الزبيرسالم عبدالله الغشيمي

BOA - Currently, MBA - Branch Manager

 

أموالنا في الغرب

 

الأحداث المتتالية منذ بداية العام 2011م. منذ اندلاع الثورات العربية بدأ بتونس والربيع العربي المتتالي. كشفت عن مدى الضياع الذي أورثنا حكامنا.

لم تكن الحريات وكرامة الشخص إلا أخر هذه الإرهاصات. التي جعلت الشعوب تفيق عن غيبوبة صودرت فيها حقوقهم وثرواتهم وكل شيء جميل وقيَم خلق على أراضيهم.

من المغرب العربي حيث عشرات الألف يعبرون المتوسط لـ أوربا سعيا في نيل فرصة عمل وعن حياة كريمة. وعن حكام ( أو قانون )لا يظلم عندهم أو عنده أحدا. وهذا هو ما كان من سالف عهدهم العرب في جاهليتهم, فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى السفر أو الهروب إلى الحبشة لوجود ملك لا يظلم عنده أحد.

ليس في المغرب العربي وحسب بل في عموم الوطن العربي. خرج المواطن المسكين منه نحو أوربا أو أمريكا أو أي جزء من العالم هروبا من ظلم إلى عدل. وأعني هنا بالظلم ليس فقط ظلم الاضطهاد. بل الظلم كله. ظلم في العدالة, ظلم في الاستخدام, ظلم في التوظيف, ظلم في الحرية, ظلم في العمل, ظلم في المسئولية, ظلم في كل شيء.

الكلام حول هذا لا ينتهي بانتهاء تعدد الظلم ولكنه يتسع  باتساع الوطن العربي بأكمله. ومن هنا فقد أخذت جانبا واحد فقط من هذه المظالم. وهي الثروات.

في حين يسعى المواطن المتلهف نحو توفير قوته وتوفير حياة كريمة له ولأسرته, أو الطامح في تحقيق مستوى علمي وبحثي, نحو أوربا أو أمريكا. ويبقى المواطن الذي لم ينال هذا الشرف في وطئت مكابدة العيش وندرة فرص العمل, و و و إلى أخره.  كشفت لنا الأشهر القليلة الماضية عن مدى فداحة هذا الجرم الذي نحن فيه. مليارات من الأموال لحكام يحكمون هذا البلاد. مليارات من الثروات التي وظفت في بلدان غير بلدانهم. في بلدان يموت المواطن الذي يحكمونه ليصل إليها كي يعمل ويعيش. أموال وثروات ساهمت إن لم تكن قد صنعت رخائهم ورخاء مواطنهم. (أقصد الدولة الغربية). وفرت لمواطنهم فرصة عمل مغنية بل وصنعت للناجين من الموت في البحار من أبناء العرب فرصة عمل يحصل عليها بمرارة.

وهم أي الحكام يتسولون في أبواب الغرب لمعونات اقتصادية. وأموال العرب في الغرب هي اقتصادهم. أو جزء من اقتصادهم.

تونس ثروة بالغرب بحجم عناء المغترب في أوربا والغرب, مصر ثروة بالغرب بحجم الدين الأمريكي لمصر, ليبيا ثروة بالغرب بحجم حريات الشعب المسلوبة, دول الخليج ثروة بالغرب بحجم النفط لنصف قرن من الزمان. وما خفي كان بحجم معاناة وتخلف المواطن العربي وثراء ونعيم المواطن الذي يعيش في الغرب.

كشفت الأحداث عن وقاحة حكامنا في استحقار مواطنه. ماذا لو وظفت تلك المليارات التي من الدولارات التي كشفت وهذا ما اكتشف والمستور يعلمه الله..! في أوطانهم. ؟

ماذا لو وظفت تلك الأموال في البلاد العربية ؟ ماذا كانت ستصنع للمواطن العربي ؟ وماذا كانت ستحقق من نماء ؟

كانت على أقل تقدير حققت لهؤلاء الحكام عمرا أطول في الحياة. مع الاحتفاظ بحق الحكم مدى التأريخ.

ماذا يريد المواطن غير حرية وكرامة ومصدر رزق يعيش به سعيدا ومنعماً. ؟

ما أختم به الكلام  هو أننا العرب لسنا بحاجة إلى ثورة واحدة. نحن بحاجة إلى ثورات بعدد سنين بقاء هؤلاء الحكام في الحكم. بل وبعدد أيامهم التي عاشوها حكاما ومسئولين عنا.

 

لعن الله الظالمين, ولعن الله حكام العرب.,

الزبير سالم

 

المصدر: كتاباتي

ساحة النقاش

الزبيرسالم عبدالله الغشيمي

alzubairYemen
إنسان بسيط, الحب طبعه والأمل حياته. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

96,955