تمثل الملوحة بالتربة دوراًمحدداً لتحديد إمكانية زراعة عديد من الحاصلات  نظراً لتأثيراتها السلبية على معظم الحاصلات البستانية ومن المعروف ان الاراضي الملحية Saline Soils هي تلك التي تقل فيها نسبة الصوديوم المتبادل عن 15% وتزيد درجة التوصيل الكهربي (EC) بها عن ( 4 ) ملليموز ويقل الـ pH فيها عن (8.5 ) وكذلك فهناك الأراضي الملحية القلوية (Sodic or Saline Alkali Soils ) وهي تلك الأراضي التي تزيد فيها نسبة الصوديوم المتبادل على( 15 % ) ويزيد التوصيل الكهربي بها عن (4) ملليموز / 525 م كما يزيد الـ pH فيها عن (8.5) قليلاً وللأسف فان هناك قطاع عريض من هذه الأراضي منتشر بـ ج م ع  مما يؤثر في إمكانية زراعتها بالحاصلات المختلفة نظراً لمشاكل الملوحة العديدة وقبل ان نوضح كيفية خفض الملوحة أو الحد من أضرارها لابد أن نوضح دليلاً أسترشادياً لتوضيح الحد الأقصى للملوحة الذي يمكن أن تتحمله محاصيل الخضر المختلفة مقارنة ببعض محاصيل الفاكهة وكذلك المحاصيل الحقلية جدول(1 , 2 , 3 ) موضحاً به تأثير زيادة مستوى الملوحة بالتربة ومياه الري على النمو والإنتاجية .

 

- ومن خلال بعض الجداول الاسترشادية يمكن أن نتوقع تقريبيا مقدار المحصول المتوقع الحصول عليه في حدود مستوي الملوحة الموجودة بالتربة وماء الري، وللحد من الآثار السلبية للملوحة لابد من اتباع برنامج خدمي للتربة، وذلك عند إعدادها للزراعة وبعد زراعتها، وها هي النصائح الواجب أخذها في الاعتبار لتلافي أضرار الملوحة عند الزراعة.

1 ـ توفير صرف جيد بالتربة وتحسين نفاذيتها وتقليب التربة أثناء إعدادها للزراعة.

2 ـ إضافة المحسنات بالتربة مثل الجبس الزراعي لكي يحل الكالسيوم محل الصوديوم، وكذلك أملاح الماغنسيوم واستخدام الأحماض المختلفة ومركبات الكبريت والكبريت الزراعي المخصب.

3 ـ بعد تحسين النفاذية يتبع برنامج لغسيل التربة بالري الغزير، وذلك في حالة توافر مصدر جيد لمياه الري "ويتبع في هذه الحالة جداول ومعادلات خاصة لحساب كمية الماء التي تلزم لخفض الملوحة إلي المستوي المقبول".

4 ـ إضافة أكسيد الحديد المغناطيسي (الماجنتيت) بمعدل من 150ـ 200كجم/ للفدان فهو يزيد من مقدرة تحمل النباتات لتأثير الملوحة علاوة علي استخدام التقنيات المغناطيسية، وذلك إما بمعاملة البذور قبل زراعتها أو ري الشتلات أو النباتات بالماء الممغنط، ويستخدم في ذلك مجالات مغناطيسية محددة.

5 ـ الاهتمام بالمخصبات الحيوية فإن لها تأثيرات إيجابية لتحسين كفاءة النباتات تحت الظروف المحلية مثل استخدام بكتيريا Thiobacillus وهي بكتيريا مؤكسدة للكبريت. حيث تؤدي إلي سرعة تكوين الكبريتات مع سرعة تحسين خواص التربة وخفض الـ PH بالتربة، وكذلك استخدام المخصبات الحيوية الطبيعية.

6 ـ في حالة زراعات الخضراوات يتم إعداد مصاطب الزراعة بحيث تكون مرتفعة وعالية، خصوصا في حالة الخضراوات ذات المجموع الجذري السطحي حتي تعطي فرصة لغسل الأملاح (التزهير للأملاح) علي جوانب المصاطب ثم يتم كشطها بعد ذلك.

7 ـ إن تغطية التربة بالملش الأسود يمكن أن يلعب دورا في الحد من آثار الملوحة. حيث انه يقلل انتقال الاملاح بالخاصية الشعرية في منطقة الجذور عن طريق البخر.

8 ـ هناك بعض المعاملات التي تتم علي البذور قبل زراعتها لزيادة مقدرة تحمل النباتات للملوحة مثل:

أ ـ تعريض البذور لنقعها في محاليل ذات ضغط إسموزي عالي (Seed Prining) مثل نقع بذور الطماطم في محلول من الـ PEG 40000 دالتون بولي إيثيلين جليكوك.

ب ـ نقع البذور في محاليل ملحية من كلوريد الصوديوم قبل زراعتها يحدث تغييرات فسيولوجية بالجنين تزيد من مقاومته لأضرار الملوحة.

ج ـ استخدام بعض منظمات النمو لزيادة مقدرة التحمل للملوحة مثل القمح، فول الصويا.

9 ـ رش النباتات ببعض منشطات النمو التي ترفع من كفاءة نمو النباتات تحت ظروف الاجهاد مثل استخدام الاحماض الأمينية أو استخدام مستخلصات الطحالب، وكذلك الرش بالسالسيلك أسيد ومنتجاته.

10ـ حقن المركبات المتخصصة بالتربة مع ماء الري للحد من أثار الملوحة مع ماء الري وهذه المركبات تعتمد علي مركبات الكالسيوم الميسرة والمحملة مع بعض الأحماض مثل الجلوتاريك أسيد ومضافا إليها بعض الأحماض الأمينية المتخصصة مثل البرولين، وكذلك مواد تعمل علي ترطيب منطقة الجذور مثل البولي سكاراديز أو الـ PEG.

11 ـ استخدام مركبات الهيومي أسيد حيث انه يلعب دورا مهماً في تحسين خواص التربة الفيزيائية، وكذلك تحرير عنصر الكالسيوم بالتربة عن طريق تخليبة، مما يحد من أثر الملوحة بالتربة، وهو يتوافر بالأسواق في صور عديدة من المركبات التجارية.

12ـ ترشيد استخدام الأسمدة المعدنية الكيميائية حيث إن الاسراف في استخدامها يزيد من تركيز الاملاح في المحلول الأرضي، ويعبر عن هذه الزيادة بالـ Sait Index دليل الملوحة وهو يقدر بإضافة السماد إلي التربة وقياس الزيادة التي يحدثها بالضغط الأسموزي للمحلول الأرض، هذا ويجب ان يوخذ في الاعتبار بأن معظم الأسمدة النيتروجينية والبوتاسية ذات دليل ملوحة أعلي من الأسمدة الفوسفاتية، وعليه يجب الترشيد في استخدامها وأن يؤخذ دليل الملوحة للسماد بالاعتبار عند اختيار نوعية السماد المستخدم، وتكون الأفضلية للسماد المستخدم هو ذو دليل الملوحة المنخفض.

13 ـ زراعة الأصناف المتحملة نوعا ما للملوحة وحديثا لعبت الهندسة الوراثية وبرامج التربية دورا كبيرا في ذلك عن طريق إنتاج الأصناف المتحملة للملوحة، وهذا في عديد من محاصيل الخضر، وكذلك في حالة محاصيل الفاكهة مثل استخدام الأصول المتحملة للملوحة.وللحديث بقية إن شاء الله بالعدد القادم.

 

 

 

 

 

 

المصدر: قناة مصر الزراعية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 490 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,667,594