التمارين البدنية المنتظمة مفيدة للصحة مهما كان نوعها
كشفت دراسة حديثة نُشرت في العدد الأخير من دورية «أنالز للطب الداخلي» أن ممارسة الرياضة بالنسبة للنساء الأربعينيات والرجال الكهول لا تعود بالنفع فقط على لياقتهم البدنية ومظهرهم الخارجي، بل تُساعدهم أيضاً على الوقاية من أمراض الشيخوخة، كالخرف والزهايمر.
وتوصل باحثون أميركيون إلى هذه النتيجة بعد أن حللوا بيانات 19,458 شخصاً كانوا يتمتعون بصحة جيدة في منتصف العمر (الفترة ما بين 40 و50 سنة) ودأبوا على إخضاعهم لاختبار مستوى اللياقة، هو عبارة عن تمرين بدني منتظم على البساط المتحرك (treadmill). وواظب الباحثون على متابعة لياقة المشاركين في الدراسة إلى أن بلغوا 70 و80 سنة، فأظهرت فحوص التشخيص أن 1,659 منهم يعانون الأعراض الأولية للإصابة بأحد أشكال الخرف. ولاحظ الباحثون أن المشاركين الذين كانوا يتمتعون بلياقة بدنية أفضل في منتصف العمر كانوا أقل الناس عرضة للخرف لاحقاً عند وصولهم إلى مرحلة الشيخوخة، إذ كانت نسبة إصابتهم تقل عن إصابات أقرانهم الأقل نشاطاً في منتصف العمر بنسبة 36%.
ويقول الباحثون إن الأشخاص الراشدين الذين يواظبون على ممارسة التمارين الرياضية يجنون فوائد صحية جمة تشمل مضاعفتهم فرص العيش أطول وتعزيز صحتهم العاطفية، ووقايتهم من السكري وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب. ويشير الباحثون إلى أن الخرف ليس مصيراً حتمياً لكل المسنين، بل إنه يصيب بعضاً منهم فقط، ولو أن الإصابة به سجلت زيادة مطردة في العقود القليلة الماضية. ويضيفون أن الخرف يصيب أكثر أولئك الذين الذين يعانون اضطرابات في الذاكرة والتفكير بشكل يعوقهم عن ممارسة أنشطتهم اليومية الروتينية، كالأكل والشرب وارتداء الملابس. وهناك طبعاً بعض حالات الخرف المتقدمة التي تؤثر حتى على الصحة العاطفية للمسن وشخصيته.
ويفيد الباحثون أن معظم الناس الذين شاركوا في الدراسة كانوا من الأميركيين البيض ممن يتمتعون بصحة جيدة، ويستفيدون من خدمات الرعاية الصحية الوقائية. وبالتالي فإنه لا يمكنهم تحديد ما إذا كانت نتائج الدراسة تنطبق على الإثنيات والأعراق الأخرى في المجتمع الأميركي. كما يسجلون أن النشاط البدني المنتظم خلال منتصف العمر ليس هو العامل الوحيد المؤثر على الصحة البدنية والعقلية لاحقاً، وإنما هناك عوامل أخرى مهمة، كالأكل الصحي ونمط العيش المتبَع. ويُلفت الباحثون في ختام دراستهم إلى أنه لا يهم نوع التمرين البدني المبذول في منتصف العمر بقدر ما يهم الالتزام به والمواظبة عليه. فأبرز شيء يُساعد على الوقاية من الخرف بمختلف أنواعه وأمراض الشيخوخة بشتى أشكالها، هو جعل النشاط البدني روتيناً يومياً منتظماً كالأكل والشرب.
ساحة النقاش