موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

المراهقة
دراسة تربوية من إعداد :  د.إبراهيم بن يوسف الأقصم
مفهوم المراهقة وأهميتها:

المراهقة من الرهق: السفه والخفة وركوب الشر وغشيان المحارم. راهق الغلام: قارب الحلم. قال تعالى: ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) أي سفهاً وطغياناً.

والمراهقة مشتقة من الفعل يراهق, أي يبلغ أو ينتقل من مرحلة الطفولة إلى النضج, وتبدأ المراهقة من العقد الثاني في حياة الفرد من سن 12-19 تقرباً, أو بعد بعام أو عامين, لذلك من السهل تحديد بداية المراهقة ولكن من الصعب تحديد نهايتها, وتعتبر هذه المرحلة حرجة في حياة الفرد, لأنها تسبب له صراعات نفسية أو ضغوطاً اجتماعية.

لكن لا يشترط أن يمر كل فرد بهذه المرحلة, فهناك أفراداً مروا بهذه الفترات بسلام دون مشاكل أو صعوبات, والشواهد في ذلك ليس لها حصر.

وتؤكد الدراسات النفسية على أن الطفولة السوية تؤدي إلى مراهقة سوية, كما تؤكد أن الطفل الذي يعيش أجواء أسرية مستقرة تقل لديه مشكلات المراهقين.

مراحل المراهقة:

ويرى بعض التربويين تقسيم هذه المرحلة إلى ما يلي:

  1. مرحلة المراهقة المبكرة: من سن 12-14تقريباً أو 13-15وتقابل المرحلة الدراسية المتوسطة, وخلالها يحدث البلوغ غالباً.
  2. مرحلة المراهقة الوسطى: من سن 15-17تقريباً أو 16-18وتقابل المرحلة الدراسية الثانوية, وفي الغالب تسمى المراهقة.
  3. مرحلة المراهقة المتأخرة: من سن 18-21تقريباً أو 19-21وتقابل المرحلة الدراسية الجامعية, وتسمى مرحة الشباب.

وهذا التقسيم ليس حرفي أو إلزامي وقد تتداخل هذه الفترات الزمنية حسب بلوغ الفرد وبيئته المحلية.

نظرة الإسلام للمراهقة:

أخذ موضوع مراهقة الشباب اهتمام المربين المسلمين منذ فترة مبكرة وأشارت إليه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ووضع الفقهاء لهذه المرحلة أحكاماً فقهية مستقاة من الشريعة الإسلامية, تحت عدة مسميات منها: البلوغ وسن التكليف.

وفي الحديث: "رفع القلم عن ثلاث.......ومنها الصبي حتى يبلغ".

وفي الحديث: "إن الله ليعجب من شاب ليس له صبوة".

والصبوة ميل إلى الهوى وهي المرة. وصبا مال إلى الجهل والفتوة.

وهذا الحديث فيه دلالة على أن استقامة الشاب من العجب. والاستقامة تعني الاستمرارية والدوام على الطاعات والنفور عن المحرمات وهو أمر ليس من السهولة بمكان على الشاب إلا من عصمه الله.

ولذا جعل الله عز وجل الشاب الذي نشأ في طاعة الله من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله.

أساسيات في تربية المراهقين

أولاً: الدعاء:

الدعاء ذو أثر عجيب إذا أخذ بأركانه, وأسبابه, وآدابه من تمجيد لله وثناء على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء في الأوقات المستجابة كالسحَر, ونزول المطر, وفي السجود, وأدبار الصلوات, فالدعاء من أوجب الواجبات مع الأخذ بالأسباب دون الركون عليها.

ثانياً: بناء الثقة عند المراهقين:(خطوات عملية)

حتى نكسب المراهق, علينا القيام بالخطوات التالية:

  • لمسات أبوية حانية, كالضم والقبلات والحضن.
  • كلمات طيبة ذات أثر وجداني.
  • تشجيع وتحفيز وثواب مستمر.
  • الشفقة والرحمة واللين والعطف.
  • الرفق وهو أعظم مبدأ في التربية.

ثالثاً: المجالسة والمصارحة والحوار الفردي:

ويُفضل أن تُراعى الخطوات التالية:

  • أن يكون الزمان والمكان مناسبين.
  • إعطاء المراهق فرصة للحديث وإبداء الرأي.
  • الاستماع والإنصات له باهتمام.
  • الابتعاد عن الفوقية والتسلطية عند الحديث معه.
  • البعد عن السخرية والاستهزاء.
  • البعد عن التقريع والنقد.
  • الابتعاد عن الوعيد والتهديد.
  • الإقناع وتوضيح الخطأ.
  • مساعدته في إيجاد الحلول.

