أثر الإعاقة على الفرد ومدى تكيفه معها .....

هذا البحث أو ورقة العمل مثل ما يحب القارئ تسميته كتب في عام 1418 ه يوم كنت في الجامعة .. ولم أتوقع حينها أن أكون من ضمن من يخدم هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا .. فهم يحتاجون إلى كل رعاية وخدمة نستطيع تقديمها إليهم . سواء عن طريق إبراز مواهبهم أو دعمهم الدعم الذاتي وإزالة العقبات التي يواجهونها .. بقدر المستطاع ....

المقدمة
ينظر الكثيرون إلى ذوي العاهات على أنهم أشخاص غير عاديين وهذه نظرة خاطئة إذ أنه يجب النظر إلى هؤلاء على أنهم أشخاص عاديون لديهم بعض العاهات أما مشكلات ذوي العاهات التي لا ترتبط بعاهاتهم فشأنها في ذلك شأن أي مشكلات لدى أي شخص آخر أما المشكلات التي ترتبط بعاهاتهم فتنشأ معظمها نتيجة لتكوين مفهوم ذات سالب لديهم . وهكذا يحال الكثيرون من ذوي العاهات إلي العيادات النفسية لعلاج اضطرابات سلوكية ولحل مشكلات نفسية ..

عنوان البحث
( أثر الإعاقة على الفرد ومدى تكيفه معها ..)

أسئلة البحث .....
1- ماذا يندرج تحت مفهوم الإعاقة ..؟
2- ما هي أسباب مشكلات ذوي ( المعوقين ) ؟
3- ما هي المشكلات التي يعاني منها المعاق ؟
4- ما هي الأعراض لذوي العاهات ؟
5- ما هو العلاج المناسب لهذه الحالات ؟ وما هي أهم الخدمات التي تقدم لهم ؟

الإجابة على الأسئلة

السؤال الأول / يندرج تحت مفهوم الإعاقة ما يلي :
ذوو العاهات الجسمية التي تعوقهم حسيا مثل ( العميان والصم )
ذوو العاهات الجسمية التي تعوقهم حركيا مثل ( المقعدين )
المعوقين عقليا ... مثل ( ضعاف العقول )
متعددو الإعاقة مثل ( الصم والبكم والعميان والمشوهين )

السؤال الثاني / أسباب مشكلات ذوي العاهات تنقسم حسب كل عاهة على حده إلى أسباب ولادية ( يولد بها الفرد ) وأسباب أخرى مكتسبة وتسبب اتجاهات الناس الخاطئة نحو ذوي العاهات وعاهاتهم مشكلات أخطر عن العاهة نفسها ..
فمثلا .. نجد أن أسباب العمى كثيرة منها الأمراض المعدية مثل الرمد الحبيبي ورمد المواليد والجدري والزهري وغير ها من الأمراض المعدية العامة والحصبة والدفتيريا والحمى القرمزية والالتهاب السحائي والدرن والجذام والحوادث وجروح العيون والتسمم والأورام والأمراض العامة مثل تصلب الشرايين وأمراض الجهاز العصبي المركزي والسكر والأنيميا وأسباب أخرى مثل الماء الأزرق والماء الأسود والاضطرابات الوراثية والحوادث .....

السؤال الثالث / تنقسم المشكلات إلى قسمين .. هما .. ( أ ) مشكلات عامة ... ( ب ) أخرى خاصة ..

أ ) فأهم المشكلات العامة ما يلي :.

