( أولا ) :الاضطرابات والأعراض الاكتئابية

أجري كازدين وزملائه 1985 ( Kazdin et al)  دراسة مقارنه علي عينة من الأطفال المقيمون في المستشفي ويتعرضون للعنف الأسري ومجموعة أخري ضابطة وكانت أعمار الأطفال بين ثلاث وست سنوات فوجد أن  أطفال المجموعة الأولي  أكثر اكتبائا وأقل تقديرا للذات .

ولقد توصلت  بدرية أحمـد 1994 في دراستها علي الأطفال المترددين علي المستشفي في الفئة العمرية من عشرة إلي خمسة عشر عاما وزاد علي ذلك أن توقعات الأطفال سلبية نحو مستقبلهم ويؤكد أوتس 1996 (Oates ) نفس النتائج حيث وجد أن الأطفال المتعرضين للعنف لديهم عدد قليل من الأصدقاء ،وأنهم أقل لهوا ، وأكثر إحباطا ، وأكثر إحساسا بالخطر وأكثر حرصا مما يعكس ترقبهم العالي لآبائهم.

وفي دراسته عن أكثر الأعراض انتشارا في الأطفال المعتدي عليهم وجد جيلمارتين 1994 ((Gilmartin  أن اضطرابات النوم وخاصة الأرق والأحلام المفزعة ، وشدة التيقظ ، وحدوث نوبات من الدوار وخاصة عند الاستيقاظ ، كما تنتشر بينهم الأعراض النفس جسمانية بدرجة كبيرة بينهم.

 

وفي دراسته علي 666 طفل ومراهق في الفئة العمرية من 9 ـ 17 سنه وجدت ألان ورفاقها 1997   Alan et al ) )  أن 25.9% منهم تعرض ويتعرض للاعتداء البدني وانهم يعانون من الاكتئاب الجسيم الذي يصاحبه بدرجة كبيرة انخفاض الأداء الاجتماعي.

وفي دراسة ماك ميللن ورفاقه 2001 ( Mac Millan et al )  علي 7016 شخص في الفئة العمرية من 15وحتى 64 سنة عن طريق عمل مقابلة إكلينيكية شبة مقننة وجد أن السيدات اللاتي تعرضن للاعتداء البدني لديهن ارتفاع في معدل انتشار اضطراب الاكتئاب الجسيم ( Life time prev. ) ، ويرتفع معدل الانتشار في حالة حدوث الإيذاء الجنسي و البدني معا أثناء الطفولة.

ويري ريان ورفاقه 2000 ( Ryan et al ) أن في دراستهم علي 329مراهق أن كلا من الإيذاء البدني والجنسي في الطفولة يرتبط بشدة بالاكتئاب أثناء المراهقة وكانت للعوامل الأسرية دورا كبيرا في حدوث هذا.

وقد وجد لو و وايز 2003 ( Lau and Weisz ) أن حوالي 35% من الأطفال المتعرضين للعنف يعانون من اضطرابات اكتئابية.

كما ترتفع معدلات انتشار الاكتئاب الجسيم وقلق الانفصال بين الفتيات اللاتي تعرضن للإيذاء الجنسي

(Sadowski et al 2003)

( ثانيا ) : اضطـرابات السـلوك

تشير الدراسات إلي وجود علاقة بين تعرض الأطفال للعنف الأسري وبين حدوث اضطرابات السلوك لديهم خاصة السلوك العدواني ، فالتربية القاسية التي تقهر الطفل وتعاقبه بدنيا وتؤلمه نفسيا تنمي العدوان لديه وتجعله يفشل في تنمية التحكم في الغضب والعدوان.

ووجد نيوبيرجر 1977 Neubeger ) )  أن الطفل المتعرض للعنف لديه عدوان في خياله بدرجة كبيرة ومميزه ، كما أن لديه سلوك عدواني شديد خارج وداخل الفصل مقارنه بالعينه الضابطة .

.وفي دراسته علي 59 طفل تعرضوا للعنف و29 طفل تعرضوا للإهمال مقارنه ب30 طفل كعينه ضابطة وجد جرين  1978Green ) ) أن العض والحرق وجرح الجسد ومحاولات الانتحار بالشنق تنتشر بنسبة 40% بين المتعرضين للعنف ، 17.2% بين المهملين مقارنه بالعينة الضابطة 6.7% ، ويفسر جرين هذا لإحساس الطفل بعدم القيمة وكراهيته لنفسه كتابع ثانوي لقهر الأباء له ولشعوره بالرفض منهم ، كما يري نفس الباحث عام 1984 أن الطفل المتعرض للعنف لا يريد توجيه العدوان نحو المعتدي وذلك لأنه جزئيا يعتبره توجه خطير وغير محكوم ، ولأنه ثانيا يلوم نفسه ويعتقد أن المعتدي أراد بإساءته أن يصفه بالسوء لذا يقوم بتوجيه الإيذاء نحو نفسه، فلا يستطيع الطفل أن يلعب مع أقرانه لمده طويلة دون ضربهم أو سبهم أو إيذائهم بشكل أو بأخر كما نجد أن لغته عدوانية مثل سلوكه ، فالطفل يعمم توقعات التعرض للأذى من كل الناس بما فيهم الأقران.

ويري زيناه وزيناه 1989( Zeanah and Zeanah ) أ ن هؤلاء الأطفال لا يكتفون بتوجيه العدوان نحو المسئولين عنهم أو نحو زملائهم فقط بل يحاولون تدمير ذواتهم وعقاب أنفسهم ، وقد يصل الإيذاء إلي الانتحار أو الانسحاب كلية من المجتمع.

وأكد ميلونيسكي وهانسن  1993 (a nd Hansen  Malinosky ) علي وجود ارتباط ذو دلالة إحصائية بين تعرض الأطفال للعنف البدني وسلوكيات إيذاء الذات والانتحار.

