حلق المنتخب النيجيري عالياً في سماء القارة السمراء اليوم الأحد بعد أن توّج بلقب كأس أمم أفريقيا التي أقيمت في جنوب أفريقيا بعد فوزه في النهائي على بوركينا فاسو بهدف دون رد.

وسجل هدف التتويج لنيجيريا سانداي مبا في الدقيقة 40 وبذلك ينال النسور الخضر لقبهم الثالث في التاريخ بعد سنوات 1980 و1994.

وسيلعب منتخب نيجيريا في كأس العالم للقارات التي ستقام بالبرازيل في الفترة الممتدة بين 15 يونيو/حزيران و30 من نفس الشهر وسيكون النسور الخضر في المجموعة الثانية رفقة منتخبات إسبانيا وأورغواي وتاهيتي.

حفل الاختتام

قبل انطلاقة مواجهة النهائي قدّمت اللجنة المنظّمة لكأس أمم أفريقيا عرضاً خاصاً بنهاية عرس كرة القدم في القارة السمراء، وكان الحفل بمثابة عرض غنائي يجسّد العمق الأفريقي لجنوب أفريقيا، وكان مصحوباً بلوحات راقصة لكن هذا العرض كان باهتاً من عرض الافتتاح وهو ما يعبّر على عدم استعداد جوهانسبورغ لاستضافة "الكرنفال" الأفريقي.

الاستهلال
 
استهلّ المنتخبان المواجهة بتحفظ كبير واختار كلّ طرف أن يتريّث قبل الدخول في معركة الخواتيم، فسيطر الحذر على حكايات البدايات وانحصرت المواجهة في منطقة أم المعارك.

وخلال 15 دقيقة من أحداث الفترة الأولى لم نشاهد إلا فرصة وحيدة كانت في الدقيقة 10 كاد الحارس البوركيني أن يتسبّب بكارثة، عندما أمسك الكرة وتركها بعد أن لعبت ركنية فأتت أمام براون إديي، الذي صوّب دون تركيز لتمرّ كرته برداً وسلاماً على حصون منتخب الخيول.

التسلّل من الأطراف

حاول منتخب نيجيريا أن يستغلّ هشاشة الأطراف البوركينية وركزت جلّ الهجمات لكتيبة النسور الخضر على براعة لاعب تشلسي الإنكليزي موزس وإديي لاعب دينامو كييف الأوكراني في التسلّل ولعب العرضيات التي غالباً ما وجدت الحارس دودا دياكيتاي.

ويبدو أن صعوبة اختراق دفاع منتخب دولة فولتا العليا سابقاً أجبر النسور الخضر على إيجاد حلول بديلة والمرور عبر الجهة اليمنى والجهة اليسري.

انتشار جيّد

شلّ الانتشار الجيّد لمنتخب الخيول حركة لاعبي نيجيريا وأدخل فيهم شيئاً من الارتباك وكثّف مدرّب بوركينا فاسو البلجيكي بول بوت من لاعبي خط الوسط ليحدّ من خطورة لاعب تشلسي الإنكليزي جون أوبي ميكال وسانداي مبا ولاعب لاتسيو الإيطالي أوجني أنازي.

وحاول منتخب الخيول أن يؤدّي واجباته الدفاعية قبل المجازفة بالهجوم واستغلال الكرات الثابتة، ففي الدقيقة 25 تمكّن البوركينيون من الحصول على أوّل فرصة في المواجهة كانت بواسطة بانسي، الذي صوّب لكن كرته مرت فوق الشباك.

وتميّز اللاعب جونتان بيتريبا الذي كان مصدر إزعاج لمدافعي نيجيريا.

الزاد الفني يحدث الفارق

يتميّز لاعبو المنتخب النيجيري بزادٍ فني كبير مكّنهم من تسجيل الهدف الأوّل في الدقيقة 40 من كرة ارتدت من الدفاع البوركيني لتأتي أمام مبا، الذي رفع الكرة بلاعب ثمّ بلاعبين وسدّد في مرمى الخيول معلناً عن هدف السبق لنسور لاغوس.