1 ) المشكلات الاجتماعية ..
تضيف اتجاهات الناس الخاطئة نحو المعوقين وذوي العاهات وعاهاتهم مشكلات هي في الواقع أخطر من العاهات نفسها في كثير من الأحيان ..
وأحيانا نلاحظ الشفقة الزائدة تجاه المعوقين وذوي العاهات وأحيان نجد القسوة على أساس الاعتقاد السائد بأن ( كل ذي عاهة جبار ) وهناك مشكلة الاعتماد على الغير مما يجعل الآخرين ينظرون إلى المعوقين كعبء وغالبا ما يصاحب ذلك مشكلة عدم الاطمئنان للغير .
2 ) المشكلات الأسرية ..
قد ينظرون الوالدان إلى الطفل المعوق على أنه عقاب من الله لهم على خطايا سابقة من مشاعر إثم شديدة وشاذة وقد يعتقدون إنهما سبب الحالة وقد يرفضان الطفل وقد ينظر أفراد أسرة المعوق إليه على أنه يمثل مشكلة طول الحياة مما يحتاج إلى خدمات إرشاد دوري مدى الحياة ...
3 ) المشكلات التربوية ...
قد تنقص الإمكانات والمعدات والأجهزة التي تحتاج إليها تربية وتعليم وتأهيل المعوقين . وقد لا تتوفر الأعداد الكافية من المدرسين والأخصائيين المؤهلين للعمل معهم حسب حالاتهم مثل المتخصصين في التعليم بطريقة الإشارة أو الطريقة الشفهية ..
4 ) المشكلات المهنية ..
ومنها نقص فرص العمل أمام المعوق إذا قورن بغير المعوق وتوجد كذلك صعوبات إيجاد العمل بسبب إحجام أصحاب العمل عن تشغيل المعوقين لاعتقادهم أنهم اقل إنتاجا وأكثر تعرضا للحوادث وهناك مشكلة البطالة الكاملة أو الموسمية أو المقنعة ويلاحظ الاشتغال بأعمال التسول المتقع وراء العجز أو العاهة ..
5 ) المشكلات الانفعالية ..
ومنها الشعور العام بعد الرضا والخوف والشعور بالإحباط ومشاعر النقص والعجز ( الحقيقي أو المتخيل ) والأسى والحسرة والغيرة والعصبية ... ومشاعر الاعتراض والبغض للبيئة التي تصف الفرد بالعجز مغلفا بمظاهر الشفقة ويرتبط بهذا كثير من الحالات لأزمات انفعالية حركية وعادة ما تؤدي هذه المشكلات إلى سوء التوافق الانفعالي ..
6 ) مشكلات الزواج ..
ومنها رغبة البعض في الزواج مع وجود عوائق في سبيل تحقيق هذه الرغبة وإقلاع البعض وعدم تفكيرهم في الزواج لكونهم معوقين والزواج من شريك حياة له نفس الإعاقة والزواج من شريك حياة غير معوق وهي فرص نادرة والخوف من تأثير عامل الوراثة على الأولاد ومشكلات تربية الأولاد ومشكلات الأعمال المنزلية ويلاحظ أن مشكلات الزواج أكثر حدة في حالات الإناث المعوقات نسبيا عنها في حالات الذكور ...
7 ) مفهوم الذات السالب ...
يتأثر مفهوم الذات لدى المعوق بحالته ويتأثر مفهوم لديه كذلك نتيجة لفقدانه حاسة أو طرفا أو قدرة أو نتيجة لوجود تشويه في مفهوم الجسم وهو بعد هام جدا من أبعاد مفهوم الذات كذلك تأثير الاتجاهات الاجتماعية التي تلونها الشفقة ووصفه الحالة بالعجز على مفهوم الذات يكون غالبا تأثيرا سيئا أو مشوها ..

ب ) أما المشكلات الخاصة .. فهي ..

1 ) مشكلات العميان وضعاف الصر ..
حيث يعتبر البعض أن فقدان البصر والحرمان من النظر هو أسوأ شيء يمكن حصوله للإنسان ...
2 ) مشكلات الصم وضعاف السمع ..
وأهمها نقص الاتصال بالعالم الخارجي سمعيا مع وجود الاتصال البصري مما يؤدي إلى الشكوك في سلوك الآخرين ..
3 ) مشكلات المعوقين جسميا ..
وتشمل هذه الفئة المعوقين مثل بالكساح وشلل الأطفال وحالات البتر وتشمل المشوهين ولاشك أن تقييد الحركة من أخطر مشكلات المعوقين جسميا وما يترتب على ذلك من سوء التوافق ..

السؤال الرابع / الأعراض ..وتشمل ما يلي :.
1 ) العمى وضعف البصر والصمم وضعف السمع والكساح وشلل الأطفال والبتر وغير ذلك من التشوهات وخاصة تشوهات الوجه والعيوب الخاصة بالنمو ..
2 ) وقد يصاحب العاهة تمركز مفرط حول الذات وشعور بالنقص وسوء التوافق الشخصي أو الانفعالي أو الاجتماعي أو المدرسي أو المهني والخضوع أو العدوان واضطراب وتشوه مفهوم الجسم أو مفهوم الذات بصفة عامة ..
3 ) يضاف إلى هذه المشكلات الاجتماعية مثل الاتجاهات السالبة والتعميمات الخاطئة والاعتماد على الآخرين في حالة الإعاقة الشديدة .. والمشكلات الأسرية مثل .. رفض المعوق والمشكلات المهنية مثل .. نقص فرص العمل وصعوبة إيجاده والبطالة والاشتغال بأعمال التسول والمشكلات الانفعالية مثل .. الخوف ومشاعر العجز والأسى والغيرة واللازمات الانفعالية الحركية ومشكلات الزواج مثل .. الإقلاع الإجباري عنه يسبب الإعاقة والزواج من شريك معوق أو غير معوق مع الخوف من تأثير عامل الوراثة ومشكلات تربية الأولاد ومشكلات الأعمال المنزلية ... الخ
4 ) ويرتبط بالإعاقة الحرمان من بعض المثيرات البيئية ونقص الاتصال بالعالم الخارجي وتقييد الحركة ...

