مُحــــــَــــاْكـــمـَــــــــــة
لستُ أنا وحدي من يرفعُ دْعوَاه..!
فملايينُ الناسِ حولي يكتَتِبون الشكوىَ...!
لستُ أنا وحدي منْ مسهُ طُغيانُك
أو خُنتهْ...
أو سلبتهُ ما يقتاتُهُ في مثلِ هذاْ اليوم...
لستُ أنا وحدي من نِلتهُ بالوعدِ
و بالتسويفِ....
وبالتخويفِ....
وبالرجاء ....
الكلُ جاءَ وفي أكُفِهمُ من بعضِكَ شيءٌ
والكلُ يُراقِبُ أيهَمُ أشدُ قساوةً منْ طُغيانِك.....
ماْ بين أياْدِيهمْ يقتسِمون....
عُنُقُكَ...
جسدك....
إن كان جسدُكَ هو المقصود.......!
لكني يَدايَ لمْ تصِلَ بعدُ الى المقصُود....
إلى جسدِك...
أو عُنقِكَ المفصول.....
فملايينُ الناسِ حولي يحتشدون....
خوفاً منْ بعضِهِمُ...
خوفاً منك.....
خوفاً من رحمةٍ قدْ يحِملُها بعضُ الناس....
لا أدري لماْ هذا الخوفُ يحِملُني اليكَ...؟
ويحِملُنا اليك....؟
لكني اليوم جِئتُ أحملُ قوَتُنا......
لن أكتتِبَ لأحدٍ غيري...
لن أوكِلُهم...
فجميعَهمُ مشغولونَ بأنفُسِهمْ
سوف يترافعُ كُلاً مِنهُم عنْ نفِسهْ
وعنِ الناسِ منْ حوله....
وسأُدلي بِشهَاداتي نحْوك...
وسيشهدُ كُلاً مِنْهُم...
وسيدلّونَ بِشهَادتِهم عنْ جُرمِك
وعنْ خوفٍ عاشوه بِقُربِك
أو خوفاً من رؤيَتِكْ تلتهِمُ بعضاً منهم
اليومْ هو يومُ الميزان
ويومُ الصِدقِ.....
لا زورَ ولا استِئنافَ في الحُكمِ
الحكمُ هوْ الحُكم........
والمُتهمُ أنتَ.. وما زِلتَ خارج أسوار السِجن
ما زِلتَ تعيثُ الِافساد
وما زِلتَ تروِعُ... وتحشدَ اعداءً لك..
ما زِلتَ تجوبُ الارض......
بحثاً عن عدوٍ لم يرفع دعواه.....
ما زِلتَ تظهرُ وتُلوحَ بحماقاتِكْ....
لكن اليومَ تبدأُ أولَ جلساتِ الاعداء
أعدائُكَ من الضُعفاءِ
ومن المحكومينَ بجُرمِكَ.........
نحملُ في أيديِنا أقلامً وصِحاف
ليس فيها تنديداً أو استِعطاف.......
فزمانُ الخوفِ لرُبما ولىّ....
اليومَ نحمِلُ في أيدينا مظالِمَ نشكوها......
نحمِلُ في أيدينا بعضاً من صبرٍ...
ومن قوة...
ومن ثقةٍ أن الحُكمَ سَيوصِدُكَ خلفُ القُضبان....
إن ترحُمكَ دعوتُهم.....
أو يتواطأْ معك أمينُ السِرِ......
أو يرحمُكَ الجلادون.......
أو يتنازلُ أعدائُك عن قتلك.......
فإني لن أتنازلَ عن حقي
وسأفتحُ جلساتٍ لمحُاكمتِك
بعَدْدَ أعدائِك...........
ولن أنتَظِرَ حتى يُستَدْعىَ الشُهداء.......
دعوتي لا تحتاجُ إلى من يشهد........
إقرارُكَ أنتْ أمام القاضي من يشهدُ لي........
ولن تعترِفَ بجُرمِكَ نحوي...........
بل ستُقِرُ بكُلِ الدعوات....
وسيخدعُكَ غُرورِكَ...
وستحلفُ ندماً أنْ الحق معي
وأنك مُخطِئٌ.........!!!
لا أن تطلُبَ عفوي
أو تخفيفَ الحُكم.........
بل كي تُرغِمَ القاطي بأن يُنطِقْ
و ستلعنُ أمينَ السِرِ عن تواطُئِيةِ ....!
لكني لن أتنازلَ عن حقي
وسيحلفُ أصحابَ الدعوات
بجحودِكَ وبظُلمِكَ
و سينهالونَ عليك بالشتمِ وبالويلات.......
لكن النُطقَ بالدعوةِ من حقي
فقد وُقِفَ أمينُ السِرِ.....
والمحكمةُ قد ضُجتْ بأصواتِ السُكان....
نعم بأصواتِ السُكان......
فهذهِ المحكمةُ لم تخلو منّا يوم
والدعواتِ لم تتوقفَ فيها عنْ ظُلمٍ واستِبدادْ
وعن لعناتٍ يتلوهاْ الحُكام
والمأمورْ
وأمينُ السِرِ....
قبل ان تنالهُ بقليلٍ منْ عفِوك
مسكنُنا نحنُ هُناْ
حتى يُقتصُ لنْا مِنك
او ترْحلَ.....
فالتوبةُ لا تُقبلُ مِنك....
والقهرُ المدفونَ بأصدرِهمْ لنْ يرحل
ولن أنسىْ أنْ الدعوة فيك حلال
وأنْ الموتَ لك لنْا أرحم......
لكِن الحُكمَ ماْ زال أسِيراً
تتداولُهُ ايدي الحُكَام
وأمينُ السِرِ فُصِلَ من القاعةِ
وبيانُ النُطِقِ بالحُكمِ.....
وبالأحكامِ....
وماْ آلت إليهِ قضايانا.....
لن ترجع....
رحلت.... أو رٌحِّلت....
قل ما شِئتَ ....
لكني لن أتنازلَ عن حقي...
وسيطلُ جميعُ الناسِ سُكاناً للمحكمةِ
بدعواهم.....
إنْ رْحلوْا بعدكَ فلن أرحل........
الزُبَيرْ الغُشَيمي
تعِزْ 31\1\2011
ساحة النقاش