إن العناية بالمصدات بعد انشائها أمر حيوي لتحقيق الفوائد المرجوة منها و الحفاظ عليها سليمة قوية لأطول فترة زمنية ممكنة. و تتلخص أهم أعمال الصيانة فيما يلي:
(1) العزيق: و يتم إما يدوياً باستخدام الفؤوس و المناقر، أو ألياً باستخدام عزاقات ميكانيكية تعمل بمحرك. و تهدف هذه العملية الى التخلص من الحشائش الغريبة التي قد تنافس نباتات المصد في الحصول على احتياجاتها من الماء و الغذاء و الضوء، و الى تهوية التربة و تحسين نفاذيتها للماء، بجانب تنشيط الكائنات الحية الدقيقة التي تزيد من خصوبة التربة.
و لقد أثبتت نتائج أحدى التجارب أن مصدات الروبينيا التي عزقت تربتها وصل ارتفاع أشجارها الى (7م)، بينما التي لم تعزق تربتها لم ترتفع أشجارها أكثر من (2.5م).
(2) الري: لابد من توفير الكميات اللازمة من مياه الري لنمو نباتات المصد بشكل جيد خلال السنوات الأولى من عمرها، إذ يؤدي الإهمال في الري خلال هذه المرحلة الى ذبول النباتات و موتها في النهاية. و لقد أثبتت التجارب أن الري مرة واحدة كل (10-15 يوم) خلال السنوات الثلاث الأولى يكفي لنمو النباتات بشكل جيد (و يتوقف ذلك بالطبع على ظروف الجو في المكان المقام فيه المصد، نوعية النباتات المنزرعة، قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء). و يمكن تقليل عدد الريات عن طريق العزيق الجيد، تحويل مياه الأمطار الى خنادق و حفر المصد لخزنها في تربة المصد أو تغطية الحفر المنزرع بها النباتات بالقش أو قلف الأشجار أو البلاستيك لتقليل فقد الماء بالبخر.
(3) الترقيع: خلال الأشهر الأولى من انشاء المصد، لابد من المرور عليه دورياً و متابعة حالة النباتات المنزرعة فيه. فاذا تلاحظ وجود بعض الشتلات الميتة، وجب على الفور نزعها و زراعة أخرى مكانها اذا كانت هناك شتلات جاهزة من نفس النوع، و ذلك للحصول على نباتات متقاربة في نموها قدر المستطاع. و عند عدم توفر الشتلات اللازمة للترقيع، فإن هذه العملية تجرى في الموسم التالي مباشرة دون أي تأخير، خاصة إذا كانت النباتات المستخدمة سريعة النمو.
(4) عمليات التقليم و التهذيب: قد تحتاج نباتات المصد بعد غرسها للتقليم الخفيف لإعطائها الشكل المطلوب، بل ان هناك أنواع يؤدي تقليمها الى زيادة تفريعها و نموها بشكل جيد. لكن من الأفضل إختيار أنواع من الأشجار و الشجيرات التي لا تحتاج الى هذه العملية لتقليل المجهود و المصروفات اللازمة لها. و عند الضرورة (لتحسين نفاذية المصد أو توفير الضوء للزراعات المجاورة) فلابد من اجراء هذه العملية حسب الضرورة و ضمن برنامج صيانة مدروس.
(5) لابد أن يشتمل برامج الصيانة على اجراءات لحماية نباتات المصد من القطع الجائر و الحرائق و الرعي العشوائي و مكافحة الحشرات و الحيوانات القارضة (كالسناجب و الأرانب و الفئران) و بعض الطيور (كالعصافير و الحمام البري و نقار الخشب). كما يجب حمايتها من الخلد (يقوم بحفر أنفاق تحت النباتات المنزرعة فتتجمع التربة فوقها مما قد يؤدي الى موتها و إتلاف جذورها)، و من القنافذ (التي تأكل جذور الشتلات المنزرعة فتتسبب في موتها)، و من بعض الضواري كالذئاب و الثعالب و الدببة (التي تتسبب في جرح الأشجار و إقتلاعها من أماكنها بسبب حركتها العشوائية)، و من بعض الحيوانات ذات الحوافر مثل الخنازير البرية و الأيائل و الغزلان (التي تأكل أوراق النباتات و أغصانها الحديثة و جذورها و قد تتسبب في تقليعها بعد غرسها).