فلسفة الخواء
خواء وفنجانُ
قهوةٍ وأنا
على أمتارٍ
مني أجلس …
أُراقبُ
تفاصيلي ..
أتأملني من
قدمي
حتى رأسي
أُحَدِّقُ
في خليَّتي
وشُحوبَ دمي
يتقاطرُ عَرَقي
وتنْزِفُ جُروحِي
على
رُفاتِ أمسٍ
ما تبقى منهُ
سوى وجَعي
أتتبع الصوت
المبحوح برسماتِ
الخواء
فأبْسُطُ يَدِي
لعَلِّي
أتلَمَّسُ ندى وردٍ
أو حفيفَ مطرْ
لستُ وحدي
فأنا وفنجان قهوتي
والخواء ..
لا ضوضاءَ تُعَكِّرُ
صفو الصمت
ولا جدال
يُبْطِلَ صَوْمي
عنِ الكلام
اعتزلتُ كل شيءٍ
إلى لا شيء
أجْتَرُّ ما مضى
فتَتَفَتَّحُ
عيون ترقد ُ
بِمواويلي
توقظ حنيني
إلى تلك الاحلام
المطرزة بالياسمين
صوت من اللَّامكان
يهمسُ في أذنيَّ
يُعيدني أدراجي
يُخبرني أني
تخطيتُ
حدودَ الخَواء ْ
أعود من توهاني
إلى ثالوثي
المزعوم
أدفعُ فاتورة
تجوالي قصراً
وأغادر
ويبقى الفنجان
وحيداً
والخواءُ يقفلُ
أزرارهُ
كلما دخلتُ
اضْطراراً عشوائيةَ
الزحام
بقلمي
خديجة بلغنامي