الزبيرسالم عبدالله الغشيمي

BOA - Currently, MBA - Branch Manager

أسرٌار القلوب كثيرة هي أشكال التواصل اليومي بين بني البشر... لا يكاد يخلو يوماً من لقاء بين شخصين. يطول وقته أو يقصر... إلا أنه في نهاية الأمر يحدث التعارف يبقى منه ما بقي وينتهي منه ما ينتهي....! وأقصد هنا بالتعارف ليست الصداقة أو الصحبة.... ولكنها أولى مراحلهما.... والتي ربما تفضي إلى صداقة أو مصاحبة.......... ليس هنا سؤال كيف يبدأ التعارف... ولكن السؤال هو كيف يتطور التعارف ليصبح في نهاية الأمر صداقة أو مصاحبة..... للقلوب جواب عن هذا التساؤل ... فهناك أشخاص سرعان ما تجد لهم الألفة في قلبك من أول لقاء... وآخرين هم عكس كل ذلك.. أشخاصا صادفتهم لأول مرة فخفق لهم قلبك ... وسعد... وألفهم .. وستألفهم.. رق لهم وحن عليهم... تعلق بهم وشدهم إليه... أشخاصاً إن صادفتهم ضجر منهم قلبك وملهم... استوحشهم.. و لم يزد منهم إلا بعداً..... وعلى كل حال ليس قلبك هو من يشير إلى هذا النوع أو ذاك.... ولكن قلبه هو أيضا من تجتاحه تلك المشاعر والأحاسيس.... هو بالفعل كما جاء في معنى الحديث إن القلوب جنود مجندة ما تباعد منها أختلف. وما تعارف منها أتلف......... فإن كان معنى البعد هنا البعد المكاني. فهو أيضا البعد الروحي ... بعد مكنونات القلوب...بعد ما تكن به تلك المكنونات.... إنها القلوب منبع المشاعر والأحاسيس... ليس فقط في العلاقات الإنسانية فحسب ما تصنعه القلوب من تألف أو اختلاف .. بل أيضاً القلوب بوصلة يبني عليها الشخص توجساته وخطواته... هي بالنسبة للمؤمن كما ورد في معنى الحديث النبوي الشريف ... قلب المؤمن دليله..... وهي أيضاً للمؤمن رادار يلتقط به حاجات أخيه ... ولعل أصدق مثال على ذلك هو ( يا سارية الجبل ) قول عمر بن الخطاب وهو على المنبر حين ألتقط رادار قلبه حاجة المجاهدين ويفصل بينهما الكيلو مترات على المقياس المكاني.... لكنها كانت القلوب أكثر إحساس وأقرب من بعضها حين سمع قائد الجيش قول عمر ثم سرعان ما لازم الجبل..... هذا هو سر القلوب التي إن أجمعت بنقائها تنقل الشخص وتجتاز به بعداً مكانياً أبعد مما يتصوره عقل...... وهذا نوع آخر من أنواع الصلات بين القلوب.... قلب الأم الذي ينقبض لوعكة أو ضائقة نزلت بابنها و هو يبعد عنها ألاف الأميال.... تلك صورتين من صور صلات القلوب .... لكن ماذا عن صلات تلك القلوب بالله.........؟؟؟؟؟ ماذا لو كانت تلك الصلات بالله,,,, ماذا يمكن أن تصنع تلك القلوب وهي متصلة بمن يسير هذا الكون برمته........ لا شك بأن ذلك القلب المتصل بالله سوف يكون أكثر قوة وجسارة وأشد يقظة وحماس,,, وأكثر أمل وحب. وقلبه المتصل بالله هو من يمده بكل ذلك وأشد..... ستكون باسمة بلا عبوس,, راجية بلا قنوط ,,, ناشطة بلا يأس,,, مقبلة دون خوف,,, صحيحة دون سقم,,,, وليس أسهل من أن تكون القلوب متصلة بالله عز وجل.... بالإيمان والذكر ولا يزال عبدي يتقرب إلى حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر بها ويده الذي يبطش بها ورجله الذي يمشي بها... ولئن سألني لأعطينه ولئن استعادني لاعيدنه... أو كما قال صلى الله عليه وسلم...... وليس أروع من أن تكون القلوب على هذه الصلة وبهذه الصلة... فليس هنالك من خوف أو وجل............ الزبير الغشيمي تعز 23-5-2012

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 323 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2012 بواسطة alzubairYemen

ساحة النقاش

الزبيرسالم عبدالله الغشيمي

alzubairYemen
إنسان بسيط, الحب طبعه والأمل حياته. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,652