحالة النطق للحركة فوق الحرف ويدخل التعذر الأسماءَ المقصورة (رفعًا ونصبًا وجرًا) ، كما يدخل الأفعالَ المعتلة الآخر بالألف حالة رفعها ونصبها .
غير : منصوب على الاستثناء ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
أنه : أن واسمها وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر مضافة لكلمة "غير" .
إذا : أداة شرط غير جازمة .
ذكرت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء تاء التأنيث .
ميُّ : نائب فاعل مرفوع ، ونُوِّنَ للضرورة ؛ لأنه ممنوع من الصرف في الأصل .
فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولا نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حبذا : فعل + فاعل ، والجملة خبر مقدم .
"فلا حبذا .." جملة لا محل لها من الإعراب جواب الشرط غير الجازم .
هيا : مبتدأ مؤخر ، ضمير مبني على الفتح في محل رفع ، والألف للإطلاق .
وجملة فعل الشرط وجواب الشرط في محل رفع خبر أن .
(8) لزوم "ذا" في "حبذا ولا حبذا" الإفرادَ والتذكيرَ ؛ لأنه جرى مجرى المثل
الأمثال لا تُغَيَّر .
مثال :
حبذا الملتزم. حبذا الملتزمة . حبذا الملتزمان. حبذا الملتزمتان .
حبذا الملتزمون. حبذا الملتزمات .
*الفروق النحوية بين أسلوب( نعم وبئس) وأسلوب (حبذا ولا حبذا):
س:باختصار مع التمثيل قارن بين أسلوبيْ(نعم وبئس،وأسلوبي حبذا ولا حبذا)
الجواب:
من الفروق بين أسلوب (نعم وبئس) ، وأسلوب (حبذا ولا حبذا) :
1- أنه لا يتقدم المخصوص بالمدح أو الذم في (حبذا ولا حبذا) عليها بخلاف (نعم وبئس) إذ قد يتقدم أو يتأخر ، فلا يقال : الصدق حبذا ، ولا : الكذب لا حبذا وإنما يتأخر المخصوص بالمدح أو الذم ، بينما يجوز أن تقول : نعم الصدق الخلق،
و الصدق نعم الخلق ، وتقول : بئس الخلق الكذب و الكذب بئس الخلق .
2- أنه يجوز حذف مخصوص (نعم وبئس) بخلاف مخصوص (حبذا ولا حبذا) فتقول : فلنعم دار المتقين (أي الجنة) ، وتقول : نعم العبد (أي أيوب) ، وتقول : ولبئس مثوى المتكبرين (أي جهنم أو النار) ، ولا يجوز أن تقول حبذا وتسكت أو لا حبذا وتصمت .
3- وفاعل (بئس ونعم) يفرد ويثنى ويجمع بخلاف فاعل (حبذا ولا حبذا) الذي يتعين فيه الإفراد والتذكير ؛ لأنه جرى مجرى الأمثال، والأمثال لا تُغَيَّر .
ساحة النقاش