هل تفاقم الأزمة السورية من انتشار المخدرات في المنطقة العربية؟
منذ بداية الأزمة المتفاقمة في سورية، وتزايد أعداد اللاجئين والنازحين والعاطلين عن العمل بشكل متصاعد وسريع، مع ضعف أو انعدام ضبط مناطق مختلفة من الحدود، توقعنا أن يشكل ذلك تربة خصبة لتهريب المخدرات وانتشارها بين شبابنا، في المنطقة العربية التي تشكل منطقة عبور لتجارة المخدرات وظهور أسواق جديدة لها، وهو أمر كثيرا ما نخشاه لأنه يصيب الإنسان في الحاضر والمستقبل، وازداد قلقنا يوماً بعد يوم ونحن نطالع في وسائل الإعلام عن ضبط كميات من المخدرات منها في لبنان والأردن وسورية والعراق والسعودية والإمارات والكويت وغيرها.
لقد زاد قلقي وأنا أطالع تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، (تقرير “وضع المخدرات في العالم 2012″)، الذي يصدر في 2013 فقد وجدته خالياً حتى من إشارة واحدة عن الوضع في سورية وتداعياته على قضية انتشار المخدرات في المنطقة، وكذلك فعاليات مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومكاتبه وهو يتولى مجال مكافحة المخدرات غير المشروعة والجريمة الدولية. وتُعهد إليه ولاية مساعدة الدول الأعضاء في كفاحها ضد المخدرات والجريمة والإرهاب، ويعمل بالتعاون مع مجلس وزراء الداخلية العرب.
كذلك هو الحال عند متابعتي فعاليات اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتّجار غير المشروع الموافق 26 حزيران/يونيو من هذا العام، فلم أجد كذلك إشارة إلى ذلك وحتى فعاليات توعوية تحذيرية في مخيمات اللاجئين والدول المجاورة أو برامج إعلامية حول ذلك.
مع توافر كل عوامل الخطورة المذكورة وتزايد الأخبار عن ضبطيات في أكثر من مكان في المنطقة لابد من وضع خطة إقليمية يقودها مكتب متخصص أو لجنة عمل تسعى إلى المباشرة حكومياً ومجتمعياً وإعلامياً لرصد ومعالجة وتقييم ومتابعة هذه الأزمة قبل استفحالها سيما بين شبابنا وأبنائنا في الوطن العربي والعالم، فالتأخير في مواجهة هذه القضايا في الحاضر يتعذر استدراكه في المستقبل.
ورغم اعتقادي أننا تأخرنا كثيراً في التصدي لهذه المشكلة الخطيرة فإنني أستذكر عبارة اختتمت بها أكثر من ندوة مجتمعية للتوعية بأخطار المخدرات في عام 2009-2010، واستخدمتها فيما بعد في أكثر من مقال:
“ليس المجتمع السليم الذي لا يعاني من مشاكل وأخطار المخدرات فحسب، بل هو المجتمع الذي يعمل على أن يظل أبناؤه في مأمن منها”
د.غسان شحرور
الشبكة العربية للأمن الإنساني
ساحة النقاش