هناك تصميمات عديدة لمصدات الرياح، لكنها تختلف باختلاف الغرض من انشائها و طبيعة المكان المطلوب حمايته، و أيضاً مساحته. فمثلاً عند حماية مجتمع زراعي و سكني، فأنه يحاط من الخارج بحزام شجري يتراوح عدد صفوفه ما بين (7-9) صفوف، بحيث تكون الشجيرات الصغيرة من الخارج و المتوسطة في المنتصف و الأشجار العالية من الداخل (الشكل الهرمي المتدرج الذي أشرنا اليه سابقاً).
و يفضل استخدام الكافور و الكازوارينا لكفاءتهما العالية في هذا المقام. ثم تقسم من الداخل الى وحدات أقل، على أن تحاط كل وحدة بمصد رياح مستقل لا يزيد عدد خطوطه عن (2-3) خطوط (و تتوقف المسافة بين المصدات و بعضها على ارتفاع المصد و كثافته).
إضافة إلى ما سبق، تقام أيضاً مصدات لحماية القنوات و المجاري المائية و المسا قي و لتكن من الصفصاف أو الحور أو الكايا، و لا مانع من إقامة خط من الأشجار حول المنازل و حظائر المواشي و الدواجن و المنشئات الزراعية الأخرى التي توفر الظل و الحماية بشرط ألا تحجب الضوء من الوصول بكثافة معقولة إلى هذه المنشأت.
أهم الأشجار و الشجيرات الملائمة لإنشاء المصدات
يتوقف اختيار الأشجار و الشجيرات الملائمة لانشاء المصدات بالدرجة الأولى على طبيعة نمو هذه النباتات و مدى تحملها لظروف التربة و المناخ في الموقع الذي ستزرع فيه و ملائمتها للغرض الذي ينشأ المصد من أجله. كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية و الاقتصادية، فتستخدم مثلاً الأنواع الشوكية في الأماكن القريبة من المدن و ممرات الدواب، بينما تزرع الأشجار التي تصلح ثمارها للعلف في المناطق الفقيرة ، أو الأنواع التي يكون خشبها جيد على الطرق السريعة و حول المدن الكبرى من الخارج فيما يعرف بالزراعة الطولية.
و بصفة عامة يفضل استخدام الأشجار و الشجيرات مستديمة الخضرة و التي تحقق الهدف الأساسي من إنشاء المصد. فلو كان الهدف هو الظل فقط اختيرت الأشجار العالية ذات التيجان الواسعة التي تسمح بمرور أشعة الشمس في الشتاء و توفر الظل في الصيف، أما اذا كان الهدف ينحصر في صد الرياح الجافة أو الباردة أو المحملة بالغبار و الرمال، فينتخب عندئذ الأنواع مستديمة الخضرة ذات الجذور الوتدية العميقة بشرط غرسها في عدة خطوط متقاربة.