رابعاً: الثواب والحوافز:

يعتبر الثواب من أنجح الوسائل التربوية في تغيير سلوك البشر فهو أسلوب رباني ونبوي فنحن نعبد الله طمعاً في ثوابه وخوفاً من عقابه. وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل جمة لكثير من الأعمال حتى تكون دافعاً للمسلم.

للثواب سحر عجيب في تغيير النفوس والطباع, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تهادوا تحابوا" , والهداية من أنواع الثواب, كم لها أثر في قلوب الناس.

لا شك أن مبدأ الثواب سيؤثر على المراهق ويجعله قريباً منك ويستمع إلى توجيهاتك, فالوصول إلى العقل يأتي عن طريق القلب.

لكن لا ينبغي المبالغة في مبدأ الثواب وإعطاء الشاب كل ما يرغب, وتلبية كل ما يحتاجه خاصة الأمهات. فقد أثبتت التجارب أن المبالغة في الدلال والإفراط في الثواب يزيد من عقوق المراهق وتمرده على الأسرة.

خامساً: إشغال وقت فراغ الشاب:

علماء التربية يؤكدون على أن استنفاد طاقة الشاب في عمل الخير وشغل أوقات فراغه من الوسائل التربوية الجيدة. فالشاب لديه طاقة فائقة وفراغ قاتل, إذ لم يحسن توظيفها لاستغلال هذا الفراغ سيصبح هذا الشاب منصرفاً إلى وسائل الإفساد.

ويمكن إفادة المراهق في الأعمال التالية - مع مراعاة رغبته في ذلك:

  • تسجيله في مركز صيفي أو نادي رياضي لممارسة الرياضة بأنواعها.
  • إشراكه في دورات متنوعة كالحاسب الآلي والكهرباء وغيرها.
  • حبذا لو وضع للمراهق غرفة في المنزل أو سطح العمارة تكون كالورشة يقوم فيها ببعض الأعمال المهنية, لتنمية حب العمل عنده وتنمية مهاراته الحركية والفنية وزيادة قدرته على الابتكار مما سيساهم في القضاء على الفراغ خاصة إذا كان ممن يكرهون الدراسة والمدرسة.
  • إشغاله بشراء حاجيات البيت ومتطلباته من الأشياء البسيطة.
  • تكليفه للقيام ببعض الأعمال النافعة.
  • اصطحابه في الزيارات الأسرية.
  • تنمية حب القراءة والاطلاع وتوفير مكتبة منزلية يساهم المراهق في شراء كتبها وترتيبها, وحبذا أن تكون هذه الكتب متنوعة تلبي حاجة المراهق, فالمراهق لديه حب استطلاع للغرائب والمغامرات والقصص البطولية.
  • إيجاد مكتبة سمعية ومرئية يتم اختيار مادتها بعناية مع الأخذ بالضوابط الشرعية.
  • تعويده على أن يكون الضبط والانضباط منه لا من غيره.

سادساً: العقاب: 

يرتبط مفهوم العقاب عند بعض الآباء بالضرب البدني. ويفضله الكثير من الآباء, لأنه أقصر الطرق في نظره لحل مشاكسات المراهق ووأدها دون إدراك عاقبة ذلك.

والعقوبة نوعان: عقوبة معنوية, وعقوبة حسية. 

فينبغي أن يلجأ الأب إلى العقوبة المعنوية أولاً ثم العقوبة الحسية.

سابعاً: الصديق(القرين):  

عن المرء لا تسل         وسل عن قرينه
فكل قريــــــــــن          بالمقارن يقتدي

فهذه القضية نعاني منها بشكل واضح, لأننا لا نستطيع السيطرة عليها بسهولة, فالصديق السيئ يوجد في الشارع والمدرسة, ولا يمكن مراقبة المراهق في كل لحظة.

ومن هنا يجب على الأب تحسس رفقاء ابنه والتعرف على سلوكياتهم وأخلاقياتهم بحكمة وروية مع تقديم حسن الظن لا سوء الظن.
وهناك فرقاً بين التحسس والتجسس. 

فالتحسس: هو الاستماع لحديث القوم. والتجسس: البحث عن العورات وأكثر ما يقال في الشر.

ضوابط اختيار الصديق (القرين)

إن خير تشبيه للقرين هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة, ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة".

فكم من أسر اجتهدت في تربية أبنائها تربية صالحة وجاءها البلاء من الصحبة السيئة. وهذه القضية نعاني منها بشكل واضح؛ لأننا لا نستطيع السيطرة عليها, فالصديق السيئ يوجد في الشارع والمدرسة, ولا يمكن مراقبة المراهق في كل لحظة. فالمدرسة قد تكون سبباً في انحراف الشاب أو تغيير سلوكياته وقد تكون الجامعة سبباً في انحراف الشاب.

