أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم مجموعة مبادئ توجيهية محدثة صُممت خصيصًا لمختلف احتياجات البلدان وقدراتها، بهدف مساعدة الحكومات في تنفيذ عمليات التعداد الزراعي على المستوى الوطني.
تأتي جملة التوجيهات الأخيرة، كأحدث إصدار من المبادئ التوجيهية التي تطلقها "فاو" كل 10 سنوات.
ويُعدّ التعداد الزراعي حاسمًا للحكومات في تنفيذ السياسات المستندة إلى الأدلة تعزيزًا للتنمية الزراعية والريفية، ولضمان حصول الأفراد على الأراضي، والنهوض بالأمن الغذائي، والحد من الآثار البيئية السلبية للأنشطة الزراعية، كذلك فإن بيانات التعداد الزراعي ضرورية للقطاع الخاص في اتخاذ قرارات مستنيرة، لتوجيه الاستثمارات في أنشطة الأعمال التجارية الزراعية. وتعطي المعلومات المجمّعة في عمليات التعداد الزراعي صورة دقيقة عن الزراعة وتتيح إطارًا للمعاينة يمكن الاعتماد عليه في عمليات المسح الزراعي الجارية.
وتنطوي عمليات التعداد بوجه خاص على احتساب كامل لبنية القطاع الزراعي، بما في ذلك عدد وحجم الحيازات واستخدام الأراضي والمساحات المحصولية، وكثافة المحاصيل ومرافق الري، واستخدام المدخلات الزراعية، وحصر أعداد القطعان الحيوانية، وكذلك تحديد التركيبة السكانية للمزارعين ومعدلات العمالة السكانية في المناطق الريفية.
واستنادًا إلى تجارب البُلدان والدروس المستفادة على مدى العقود السابقة، تشكل خطوط "فاو" التوجيهية الجديدة جزءًا في برنامج "فاو" العالمي لتنسيق عمليات التعداد الزراعي، ويغطي الفترة 2016-2025.
ولأول مرة، يتيح برنامج التعداد الزراعي الجديد إرشادات حول كيفية تحصيل البيانات ودمجها حول مصايد الأسماك (أنشطة المصايد الطبيعية أدرجت بالفعل)، فضلاً عن الحصول على معطيات حول الغازات المسببة للاحتباس الحراري وانبعاث الأمونيا من الأنشطة الزراعية.
وقال الخبير بيّترو جينّاري، أحد كبار أخصائيي منظمة "فاو"، أن "استخدام هذه الإرشادات من قبل البلدان الأعضاء يضمن أن تأتي نتائج التعداد مواءَمة وقابلة للمقارنة دوليًا، كما يتيح للبلدان قياس أدائها مقارنة بغيرها من البلدان.
وأضاف أنها تلبي احتياجات كلا البلدان المتقدمة والنامية، وتوفر الأساس لتنفيذ برامج متكاملة للتعداد والمسح، بهدف استخدام أساليب وأدوات مبتكرة لجمع البيانات، وفي نهاية المطاف اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة.