مجلة السندريلا الأدبية

مجلة السندريلا الأدبية للنشر والتوثيق الادبي يحررها اساهي فريد0

نهاية كل لقاء ، رحيل 

 

العلاقات الإنسانية ليست علاقة عابرة. لأن كل شيء سينتهي، فكيف بلقاء؟ حتى عوامل الطبيعة تنتهي، لأن الوجود محدود، خاصة وجود البشر، الأشياء، الحيوانات، و كل ما يتخلل الطبيعة .

 

قال أبو الطيب المتنبي: "ترقُّب المكروه أشد من وقوعه". حتى اليوم يبدأ وينتهي، هطول المطر يبدأ وينتهي، لكل آن أوان .

 

قبل اللقاء، خاصة اللقاء الأول، إذا كان اللقاء مرتقبًا: تكون الأفكار متضاربة، هل سيكون قبول للشخصية، أم تَقَبُّلٌ لها؟ أأذهب؟ الخشية تكون مسيطرة، خاصة إذا كان لقاء من أجل عملٍ ما، أو حل مشكلةٍ ما، أو تحديدٍ لمصير .

 

عند الموعد المحدد، تكون خطوة إلى الأمام بارتجاف الفكر والأطراف، كون اللقاء هو الأول، بل النظرة الأولى تحدد معيار المقابلة أو اللقاء، المهم أن هذا اللقاء سينتهي. وبنهايته استعدادٌ للرحيل. إنما رحيل قبل الرحيل، بأفكارٍ متضاربة، بثقةٍ متأرجحة، بأساريرٍ غير مفهومة، أو المهم! انتهى .

 

أما اللقاء الأخير: فاستعداد الفكر، وتحضير ما يجب أن يقال، حسب ردة الفعل الأولى من الطرف الآخر. في السلبية قد يختلف الموقف، في الصلح المشروط كذلك، كون قرار الرحيل قد اتخذ

 

عند حدوث اللقاء تتبدد كل الأفكار، كون ما من حرف مكتوب للتذكير. قيل ما قيل، انتهى اللقاء، حلّ الرحيل..

*

 ( كما أن طريق الإنسان إلى الموت تبدأ عند مولده، أو بالأصح عند تكوّنه). حياة الإنسان تنتهي .

من البداية :

قد يحدث الحمل دون تخطيط، إنما حدث. قد يسقط الجنين قبل مولده، ينتهى كل شيء.

أما إذا استمر الحمل بالعناية الطبية، تكون نهايته الولادة. يولد الطفل بالعناية والرعاية له ولأمه. قد يحدث أمرٌ ما، يموت الطفل، حلت النهاية قبل اكتمال الحياة الموعودة .

أو يكبر الطفل، يصبح رجلًا أو امرأة. لا أكتب عن الذكور فقط، إنما عن الإنسان بحد ذاته. قد يصل إلى مراكز مرموقة، أو لا ينال العلم والمعرفة، يعمل في مستقبله بما توفر، رغم التقلبات الحياتية  ، كما النهاية معروفة: الموت .

ما من مخلوق على وجه الأرض أزلي أو مخلّد. الكل إلى الرحيل

هذه المحدودية الوجودية مقدّرة من الخالق، لا من المخلوق. المخلوق مسيَّر، خاضع لناموس الخالق

في الماضي، أي منذ آلاف السنين منذ التكوين، كانت حياة الإنسان مقدّرة بمئات السنين (أبو البشر النبي آدم عاش حوالى الألف سنة). (المرجع حول الأعمار التقديرية مذكور في ويكبيديا)

أما في عصرنا، فحياة الإنسان لا تتعدى غالبًا المئة عام. 

المدة القصوى هي أوان الرحيل، أو الموت.

 

الرحيل حتمي، مهما كافحنا وناضلنا وحصلنا على علم ومال وأولاد و... و...، نترك ونرحل !

كما وُلدنا بلا شيء. قد نترك حسرة في قلوب أحبابنا، وربما إذا تركنا لهم إرثًا، يظهرون عاطفة بحزن حقيقي أو مصطنع .

بينما مولدنا كانت فيه روحنا، وفرح لأهلنا، وأمل لهم بعيش، واستمرارية لامتدادهم العائلي... حتى هذا سيرحل أو ينتهي .

 

ملفينا توفيق أبومراد

عضو اتحاد الكتاب اللبنانين 

6/7/2025

المصدر: الصفحة الشخصية للكاتبة على فيس بوك
alsndryla

مجلة السندريلا الأدبية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة

مجلة السندريلا الأدبية لنشر اروع النصوص وتوثيقها

alsndryla
مجلة السندريلا مجلة أدبية عامة يحررها الدكتور اساهي فريد تعنى بنشر وتوثيق النصوص الأدبية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,891