آن الأوان تجربة الحد من ظاهرة الغياب
تعد مشكلة غياب الطلبة قبل الاجازات ظاهرة مستشرية في جميع مدارس الكويت، باستثناء بعض المدارس المعدودة التي استطاع مدراؤها تغيير نمط التعامل مع الطلبة وحسنوا من سلوكهم الغيابي.وبدعوة كريمة من أ.أحمد الجبالي – موجه اختصاصي اجتماعي في وزارة التربية، حضرت الملتقى التربوي «التزامك.. مسؤولية وطنية» في مدرسة نسيبة بنت كعب، وكان عنوان هذا اللقاء «مسؤولية الغياب.. أم غياب المسؤولية». ومما لفت انتباهي ورقة العمل التي قدمتها أ.هدى المير – مديرة المدرسة، التي استعرضت المشكلة بتفاصيل جيدة، وكانت تجربتها متميزة في محاولة الحد من ظاهرة الغياب قبل العطل الرسمية، أنقل مقتطفات منها.. < باتت هذه المشكلة تشكل خطرا كبيرا على الطلبة، فهي من الناحية العلمية تؤثر سلبا على المستوى التحصيلي للطالب، ومن الناحية التربوية تساهم في زرع قيم غير مقبولة في شخصية الأبناء كعدم تحمل المسؤولية، والتقليل من قدر العلم والتعليم. < ومن أسباب تغيب الطلبة عن الدوام المدرسي قبل العطل الرسمية: - اعتماد الطالب على الدروس الخصوصية. - قد تكون المدرسة بيئة طاردة للطالب، فالتقيد بروتين محدد طوال العام يشعر الطالب بالملل وعدم الرغبة بالذهاب للمدرسة. - عدم حرص الوالدين على انتظام الطالب لحضور الدوام المدرسي منذ الصغر، وعدم متابعته دراسيا، يولد لديه اهمالا ذاتيا، والتقليل من قدر العلم والتعليم. - التساهل في عدم تطبيق لائحة النظام المدرسي المختصة بغياب الطلبة من قبل بعض الادارات المدرسية. - عدم شرح دروس جديدة في حالة وجود نسبة كبيرة من الغياب، مما يشجع الطالب المداوم على الغياب. - تشجيع فئة من المعلمين للطلبة على الغياب عن طريق الايحاء غير المباشر. - التساهل الواضح من قبل بعض الأطباء باعطاء التقارير الطبية للطلبة. - ساهمت وسائل الاتصال بشكل كبير في تسهيل عملية الاتفاق على الغياب الجماعي بين الطلبة. < وقدمت أ.هدى المير حلولا ومقترحات للحد من هذه الظاهرة، منها: - الحد من الدروس الخصوصية، وتفعيل دور مراكز رعاية المتعلمين. - تحويل المدرسة الى بيئة جاذبة من خلال التنويع في البرامج والرحلات والمكافآت الطلابية. - التوعية المستمرة للأسرة بمدى الضرر الواقع على الطالب بسبب كثرة الغياب، وهذا يتم بالتعاون ما بين وزارة التربية ووزارة الاعلام. - الجدية في تطبيق العقوبات المدرجة في لائحة النظام المدرسي فيما يخص غياب الطلبة. - الزام المعلمين بالتقيد بالخطة المعدة لشرح المنهج حتى ولو كان في الفصل طالب واحد فقط. - الاكثار من الدورات التدريبية للمعلمين لتطوير أساليب الشرح، واتباع الأساليب الحديثة التي تناسب عقلية الأجيال الجديدة المتفتحة. - التشديد من قبل وزارة الصحة في مجال اعطاء التقارير الطبية. - فرض اختبارات قصيرة على الطلبة قبل العطل الرسمية للحد من غيابهم. - تخصيص مكافآت تشجيعية للطلبة الملتزمين بالحضور. هذه مختصرات من ورقة عمل تفصيلية، وآمل ان يستفيد منها التربويون كل في مجاله. ??? «ماذا يفعل أعدائي بي؟! ان جنتي في صدري، ان قتلوني فقتلي شهادة، وان سجنوني فسجني خلوة، وان نفوني فنفيي سياحة في أرض الله تعالى».ابن تيمية. د.عصام عبداللطيف الفليج
ساحة النقاش