السؤال الخامس / أهم التوصيات لعلاج مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة ... ما يلي ..:
1 ) العلاج النفسي .. ويتضمن تقديم الخدمات النفسية المتخصصة وتحسين مستوى التوافق الشخصي والاجتماعي وتنمية المواهب مثل .. الرسم .. الخ
وتصحيح مفهوم الذات وفكرة المعوق عن نفسه واتجاهاته نحو عاهاته والتوافق معها حتى لا تزداد حالته سواء وتجعل العائق مضاعفا ويزيد الطين بله .. والعلاج بالعمل لتنفيس الانفعال وتعلم مهنة وتشجيع المعوق على الاستقلال والاكتفاء الذاتي حتى لا يشعر المعوق باعتماده الكامل على الآخرين والقلق والتهديد عندما يتركونه .. مع تجنب المواقف المحبطة بقدر الإمكان ولكن بدون الحماية الزائدة وإشعار المعوق بأهمية الأسرة والمدرسة والجماعة حتى يرى انه ليس عبئا ثقيلا وحتى ينمو لديه اتجاه سليم نو نفسه ونحو الآخرين وتوفير الجو الانفعالي المتقبل للمعوق ويجب أن نلاحظ أن (( تقبل المعوق + الإحالة للمختصين + العلاج المناسب = النجاح ..
2 ) الإرشاد النفسي .. خاصة الإرشاد العلاجي والتربوي والمهني والزواجي للمعوقين وإتاحة فرصة التعليم إلى أقصى حدج تسمح به قدراتهم حتى يمكن الوقاية من مضعفات نفسيه للعجز القائم والتغلب على مشكلة بطالة المعوقين كذلك يجب الاهتمام بإرشاد الوالدين حول طريقة معاملة العوق بحيث ينمو صحيا ونفسيا ..
3 ) العلاج البيئي ... ويتضمن تقديم الخدمات الاجتماعية وتصحيح اتجاهات الناس والزملاء نحو ذوي الاحتياجات الخاصة الذي لا يخرجون عن كونهم أفرادا عاديين فقدوا حاسة أو قدرة من القدرات ولديهم في نفس الوقت نواحي قوة يمكن استغلالها في نموهم كمواطنين صالحين في المجتمع ويجب الاهتمام برفع مستوى المدرسين ومختلف العاملين في مجال المعوقين والتوعية بأهمية التأهيل للمعوق سواء في بال الصحة النفسية أو الجسمية ..
4 ) العلاج الطبي .. والتصحيح الطبي إلى أحسن درجة ممكنة وتوفير المساعدات السمعية والبصرية لضعاف السمع والبصر .. والأجهزة للمشلولين والأطراف الصناعية للمبتورين وإجراء العمليات الجراحية اللازمة للمشوهين ..
ومن الخدمات .. يجب تأكيد جوانب القوة أكثر من جوانب الضعف ..
ويجب تأكيد جوانب الشبة والتساوي مع العاديين أكثر من جوانب الاختلاف والنقص .
ويجب تأكيد الإمكانات الموجبة أكثر من تأكيد ضروب العجز ويجب الاهتمام بالحالات الفردية وعدم تعميم ما هو معروف من خصائص أو مشكلات عامة على الحالة الفردية ويجب التمييز بين حالات الإعاقة الولادية وحالة الإعاقة التي تطرأ نتيجة الحوادث مثلا .. ويجب أن تعرف أن حالات الإعاقة الخطيرة تختلف عن حالات الإعاقة المتوسطة والطفيفة وأن حالات الإعاقة الكاملة تختلف عن حالات الإعاقة الجزئية وأن حالات الإعاقة المنفردة تختلف عن حالات الإعاقة المزدوجة أو المتعددة ..


المراجع / الصحة النفسية والعلاج النفسي ... حامد زهران
المرجع الآخر / التوجيه والإرشاد النفسي ... حامد زهران