موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

شرح حديث: " إن الصدق يهدي إلى البر ... "

صلاح الدين علي عبد الموجود

00
عدد الزيارات: 9,909
 MP3 2.28MB  استماع  تحميل
 RM 818KB  استماع  تحميل

ن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ان الصدق يهدي الى البر و ان البر يهدي الى الجنة و ان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا و ان الكذب يهدي الى الفجور و ان الفجور يهدي الى النار و ان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا - متفق عليه

شرح الحديث : 
(ان الصدق) أي تحريه في الاقوال 
(يهدي) أي يرشد و يوصل
(الى البر) أي العمل الصالح الخالص من كل مذموم و البر : اسم جامع للخير كله و قيل البر الجنة و يجوز ان يتناول العمل الصالح و الجنة كذا قال المصنف و فيه ان تفسير البر بالجنة يأباه قوله (و ان البر يهدي الى الجنة) فالتفسير الاول هنا متعين 
(و ان الرجل) ال فيه الجنس و هو جار في المرأة ايضا 
(ليصدق) أي يلازمه و يتحراه 
(حتى يكتب عند الله صديقا) من ابنية المبالغة و هو من يتكرر منه الصدق حتى يصير خلقا له
(و ان الكذب يهدي الى الفجور) أي ان الكذب يوصل الى الاعمال السيئة 
(و ان الفجور يهدي الى النار) أي ان الفجور يوصل الى النار لان المعاصي يقود بعضها الى بعض و هي سبب الورود الى النار 
(و ان الرجل ليكذب) أي يتحرى الكذب 
(حتى يكتب عند الله كذابا) أي يحكم له بتحقق مبالغة الكذب منه و انها الصفة المميزة له مبالغة في كذبه فهو ضد الصديق.

قال المصنف : و معنى يكتب هنا : يحكم له بذلك و يستحق الوصف بمنزلة الصديقين و ثوابهم او بصفة الكاذبين و عقابهم و المراد اظهار ذلك للمخلوقين اما بأن يكتبه بذلك ليشتهر بحظه في الصفتين في الملأ الاعلى و اما بأن يلقي في قلوب الناس و ألسنتهم كما يوضع له القبول او البغضاء و لال فقدر الله سبحانه و تعالى و كتابه السابق قد سبق بكل ذلك.

قال القرطبي حق على كل من فهم عن الله ان يلازم الصدق في الاقوال و الاخلاص في العمل و الصفاء في الاحوال فمن كان كذلك لحق بالابرار ووصل الى رضا الغفار و قد ارشد الله تعالى الى ذلك كله بقوله عند ذكر احوال الثلاثة التائبين (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) و القول في الكذب المحذر عنه على الضد من ذلك

الحديث السابع عشر: الصدق والكذب ونتائجهما
 

الحديث السابع عشر

الصدق والكذب ونتائجهما

عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول اللهr:

« عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.

وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ».

( أخرجه البخاري([1]) ومسلم([2]) وأحمد([3]) وأبو داود([4]) ومالك([5]) والترمذي([6]) وابن ماجه([7]) والدارمي([8]) واللفظ لمسلم ).

راوي الحديث :

عبد الله بن مسعود وقد تقدمت ترجمته في شرح الحديث رقم (5).

المفـردات :

عليكم : اسم فعل أمر بمعنى ألزموا الصدق.

الصدق : مطابقة الخبر للواقع.

يهدي : يدل ويرشد.

الـبر : التوسع في فعل الخير وهو اسم جامع للخيرات كلها ويطلق على العمل الخالص الدائم.

يتحرى : يعتمد وقصد.

الفجور : الانبعاث في المعاصي وهو اسم جامع للشر. وأصل الفجر : الشق الواسع.

إياكـم : صيغة تحذير من الشر أو ما يضر.

والكذب : مخالفة الخبر للواقع.

المعنى الإجمالي :

الصدق : خلق نبيل ومن أسس الفضائل به تستقيم الحياة وتسير به سيراً حميداً ، وإن الصدق  ليعلي صاحبه ويرفع منـزلته عند الله وعند الناس ، فيكون محترم الكلمة محبوباً إليهم مقبول الشهادة والحديث عندهم.