ضوابط اختيار الصديق الحسن: أو ما هي أبرز صفات الصديق الحسن؟

  • المحافظة على صلاته.
  • البار بوالديه.
  • الصادق في صحبته.
  • المهتم بدراسته.
  • الناجح في عمله.
  • المؤدب مع الآخرين.
  • الذي لا يبالغ في السهر خارج المنزل.
  • الذي لا يدخن.
  • الذي لا يتابع أفلام الجنس والفضائيات.
  • المتقارب والمنسجم في السن والبيئة المحيطة.

توجيهات عامة
أخي الشاب انتظر قليلاً....... واقرأ........:

  1. كل قول أو فعل يرضي الله فهو عبادة يُثاب عليها المسلم.
  2. الأمانة والصدق والإخلاص خصال يجب التحلي بها.
  3. من أسباب السعادة بر الوالدين.
  4. احترام الكبير والعطف على الصغير: من أخلاق المسلم.
  5. من وسائل تحقيق النجاح:. الاستثمار الجيد للوقت.
  6. الوقت هو الحياة فاذكر أهميته وحافظ عليه بالمفيد من القول والعمل.
  7. إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.
  8. لا تنتظر السفينة بل اسبح في اتجاهها.
  9. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.
  10. ما خاب من استشار, وما ندم من استخار.
  11. القراءة الحرة نافذتك إلى الماضي والحاضر والمستقبل فخصص لنفسك وقتاً للقراءة والاستماع.
  12. الصديق الصالح عوناً للصداقة على الخير فاحرص على اكتساب صداقته.
  13. مصاحبة رفقاء السوء لا تثير الشبهة وحسب, وإنما توقع في المهالك.
  14. المشكلات تبدأ صغيرة ثم تكبر: فبادر باستشارة من هو أكبر منك.
  15. أثبتت الأبحاث الطبية الأضرار العديدة للمشروبات الغازية على الصحة العامة فتجنبها.
  16. إن المواد الملونة المضافة إلى العصائر والمأكولات الخفيفة ذات أضرار بالغة على الصحة فاحذرها وحذر أخوانك منها.
  17. إذا كان الطعام غذاء الجسم فالقراءة غذاء العقل ومتعته.
  18. إن حل المشكلات يكون بمواجهتها وتحمل المسئولية بثقة لا الهروب منها إلى مشكلة أخرى.
  19. وجبة الإفطار مهمة, فهي تساعدك على الاستيعاب.
  20. الرياضة لا تهدف إلى الترويح فقط بل تهدف إلى بناء الجسم القوي, فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير.
  21. المحافظة على نظافة البيئة ومواردها الطبيعية عنوان للمجتمع الواعي.
  22. المياه ثروة ينبغي المحافظة عليها واستهلاكها بقدر الحاجة, ولا تسرف ولو كنت على نهرٍ جارِ.
  23. من أحب الازدياد من النعم فليشكر الله على نعمه.
  24. العلاقة الجيدة مع الآخرين تمنحك الاحترام والثقة بالنفس.
  25. احترام الآخر وتقديره واجب على كل مسلم.
  26. التزم النظام وحافظ على شعور الآخرين ولا تتقدم من سبقك في ذلك احتراماً لنفسك ولهم.
  27. احترام المواعيد والدقة فيها خلق إسلامي يجب أن نتحلى بهما على الدوام.
  28. هناك فرق كبير بين ممارسة الرياضة وهوس التشجيع فالأول سلوك إيجابي ينبغي ممارسته والآخر سلوك سلبي ينبغي الابتعاد عنه.
  29. السباك والنجار والكهربائي وأمثالهم أيادي تسهم في صناعة مستقبل الوطن.
  30. إنما تتقدم الأمم بالاعتماد على أبناءها فتأكل ما زرعوا وتستخدم ما صنعوا.
  31. المحافظة على النظافة دليل على قوة حسن الانتماء للوطن والمحافظة على مقدراته.
  32. إن الوطن بحاجة إلى تخصصات عديدة وبالأخص ( الفنية والمهنية الدقيقة).
  33. طريق المخدرات يبدأ بحب التطلع واكتشاف المجهول, فاحذر أن تقع فيه.
  34. ارسم لنفسك هدفاً راقياً وعالياً واجعل حياتك من أجل تحقيقه.
  35. من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.

جمع وإعداد الأستاذ/ مصلح بن سعيد الصحفي ​​

 

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1914 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,677,828