خبَّاب بن مروان الحمد


هذا تحقيق صحفي أجراه معي الصحفي الفاضل مصطفى أبو عمشة في صحيفة "اليوم" السعودية، وكان تحت عنوان: "الاعتراف بالكيان الصهيوني بين الإحكام العقدي والاجتهاد الفقهي" وقد نُشر في يوم الجمعة بتاريخ: 8/ 2/ 2013م، ومِمَّا جاء فيه بناء على كتابة الأخ مصطفى أبو عمشة:

يرى الداعية والمفكر الإسلامي أ. خباب الحمد، أنّ مسألة "الاعتراف بالكيان الصهيوني بين الإحكام العقدي والاجتهاد الفقهي" فيها تشابك عقائدي وفقهي وسياسي، وأنَّه لو نظرنا إليها من هذه الأبعاد ستتبيَّن لنا المسألة على نحو أوضح.
ففلسطين أرض إسلاميَّة يمتلكها أهلها سواء أكانوا مسلمين أو من الأقليَّة المسيحية (النصرانية) أو حتَّى من اليهود المنتسبين للعقيدة السامرية كما هو حالهم الآن حيث يعيشون فوق جبل من جبال نابلس، وبينهم وبين أهل فلسطين عموماً تعايش سلمي.
منوهاً على أنّه ما من أحد من أهل فلسطين يقول إنَّهم والنصارى يجب أن يخرجوا من بلادنا، لكنَّ اليهودي المحتل حينما احتل فلسطين فلقد احتل الأرض وسلب العرض، فهاجر الملايين خارج فلسطين، وسلب اليهود أغلب أراضينا، وأفضلها وأكثرها ثروة زراعية وحيوانية ونفطية وصناعية واستراتيجية.
مشدداً على أنّ القول بالاعتراف بدولتهم يعني أنَّك تقر حقاً وقطعاً أنَّ لهم حق الوجود الشرعي الذي يزعمونه ويدَّعونه على هذه الأرض بناء على نبوءاتهم التوراتيَّة والتلموديَّة التي يستغلونها لتمرير سياستهم الاحتلالية الاغتصابية.
ملمحاً بأنّ ذلك الأمر يختلف عمَّا يزعمه بعض الناس من الشروط التي وافق عليها الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي وقَّع على اتفاقية صلح الرملة وهو يعلم أنَّه حينما وقَّع ذلك الصلح أنَّ الصليبيين باقون في مدينتين على شاطئ فلسطين.
ويرى الحمد أنّ هناك لبساً عند كثيرين في فهمهم لكلام ابن القيم رحمه الله حين ذكر أنّ من فوائد قصة الحديبية:(أنّ مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضيمٌ على المسلمين جائزة للمصلحة الراجحة، ودفع ما هو شر منه، ففيه دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما)، فالأمر في قصة رسول الله وواقعة صلاح الدين مختلفة جداً.
منوهاً على أنّ رسول الله فعل ذلك وهو يعلم أنّ الله سيوجد له فرجاً ومخرجاً وقد فتح رسول الله مكة فتحاً مظفراً.
وصلاح الدين اتفق معهم على ذلك الصلح، لكنَّه استعاد تلك المدينتين، ملمحاً بأننا إذا ما قلنا بالاعتراف التام فهذا يعني التطبيع الكامل المتطابق مع قرارات عالمية ومنظمات دولية ستشهد عليها وتلزمنا بها.
لكن لو قيل أنَّه لو حدثت اتفاق مع اليهودي المُحتل على صلح دون تحديد مدة لإقامة دولة فلسطينية على حدود معينة، وذلك تكتيكياً ومرحلياً لا استراتيجيا ونهائياً، فالأمر في ذلك مختلف وخاضع لفقه الواقع وبناء عليه فيجوز ذلك، لأنّه صلح اتفاقي مرحلي، لا تطبيع نهائي حتمي.
وحول ضرورة إصدار فتوى يصادق عليها كبار علماء العالم الإسلامي بالتشاور مع الساسة لأجل إيجاد مخرج شرعي يؤدي لتحقيق مصلحة للأمة، وتشير إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني وتعدّ بمثابة هدنة طويلة الأمد، ...
يؤكدّ الحمد، بأنّ الأمَّة قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني المحتل، فإذا كانت قوى المقاومة الباسلة المجاهدة في غزَّة سطَّرت أروع الأمثلة وأنصع الأدلة على أنَّ أطهر سلاح يمكن أن نستبسل فيه للدفاع عن مقدساتنا بعد سلاح العقيدة إنّما يكون بالسلاح العسكري، فإذا كانت تلك العصائب المجاهدة قد دحرت العدو الصهيوني وأجبرته على القبول بهدنة، فإنّ الأمة قادرة على إزالته، موضحاً بأنّ القيام بفتوى عالمية يوقع عليها عدد من أهل العلم بالتوافق مع الساسة الذين يبتغون رضا الله تعالى، فإنّه لا مانع من ذلك، مع أنّه قد سبقت فتوى قديمة وقَع عليها عدد من أهل العلم عالمياً حول حكم التنازل عن أرض فلسطين.
ولكن إن قصد بذلك تجديد ذلك حالياً وعالمياً فإنّ الشيخ الحمد مع ذلك ولكنّه يحتاج إلى التركيز الإعلامي.
مؤكداً بأنّ كثيراً من الدول العربية والإسلامية يتعامل مع الكيان الصهيوني، لكنَّ بعضها قد يُراعي الحالة الشعبية لعدم إغضاب أو انفعال الجماهير، لكن بشكل عام يرى الشيخ الحمد أنَّ التعامل مع الكيان الصهيوني كثير منه صريح، وقد يتخذ أشكالاً ضمنية من بعض الدول العربية ليس لله وإنما لأغراض أخرى !!!

المصدر: صيد الفوائد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,541