فعليك بتحري الصدق ، في القول ، وفي العقيدة ، وفي العمل ، لقد أرشدنا الرسول الكريمr إلى مسألة تربوية عظيمة وهي طريق تربية الخلق وتكوينه وتقويته في النفس وذلك بأن يتحرى الإنسان القول الجميل والصنع المجيد ويقصد إلى عمله المرة بعد الأخرى والرابعة تلو الثالثة والسادسة بعد الخامسة حتى يؤثر هذا التكرار في نفسه وكلما أصر على متابعة ذلك العمل ازداد لصوقاً بنفسه ورسوخاً فيها.

فمن طمحت نفسه إلى منازل الصديقين وأن يكون الصدق خلقه وشيمته وطبعه فليتحر الصدق في أقواله وأعماله وليتابع ذلك فإذا بالصدق خلقه ، وإذا به يحتل بعون الله منازل الصديقين ، وكما أن الصدق من أسس الفضائل ، فإن الكذب من أسس الرذائل. به يتصدع بنيان المجتمع  ويختل سير الأمور ويسقط صاحبه من عيون الناس لا يصدقونه في قول ولا يثقون به في عملٍ أحاديثه باطلة لذلك حذر منه رسول اللهr.

وفي القرآن الكريم كثير من الآيات المقبحة للكذب المنفرة عنه المتوعدة عليه بالعذاب الشديد.

قال تعالى : ] ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون @  متاع قليل ولهم عذاب أليم [ (النحل 116-117) ، وقال تعالى: ] إنّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون[ (النحل 105)، وهل الشرك واتخاذ الأنداد الذي هو أكبر الجرائم والذنوب إلا كذب ، وهل النفاق الذي هو شر من الكفر الصريح إلا كذب ، وكذلك الغش في المعاملة ونية الإخلاف في المواعيد والرياء في الأعمال كلها من ضروب الكذب.

فابتعد أيها المسلم عن الكذب واربأ بنفسك عن تحريه فإن فيه وفي تحريه وتقصُّده الهلاك والانحدار إلى هوة الفجور ؛ لأنه يسوق صاحبه ويجره إلى منازل الفجار وإن الفجار لفي النار ] وإن الفجار لفي جحيم @ يصلونها يوم الدين [ (الإنفطار13-14).

ما يستفاد من الحديث :

1- وجوب التزام الصدق ، قال تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [ (التوبة119).

2- في الحديث قاعدة تربوية وهي أن من أراد أن يتخلق بالأخلاق العالية كالصدق والصبر والشجاعة فليتحرها وليتقصدها وليواظب عليها، فبتحري الصدق والتزامه يصبح صادقاً وبالتصبر وتحمل الشدائد يصبح الصبر له خلقاً وبالمداومة على الرذيلة وتحريها يصبح الرجل كذاباً ورذيلاً.

3- وفي الحديث التحذير من الكذب ومن تحريه.

4- وأنه يقود إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار – أعاذنا الله من الكذب والفجور والنار -.



([1]) 78-كتاب الأدب : حديث رقم (6094).

([2]) كتاب البر والصلة : 29-باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله حديث      (105).

([3]) (1/8 ).

([4]) 35-كتاب الأدب ، 88- باب التشديد في الكذب حديث (4989) ،        (5/264).

([5]) 56-كتاب الكلام ،7- باب ما جاء في الصدق والكذب حديث (16) ،       (2/989).

([6]) 28-كتاب البر والصلة 46- باب ما جاء في الصدق والكذب حديث          (1971) ، (4/347).

([7]) المقدمة 7- باب اجتناب البدع والجدل ، حديث (46) ، (1/18).

([8]) 20- الرقائق 7- باب في الكذب ، حديث (2718) ، (2/210).

https://www.google.com.kw/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=17&cad=rja&ved=0CFQQtwIwBjgK&url=http%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3DyAN5wUVaeKc&ei=dxBfUcGOJovWsgb3oYGQAg&usg=AFQjCNFyaIXD2JxfTWRvoHBJwN6SENNF9Q&sig2=i8hZwiNpZPD5bmBsCjS1pQ


http://www.youtube.com/watch?v=yAN5wUVaeKc

حديث ان الصدق يهدي الي البر مشاري العفاسي

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 7680 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,762,591