فدفع منتخب الخيول فاتورة تحفّظهم الدفاعي وانتظارهم المفرط للمنافس ومحاولة لعب المرتدات، التي لم تتوافر لهم، لأن نيجريا حصّنت دفاعها وكانت متوازنة بين الدفاع والوسط والهجوم.

شوط باهت

لم يرتقِ الشوط الأوّل إلى مستوى كبير وكان الأداء متواضعاً وتراوح المردود بين تحفّظ بوركينا فاسو وخوف نيجيريا من نتيجة المباراة لتأتي لوحة فنية فردية من أحد لاعبي منتخب النسور الخضر لتنتهي قصّة الفترة الأولى بتقدّم القادمين من لاغوس بهدف دون ردٍّ.    

محاولة إنهاء المواجهة

في الشوط الثاني، حاول النيجيريون أن يجهزوا على أحلام وآمال منتخب الخيول من خلال شنّ الهجومات المتتالية وفي الدقيقة 48 كاد إيديي أن يضيف ثاني الأهداف بعد أن توغّل في دفاع المنافس وسدّد، لكن كرته وجدت الحارس دياكيتاي في المكان الصحيح.

واصل أبناء المدرّب ستيفان كيشي، الباحث عن شرف التتويج باللقب كمدرّب بعد أن نالها كلاعب سنة 1994، الضغط على حصون بوركينا فاسو، ولولا رعونة موزس في التعامل مع الكرة في الدقيقة 55 بعد أن تولّى قيادة هجمة مرتدّة لكنه فوّت هذه الفرصة على منتخب بلاده.

الضغط العالي

يبدو أن لاعبي المنتخب البوركيني اضطروا للتخلّي عن تحفظهم وبادروا بانتهاج طريقة الضغط العالي على حامل الكرة لشلّ هجمات نيجيريا واسترجاع الكرة بشكل سريع ومحاولة تسجيل  هدف تعديل الكفّة.

وركز لاعبو منتخب الخيول على الكرات الثابتة واستغلال ارتباك مدافعي منتخب نيجيريا، ففي الدقيقة 59 تحصل المنتخب البوركيني على مخالفة لكن رأسية بانسي كانت بين أحضان الحارس فكتور إنيما.

تحسّن أداء المنتخبين خلال أواخر المواجهة بعد أن تغيّر النهج التكتيكي لكلا المنتخبين، إذ حاول النيجيريون استغلال تقدّم لاعبي بوركينا فاسو ولعب المرتدات، في المقابل انتهجت كتيبة الخيول طريقة الضغط العالي وصنع الهجمة بسرعة كبيرة وكادت هذه الطريقة أن تؤتي أكلها، وفي الدقيقة 74 انفرد البديل ولفريد سانو بالحارس لكن توصيته لم تغالط إنيما، الذي كان سدّاً منيعاً أمام هذه المحاولة.

خلل تكتيكي بوركيني

وفي الدقيقة 83 أضاف المدرّب بوت مهاجماً آخر بغية تعديل الكفة بإقحام مامانو داغانو، لكن كادت الرياح تأتي بما لا يشتهيه البلجيكي، وبما أنّه أخرج قلب الدفاع بول كوليبالي فتوالت الهجمات النيجيرية، التي اتسمت بالرعونة وعدم التركيز في مناسبتين، الأولى انفراد موزس في الدقيقة 85 وانفراد أحمد موسى في الدقيقة 87 وكلاهما مرّ بجانب التسجيل في مرمى الحارس دياكيتاي.  

وباءت محاولات بوركينا بالفشل في إدراك التعادل وزُفّ منتخب نيجيريا عريساً للقارة السمراء بهدف وحيد ليعود بقوّة بعد غيابه عن دورة 2012، التي أقيمت في غينيا الاستوائية والغابون.

المصدر: الجزيرة الرياضية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 11 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,112