والتعامل بقسوة مع الأطفال يؤدي إلي أن يتعاملوا مع أباهم بنفس القسوة والعدوان وهو ما يؤكده كيتز  1994 ( Katz ) في دراسته علي 122 طفل في سن ما قبل المراهقة .

وفي دراستهما علي 52 طفل في الفئة العمرية من سبعة إلي خمسة عشر عاما وجدت أنجيلا و ديفيد 1995( Angela and David )  أن 43 منهم لديهم معدل عالي من العدوان والعناد .

ووجد فيلدمان وزملاؤه 1995 ( Feldman et al) أن الأطفال المتعرضين للعنف لديهم علاقات اجتماعية مضطربة مع الأقران ، كما يعانون من المشاغبة والشجار الدائم والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية .

كما أن لديهم خوف مفرط من الغرباء ويعانون من الخجل الشديد.

كما وجدا كلا من  ديفيزو آخرون 1994(Davis et al ) ،  لوس واليكسندر 1997 ( Loss. and Alexander) ارتفاع معدل الاضطرابات السلوكية بين المراهقين  المتعرضين للعنف  خاصة العدوان والعناد.

 

ووجد جورج ومين 1997(  George and Main)  في دراسته علي  طلاب مدارس التمريض أن الطلاب المتعرضين للعنف الأسري  كانوا يقومون بالعدوان اللفظي علي مدرسيهم ، وغالبا ما يهاجمون زملائهم.

 

( ثالثا ) : الاضطراب الكربي التالي للرضح ( الانعصاب التابع لحادث )

Post traumatic stress disorder  (PTSD)

 

يتأثر الأطفال بالاعتداء البدني والنفسي المخيف الذين تعرضوا له فهم يعانون من الخوف الشديد والأحلام المخيفة واضطرابات النوم إضافة إلي سلوك نكوصي ، كما يميلون إلي تمثيل موقف الصدمة في الحقيقة والرمز والتخيل واللعب وفي الرسم أيضا كرد فعل دفاعي يمكن الطفل من التحكم في الصدمه والسيطرة عليها التي قد تحدث رغم كل ذلك دون إنذار.                         

ووجد أن هناك ارتباط كبير بين التعرض للإيذاء الجنسي أو الجسدي أثناء الطفولة وبين حدوث كرب ما بعد الرضح حيث يتم استرجاع الأحداث سواء في الواقع أو الأحلام وتكون هناك أعراض زيادة اليقظة وسلوك تجنبي لهذه الخبرات.

ويعتبر الإيذاء الجنسي أكثر تأثيرا من الإيذاءالجسدي في حدوث كرب ما بعد الرضح حيث وجد ديبلينجر وزملاؤه 1989  ( Deblinger et al )  في دراستهم أن 20طفل من 29 تعرضوا للإيذاء الجنسي تم تشخيصهم كرب ما بعد الرضح  حسب الدليل الإحصائي الأمريكي الثالث المعدل

 ( DSMIII R ) ، مقابل 2 تعرضوا للإيذاء البدني من 29 آخرين لديهم نفس التشخيص ، و3 من 29 طفل من  العينة الضابطة.

وتري الدراسات أن حوالي 3.5% من الأطفال المتعرضين للعنف أثناء الطفولة يحدث لهم كرب ما بعد الرضح أثناء الرشد.

وتعد مكانة المعتدي وعلاقته بالطفل من أهم حيثيات حدوث كرب ما بعد الرضح ، وهو ما أشار إلية ميكلير وزملائه 1988( Mcleer et al )  في دراستهم علي 31 طفل حيث وجدوا أن 48.4% تعرضوا للإيذاء الجنسي ولديهم مواصفات كرب ما بعد الرضح ، وأن 75% من المعتدين هم الآباء ، 25% كان شخص بالغ ذو ثقة من الطفل.

ويري ديفيز وآخرون 1994 ( Davis et al )   أن الإيذاء البدني يؤدي إلي حدوث اضطرابات انفعالية وسلوكية واجتماعية أكثر مما تؤدي إلي حدوث كرب ما بعد الرضح حيث وجد أن 3 فقط من 27 مريض تعرضوا للإيذاء البدني أثناء الطفولة لديهم مواصفات كرب ما بعد الصدمة.

وقام مارك وزملاؤه 1995 Mark et al )  )  بدراسة علي 109 طالب في الفئة العمرية (11ـ 19سنة ) تم تحويلهم إلي العيادة الخارجية لقيامهم بعمل مشاكل سلوكية مع زملائهم ، وجد أن 27 منهم تعرضوا للعنف الأسري  منهم14 طالب عنف بدني ،و7 طلاب عنف جنسي ، 16 طالب عنف جنسي وبدني معا، وأن 22 طالب من 27 لديهم المواصفات التشخيصية لكرب ما بعد الرضح ، وارتبطت شدة الأعراض بوجود الاعتداء الجنسي ، و أن يبدأ العنف في سن مبكرة ، وأن يكون المعتدي هو الأب أو الأب البديل .

( رابعا ) : نقـص الانتبـاه وفـرط الحـركـة( ADHD )

يعتبر نقص الانتباه وفرط الحركة من التداعيات المشهورة للعنف الأسري سواء كان الاضطراب منفردا أو مصاحبا لاضطرابات السلوك ففي دراسة مكيلر وزملاؤه 1992 Mclear et al ) ) علي 27 طفل تعرضوا للعنف الجنسي ، وجد أن 33.3 % منهم لديهم مواصفات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة حسب DSMIII R  .

FONT-SIZE: 15pt; LAYOUT-GRID-MODE: line

  • Currently 106/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 1539 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2007 بواسطة alysmail

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

106,038