\
تعهد كلا منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)، بتكثيف التعاون القائم بينهما للسيطرة على الأمراض الحيوانية، وضمان سلامة الأغذية ذات المنشأ الحيواني، وتشجيع تجارتها الآمنة.
وأعلنت المنظمتان نيتهما تعزيز الشراكة بينهما في المجالات ذات الأولوية التي تشمل الاستجابة المشتركة للأزمات، والبرامج الرامية إلى الوقاية ومكافحة أمراض الحمى القلاعية، وطاعون المجترات الصغيرة، وحمى الخنازير الإفريقية، وداء الكلب، والإنفلونزا الحيوانية المنشأ؛ إلى جانب السعي إلى التغلب على مقاومة الممرضات للمضادات الميكروبية.
وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) تخطط "فاو" مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان، للتركيز على رصد الاستخدام المسؤول للمنتجات الصيدلية ومضادات الجراثيم، وأيضاً العمل على تعزيز النظم البيطرية الوطنية.
وقال المدير العام لمنظمة "فاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا، مخاطباً التجمع العالمي لمندوبي المنظمة العالمية لصحة الحيوان بباريس، أن الصحة الحيوانية "أضحت اعتباراً فائق الأهمية" في أنشطة منظمة "فاو" في غمار سعيها من أجل محو الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وأكد غرازيانو دا سيلفا، بالقول "ونحن ملتزمون بمعالجة الأمراض الحيوانية العالية التأثير بالاشتراك مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الصحة العالمية، والشركاء الإقليميين والوطنيين".
وتملك منظمة "فاو" فعلياً بالتشارك مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان، عدداً من المبادرات الجارية بما في ذلك مركز إدارة الأزمات في مجال الصحة الحيوانية، الذي يتولى مهمات الاستجابة السريعة في حالات طوارئ الأمراض الحيوانية، وشبكة الخبرات المختصة بالإنفلونزا الحيوانية (OFFLU) .
وعملت المنظمتان معاً في مهمات مثل الوقاية، والكشف، والمكافحة لإنفلونزا الطيور (H5N1)، وكما حققتا نجاحاً رئيسياً عام 2011 في الاستئصال الشامل للفيروسات القاتلة التي تسببت في الطاعون البقري بين قطعان الماشية.
وذكر المدير العام للمنظمة العالمية لصحة الحيوان برنار فالات، "إن التعاون الطويل الأمد بين منظمة "فاو"، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان أثبت كفاءته في الوقاية والسيطرة على أمراض حيوانية عديدة في جميع أنحاء العالم".
وأضاف أن "أنشطتنا المشتركة لها دور رئيسي في الحد من الفقر والجوع. واقتناعاً بضرورة مواصلة هذا التعاون الكبير وتعزيز كفاءته باستمرار، اتفق كلا المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة "فاو" على تعزيز ترتيبات تعاونهما القائم".
التهديد المتزايد نتيجة تغير المناخ
وفي خطابه أمام الجمعية العالمية لصحة الحيوان، شدد غرازيانو دا سيلفا على أن تغير المناخ أصبح يمثل تهديداً متفاقماً بالنسبة لمستقبل الصحة الحيوانية، بما يستتبعه من عواقب محتملة على الأمن الغذائي العالمي.
وقال مستشهداً بأحدث تقرير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC)، أن الأمراض الاستوائية المنقولة بواسطة الحاضنات مثل حمى الوادي المتصدع والملاريا، هي شديدة الحساسية للأحوال المناخية؛ في حين قد يؤثر تغير المناخ على توزيع وهجرة الطيور البرية التي تؤوي فيروسات إنفلونزا الطيور.
وأكد غرازيانو دا سيلفا أن تغير المناخ، نتيجة لذلك، بات "مصدر قلق هائل يتعين التشارك فيه"، وأصبح يشكل مجالاً للتركيز الإضافي في صلب أنشطتنا المشتركة.